ترفيه

فرج فودة: لماذا تعود أفكار صاحب "الحقيقة الغائبة" لتثير الجدل بعد مرور نحو 30 عاما على اغتياله؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تبدو سيرة الكاتب المصري الراحل، فرج فودة، كأنها تأبى إلا أن تعود لواجهة النقاش في بلاده، رغم مرور نحو 30 عاما على اغتياله، إذ أثار حديث ممثل مصري عن الكاتب ردود فعل جدلية في مصر وخارجها حول إرث فودة الذي كان من أبرز المدافعين عن العلمانية في البلاد.

فالممثل أحمد الرافعي، الذي أدى دور قيادي في جماعة إسلامية متطرفة في مسلسل يتناول الصدام بين الجيش المصري والمسلحين الإسلاميين، كان قد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا تحدث فيه عن "فرحة أبناء البلد بمقتل فودة" قبل أن يعود ويوجه النقد لإرث الكاتب العلماني بوصفه ينتمي إلى تيار" كان يوجه الرصاص إلى عقول أبناء الشعب المصري مثلما أطلق الإرهابيون النار على صدر الوطن"، كما قال الممثل الشاب في مقابلة تليفزيونية.

وقد أعاد حديث الرافعي الجدل حول أفكار فودة عن الدولة المدنية وتاريخ الخلافة الإسلامية وهي أفكار تقاطعت مع المشهد السياسي في مصر قبل نحو 40 عاما عندما كان مشهدا لا يشبه ما تمر به مصر الآن بحسب مراقبين.

موريتانيا تطلق سراح مدون سُجن بتهمة الردة في قضية أثارت الرأي العام

الاعدام لقاتل الكاتب ناهض حتر في الاردن

يقول الباحث في الجماعات الإسلامية، علي بكر الفقي، إنه "لا تشابه بين الأوضاع في مصر زمن اغتيال فودة وما هو واقع الآن، فقبل ثلاثين عاما كان للإسلاميين وجود كبير على الساحة السياسية بعكس الوضع الآن. فالدولة المصرية الآن في عداء كبير معهم بينما كانت تهادنهم في زمن فودة".

"خطاب سهل غير معقد"

تفيد المعلومات الشحيحة المتداولة عن السنوات الأولى في حياة فودة بأنه ولد في محافظة دمياط شمال القاهرة عام 1946 قبل أن يدرس العلوم الزراعية ويحصل على رسالة دكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في العاصمة المصرية.

وبدأ اسم فودة في التداول في ثمانينيات القرن الماضي في فترة بدأت فيها مصر تعرف ما وٌصف بهامش من التعددية السياسية والثقافية.

وانضم فودة إلى حزب الوفد الجديد الذي يستلهم تجربة حزب الوفد ذي الإرث الليبرالي في مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952.

وغادر فودة حزب الوفد بعد أن دخل الحزب في تحالف انتخابي مع مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية عام 1984 في قرار عده فودة خيانة لـ"مبادئ الحزب".

ولم يتوقف مشوار فودة السياسي عند الخروج من الوفد، إذ أعلن عزمه تأسيس حزب جديد إلا أن السلطات المصرية رفضت منح الحزب الترخيص، كما خاض الانتخابات في عام 1987 في تجربة لم تكلل بالنجاح.

وكان فودة في تلك الفترة يدافع في مقالاته عن فكرة الدولة المدنية ما أدخله في سجالات فكرية مع كتاب إسلاميين كانوا حاضرين بقوة في الساحة السياسية المصرية كنتيجة لما يراه الباحث في الجماعات الإسلامية، أحمد بان، "صفقة سياسية " فالنظام المصري في عهد السادات تحالف مع الجماعات الإسلامية لمواجهة خصومه من اليساريين والقوميين".

وكان السجال بين فودة وخصومه يتناول قضايا متنوعة فهناك نقاش حول العلمانية وجدل حول كتاب ألف ليلة وليلة وخلاف حول حجية الحجاب.

