ثوار لبنان يسألون جوليا بطرس عن "هويتها"!

"إيلاف" من بيروت: سأل شباب ثورة 17 أكتوبر اللبنانية عن هوية الفنانة جوليا بطرس التي غرّت رفضاً لصفقة القرن معلنة تمسكها بعروبة فلسطين، بعدما صمتت لمئة يوم عن الحراك الشعبي في ساحات لبنان حيث صدحت أغنياتها الثورية!

بيتي هنا... أرضي هنا... البحرُ السهلُ النهرُ لنا. #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية pic.twitter.com/jQltlLfk5C

— Julia Boutros (@JuliaBoutros1) January 28, 2020

ولا شك أن الآراء تضاربت بين الشباب اللبناني كما جرت العادة في كل موقف، ليظهر التباين مجدداً في توجهات الشعب المستمر على انقسامه من القضايا الوطنية والاقليمية وحركات التحرر في الدول العربية ومحاورها.

فلسطين عطول بالقلب بس من بعد ١٧ تشرين بطلت صدقك حتى بدعمك لفلسطين لإن يلي ما بيدعم ثورة بلدو ما فيه يكون مع حرية باقي الشعوب

— Ali Mezher (@AliiMezher) January 29, 2020

جوليا غرّدت كاتبة "بيتي هنا... أرضي هنا... البحرُ السهلُ النهرُ لنا. وأرفقت جملتها بالوسم #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية. لكن التعليقات على صرختها تشير إلى أن
هذا "الموقف" كان ليحاكي وجدان الشعب العربي برمته لعقود خلت، قبل انطلاق الثورات الموزعة على الأراضي العربية. وكان ليرحب به أصحاب القلوب النابضة صدقاً بحبهم لفلسطين العربية وشوقهم لزيارة القدس مهد الديانات السماوية، إلا أن صمتها عن الحراك في لبنان قد وضعها في صفّ المدافعين عن الأنظمة الصامدة في دول الجوار، والمعروفة بـ"أنظمة المقاومة والممانعة". وهي الأنظمة نفسها التي يرى فيها ثوار لبنان والعرب لعبة التجارة بالقضية لفلسطينية_ بحسب تعليقاتهم!

ما اختلفنا كلامك درر بس ليش ما شفنا شي منك والثورة بلبنان الها ١٠٠ يوم ...منعرف انتماء زوجك بس كان فيكي حتى تنتقدي الثورة بس مهم كنتي تحكي شي بس هيك للاسف خسرتي كتير جوليا بطرس ...سقطتي بنظر كتار

— ????????Chirine Abdallah ???????? (@chirineabdallah) January 28, 2020

هكذا تبلورت المواقف على اختلافها بين مهاجم ومدافع شرس، بين ثائر في الشارع اللبناني يريد إسقاط العهد، ومدافع عنه وعن محور حزب الله وإيران والنظام القائم في سوريا..! لكن المراقب بدقة، سيرى أن إشكالية العتب على "بطرس" لم تأتِ_ في غالبية المواقف_ رفضاً لدفاعها عن قضية فلسطين، بل اعتراضاً على تقديمها للقضية الفلسطينية على حساب الانتفاضة اللبنانية.
ورغم أن بعض الثوار كانوا قد أصروا على رفض بث أغنياتها واستبدلوها بأناشيد الشيخ إمام الثورية اعتراضاً على سياسة زوجها الوزير في الحكومة السابقة_ مع بداية الثورة، قدّم لها بعض الثوار أعذاراً آنذاك مؤكداً على احترام صمتها.. ! لكن موقفها الواضح دفاعاً عن فلسطين عاد ليفجّر العتب بوجهها، بوابلٍ من اللوم والأسئلة المتتابعة في مواجهة المستبسلين دفاعاً عنها تأكيداً على صدقها وصحة موقفها.

بدنا نعذبك تعطينا جنسيتك؟ غيرك بيستاهلا أكتر

— Rafka Frem (@rafkafremB) January 28, 2020

وفي إطلالة سريعة على ما ورد من تعليقات متباينة على تغريدتها، أجمع المعلقون العاتبون على جملة أسئلة، برز بينها: "لماذا تقدمين القضية الفلسطينية على الأزمة اللبنانية؟ وهل أنت لببنانية أم فلسطينية حتى تتجاهلي ثورة شباب بلادك وتطالبي بحق الشعب الفلسطيني؟

لبنان بسلّم عليكي يا وطنية????

— sarahsleiman (@sarahsleiman14) January 28, 2020

ما بقى تاجري باسم فلسطين... في ثورة صارت ببلدك ما سمعنا صوتك

— Hamza Al-Sayegh (@hamzasayegh) January 28, 2020

وتوالدت، التساؤلات في مواجهة الفريق المدافع عنها بهجومه على الثورة اللبنانية وتخوينها للتأكيد على صحة موقف جوليا بالتزامها الصمت تجاه الأحداث اللبنانية كي لا تكون في بلدها محسوبةً على فريقٍ ضد آخر.