ويرى أحمد بان أن أكثر ما يميز فودة كان "خطابه السهل غير المعقد الذي نجح في جذب الكثيرين حوله"، وكثيرا ما انتقد الإسلاميون فودة لكونه "غير متخصص في الإسلام يسعى للطعن في العقيدة مستخدما روايات ضعيفة للحظات استثنائية لا تعكس عظمة التاريخ الإسلامي".

إلا أن فودة كان يقول إن عدم تخصصه في دراسة الإسلام لا يحرمه حق التساؤل مشددا على أن "أغلب ما جاء في سنوات التاريخ الإسلامي يعكس مشهدا مأساويا يخالف كل مبادئ العقيدة الإسلامية".

محمد عمارة الباحث الإسلامي الذي رفض الوظيفة العمومية

محاكاة النص القرآني: أسلوب أدبي أم ازدراء للمقدس؟

"نعم للإسلام لا للدولة الإسلامية"

يشدد فودة في كثير من كتاباته ومحاضراته على أنه مسلم متمسك بالإسلام الذي هو عنده "الدين الأعظم" مع التمييز بين الإسلام كديانة والدولة الإسلامية.

وتبدو الفكرة الرئيسية التي تهيمن على كتابات فودة هي أن الحديث عن دولة دينية تستلهم تراث الإسلام النقي يتجاهل روايات في كتب التاريخ تظهر أن العقود الأولى من حكم الخلفاء الأوائل للنبي شهدت حوادث "لا تتفق مع مبادئ الإسلام أو الحكم الرشيد " مثل ما حدث للخليفة الثالث عثمان بن عفان الذي "يُقتل ويرفُض سكان المدينة دفنه في مقابر المسلمين".

وتزداد الصورة قتامة في زمن الخلافتين الأموية والعباسية بحسب فودة، الذي يستشهد بحوادث أوردها مؤرخون مثل تهديد الخليفة عبد الملك بن مروان بـ"قطع رأس من يأمره بتقوى الله" أو ما قام به العباسيون من "نبش قبور خلفاء بني أمية والتمثيل برفاتهم" بعد أن وصلوا إلى الحكم عام 132 للهجرة.

كما دافع فودة كثيرا عن مفهوم الدولة العلمانية " التي تصون حقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن عقيدتهم"، إذ يرى أن وضع المسلمين في ظل العالم الحديث "أفضل كثيرا مما كانوا عليه في عصور الخلافة".

وكان فودة يرى أنه يقوم بمهمة في غاية الأهمية ألا وهي كشف "الحقيقة الغائبة"- وهو عنوان أحد أهم كتبه- بنقد التراث الإسلامي وإعمال العقل فيه عوضا عن تمجيده.

ويرى الباحث علي بكر الفقي أن الغضب الكبير الذي أثارته كتابات فودة عند الإسلاميين يرجع إلى انها "تنتقد المسلمات التي يتمسكون بها بوصفها صحيح الدين".

المناظرة

يعد فرج فودة موضوعا مثيرا للنقاش في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين لفكرة العلمانية ومعارضين.

ورغم اختلاف مواقف الفريقين حيال فودة فإن من بين ما يجمعهما الاستشهاد بالمناظرات الفكرية التي شارك فيها فودة في الفترة التي سبقت اغتياله.

ويرى بعض المعلقين أن المناظرة التي جرت في معرض القاهرة للكتاب في يناير / كانون الثاني تحت عنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية" والتي شارك فيها فودة كانت هي الحاسمة في تحديد مصيره.

حيث جلس فودة بجانب الكاتب محمد أحمد خلف الله، صاحب الكتاب المثير للجدل "الفن القصصي في القرآن"، للدفاع عن مقولة الدولة المدنية في مواجهة الداعية الإسلامي البارز، محمد الغزالي، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين، مأمون الهضيبي، قبل أن يصبح مرشدا للجماعة، والكاتب الإسلامي محمد عمارة.

وتظهر المقاطع المصورة للمناظرة أن الحديث عن دولة مدنية لم يلق قبولا عند أغلب الجمهور في قاعة المناظرة حيث ترددت هتافات دينية لدعم حجة الإسلاميين واستهجان حديث الفريق الآخر.

وبينما تركز الهجوم على أنصار الدولة العلمانية لكونهم "من أنصار الاستعمار الغربي ممن يردوا أن يحرموا اغلبية الشعب المسلم في مصر من حقه في دولة إسلامية" فإن فودة كان يشدد على أنه دعاة الدولة الإسلامية لا يقدمون سوى وعود براقة دون أي برنامج سياسي واضح".

"قتل المرتد"

وأثارت مناظرة معرض الكتاب وما تلاها من مناظرات حفيظة عدد من الإسلاميين إلى درجة أن نشرت جريدة النور الإسلامية بيانا لمجموعة من أساتذة العلوم الدينية، (ندوة علماء الأزهر) تشن فيها هجوما شديدا على فودة وتدعو إلى عدم السماح بالترخيص لحزبه.

وفي 8 يونيو/حزيران أطلق شابان ينتميان إلى الجماعات الإسلامية المتشددة النار على فودة أثناء خروجه من مكتبه في حي مصر الجديدة ليفارق الحياة .

وأظهرت تحقيقات النيابة التي نشرتها صحف مصرية أن قاتلي فودة قالا إنهما تصرفا بناء على فتاوى من قيادات تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد.

كما نشرت صحف مصرية جلسات المحاكمة، التي انتهت بإصدار حكم الإعدام على قاتلي فودة، وجاء فيها أن الغزالي استدعى للشهادة التي قال فيها "إن على الحاكم أن يقتل المرتد طالما أصر الأخير على البقاء في المجتمع وأن تطبيق الحدود يكون بيد الحاكم فقط لا لأحاد الناس."

وبعد نحو ثلاثين عاما من تلك الواقعة فإن معارضين للنظام الحالي في مصر يرون أن التضييق الذي تشهده البلاد لا يساعد على تقديم إجابات للأسئلة التي طرحها فودة وخصومه حول التراث وشكل الدولة، بينما يقول مؤيدو النظام أن الأخير قدم إجابة للقضية الأهم التي برزت في حادثة مقتل فودة ألا وهي حماية البلاد من خطر المتطرفين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القط يحب خناقه
متابع -

وهو فيه تطرف اكثر من تطرف ألدولة البوليسية العسكرية العلمانية ، لكنكم قوم تشتهون الاستبداد ..

بديل الدولة الدينية الدولة اللادينية
عبدالعزيز -

يبدو بعض المفكرين مثل القمامين تستوقفهم بعض القضايا المعزولة ليتخذوها ذريعة للطعن في تاريخ امة مجيدة ممتد ، ظهر المدعو فودة على قناة تونسية وقال فيها ما يخرج اي مسلم من الاسلام ! ونقول لم يعرف المسلمون الدولة الدينية كما عرفها الاوربيون طوال ١٧٠٠ عام ميلادي ، فالدولة في الاسلام السني مدنية بطبعها منذ الف واربعمائة عام ونيف ، فالحاكم فيها لا يحكم بالحق الهي كما عرفته اوروبا ، والحاكم والمحكوم في الاسلام السني منقاد الى النص قرآن وسنة ، اما تصرفات الحكام خارج النص فلا علاقة للاسلام بها وهي تدينهم وسيعاقبون عليها ، المثقف العربي مصاب بلوثة اسقاط التاريخ الاوروبي على الاسلام ويطرح هذا الموضوع بفجاجة واستفزاز. بدعوى حرية التفكير و حرية التعبير ، في الوقت الذي لا يجرو فيه من نقد واقعه اليومي تحت حكم المستبد العسكري ، بل انك تجده يدافع عن الاستبداد من باب كراهيته للدين .. اين الذين كانوا يهاجمون الحاكم المسلم الذي جاءت به الانتخابات ؟! لقد خرسوا ، وابتلعوا السنتهم لان العلماني العسكري هو الحاكم .. وفي كل الاحوال علينا ان نطالب بالدولة العادلة مهما كان شكلها ..