بس تكون ثورة حقيقية بعدين منحكي

— Oussama Hamadeh (@oussamahamadeh) January 28, 2020

وفيما علق المدعو ريان: "نادى عليكي شعب لبنان فاختفيتي واختغت وطنيتك.. خافي ع بلدك بالاول ل نصدق كلمات اغانيكي"! تابعت "فطوم": "ما حدا من فنانيين لبنان يحكي عن فلسطين بلييييز. صارت عندكم ثورة و ما حدا فتح تمو. بس شاطرين تتاجرو بإسم فلسطين". فرد عليهما "أوسامة": "عندما تكون الثورة اللبنانية حقيقية منحكي عنها"!

ما حدا من فنانيين لبنان يحكي عن فلسطين بلييييز
صارت عندكم ثورة و ما حدا فتح تمو
بس شاطرين تتاجرو بإسم فلسطين#اليسا و بس كانت مع الثورة و طول عُمرها بتحكي كلمتها و ما بتخاف الحق ????

— Fatom (@Fatommoon7) January 28, 2020

بيتي هنا.. ارضي هنا.. البحر السهل النهر ... pic.twitter.com/etiNM81jqo

— Black Magic (@HausOfTeen) January 28, 2020

كان لازم ترقصي عالرينغ لترضي السخفاء????

جوليا المقاومة المحترمة❤️

— R (@RH19962) January 28, 2020

ونشر أحدهم صورة التظاهرة اللبنانية في وسط بيروت وكتب رداً على تغريدتها :"بيتي هنا.. ارضي هنا.. البحر السهل النهر ..." فعقب لبناني آخر ساخراً: "والله وطلع صوتك، وين كان من 100يوم مختفي مش مبين.. اصيلة والله ".
أما جويس، فسألتها: "كمان ما فهمت .. حضرتك فلسطينية او لبنانية؟" ليرد مدافع عنها: "ليش بدوا يطلع صوتها بثورة زعران؟ هيي بتثور بس لما الشرفاء يثوروا"! فعاتبتها لمى: "يا سيدتي الكريمة، اللي ما في خير وأصّل لبيت أهلهُ... من الصعب عليه يِصّون بيت جارهُ!!!!"

صح،لان العدل هيك بيقول،والأذى موجع،بس مع الاسف #لبنان__ينتفض منذ ٣ اشهر ولم نسمع منك تعليق رغم انه الفساد نفسه والظلم نفسه وقلة العدل نفسها،كان أولى بك ان تقفي مع المظلومين من وطنك مثلما استحق الفلسطينيون منك هذا الموقف...مع الاسف #لبنان_يثور والعدل مغيب #صفقة_القرن

— SAY©™ (@Mrsswy) January 28, 2020

ليش بدوا يطلع صوتها بثورة زعران
هيي بس لما الشرفاء يثوروا

— Great (@lebaneseresist1) January 29, 2020

تحية لحضورك الدائم المقاومة
انك مثال للحرية والانسانية

— Nabil Deeb (@NabilDeeb8) January 28, 2020

وكانت مُلفِتة التغريدات العربية التي سألتها: "كنا بنصدقك زمان، بس بعد موقفك من ثورات سوريا ولبنان عرفنا أنه كله كلام مستهلك و تجارة رخيصة، الإنسانية لا تتجزأ" وعلق عربي آخر: "اكثر ناس ضحكوا علينا اهل الشعارات الخداعة... جوليا بطرس تدعم الاسد وحزب اللات.. وتريد، فلسطين تتحرر... رح يحررها نصراللات وهو طالع من طريق حلب.... "

كنا بنصدقك زمان ، بس بعد موقفك من ثورات سوريا ولبنان عرفنا أنه كله كلام مستهلك و تجارة رخيصة ، الإنسانية لا تتجزأ

— Tarneema مربى البتنجان (@Tarneema74) January 28, 2020

بالعراق توجد نفس هالنماذج ????????????

— صَفَا ???????????? (@Dentistsafa) January 28, 2020

مسلسل التغريدات لم ينتهِ.. فيما تساءلت مغرِّدة عن سبب حظرها لحسابات الأشخاص الذين يهاجمونها..! إلا أنها_ على ما يبدو_ غرّدت بما يتوافق مع جوليا بطرس التي عُرفَت بمواقفها الثورية عربياً، واختفت مجدداً.. فعبّرت بذلك عن موقفها الثابت تجاه فلسطين، وأصرّت على الصمت لبنانياً..!

ما عم بفهم ليش جوليا بطرس نازلة تعمل بلوكات لهالناس عن بو جنب؟ العمى إنه وين راحت بغنيّة "ما بتقدر أبداً تلغيني بدّك تسمعني وتحكيني"؟!

— رُوى سابا (@Rouwa_Saba) January 29, 2020