رحم اللة المشعوذين جميعا
فول على طول -

الفكرة الهشة والتى لا تصمد أمام العقل تحتاج الى الصوت العالى للدفاع عنها ومحاولة اثبات أنها صحيحة والدين الفاسد يحتاج الى سيف يحمية ..لا يصمد أمام المقارعة والمناظرة ..الذين ناظروا الدكتور فرج فودة حكموا علية بالردة قبل بدء المناظرة لأنهم معهزومون بالقاضية وهم يعرفون ذلك ..كان هذا أمام الاف من البشر المشعوذين والذين هتفوا ضد فرج فودة وطالبوا بالقصاص أى القتل قبل المناظرة ..حكم الردة وخلافة والحكم على هذا كافر وهذا ملحد والى أخر هذة الشعوذات هى حجة السفهاء من البشر وبتأييد من القطيع الذى يتبعهم ...اللة لم يتنازل عن صلاحياتة لأحد فى أى يوم من الأيام ولن يفعلها واذا فعلها فهو لا يستحق العبادة ولا يصلح ...الديان فقط هو الذى يدين البشر ..والمفروض أن كل البشر أمامة سواسية وما عدا ذلك مرفوض وفكر مشعوذين ..اللة لا يحتاج للمساعدة من بشر ..اللة الحقيقى أعطى كل البشر الحرية الكاملة فى عبادتة أو الالحاد ...رحم اللة المشعوذين جميعا ..الغريب أن المشعوذين هم من أتباع الدين الحق فقط ..اذا كان الاسلام هو دين الحق والدين الصحيح لماذا تدافعون عنة ؟ الحق فوق القوة ولا يحتاج للدفاع عنة اذا كنتم صادقين . اتركوا البشر فى حالهم والحساب عند اللة فى الأخرة ...كل مسئول عن نفسة فقط فى الأخرة وحتى فى الدنيا

,,,,,,,,,,,
صلاح الدين المصري وراكم وراكم يا غجر -

مطران الجهالة و الخيابة الشتام دائما الافاق فولش على طول عامل زي التور اللي دخل محل الخزف و يا سلام على فوليو عامل نفسه أستاذ وذكي وبيدي مواعظ وربنا خلق منه كتلة غباء سكوب وأطلقه في البرية ههههه ، الأرثوذكسي جرجس واخد على التهزيق ومدمن عليه ولازم ياخد منو جرعه كل يوم ،نراه اليوم داخل وطايح نطح ورفس مناخس مع العلم ان كنيسته بتكفر كافة الطوائف المسيحية بل وبتكفر قساوستها ورعاياها المتمردين و انزلاق الكنيسة الرسمية إلى التكفير في القرن الواحد والعشرين فهي مسألة خطيرة، لأن الكنيسة من الناحية الدينية تمثل إرادة الرب ومن ثم فقرار الحرمان يعني الطرد من الملكوت المسيحي ودخول جهنم.فمثلاً وافق ما يسمى المجمع المقدس للارثوذكس بالكنيسة الأرثوذكسية "الكرازة المرقسية" بالإجماع على حرمان الدكتور جورج حبيب بباوي وفصله من الكنيسة الأرثوذكسية. والحرمان يعنى انه صار كافر ولن يستحق الملكوت ولن يستحق خروجه لها القيمة وصلاة على. روحه لما يفطس الكافر ابن الكافر ابن الكافره ؟!! وذلك في الاجتماع الذي عقد برئاسة الهالك المقبور البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية ربنا يجرمه مطرح ما راح ، وبحضور 66 أسقفاً يمثلون جميع الأبرشيات في الداخل وفي المهجر، وقال الأنبا بيشوي السكرتير العام للمجمع المقدس في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن مبادئ جورج حبيب بباوي ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية ؟!! إلى أن يتوب عنها، وإنه في حالة إعلانه ذلك عليه أن يقدم طلباً مكتوباً للمجمع المقدس ثم تنظر الكنيسة فيما يتم اتخاذه بشأنه. صحيح اللي اختشوا ماتوا ،..