أخبار

عيد رأس السنة يحل كل أبريل ويستمرّ لـ12 يوماً

الآشوريون يحتفلون بـ"أكيتو"... أقدم عيد حفظته البشرية

بملابسهم ورقصاتهم التقليدية، يحتفل الأشوريون بالعام الجديد المعروف باسم أكيتو، في نيسان من كل عام. الصورة التقطت في ريف بلدة القحطانية بمحافظة الحسكة السورية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكيتو، أو رأس السنة الآشورية البابلية، هو أقدم عيد في تاريخ البشرية، ويحتفل به حتى يومنا هذا في مطلع شهر أبريل/ نيسان من كلّ عام.

في بلدة القحطانية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، احتفل الأشوريون بالعيد، بملابسهم ورقصاتهم التقليدية، معلنين بدء سنة 6771 بحسب التقويم القديم لحضارات ما بين النهرين.

يحتفل الأشوريون والكلدان والسريان في العراق وسوريا بهذا العيد، بالرغم من أنهم لا يدينون بأديان الحضارات القديمة التي سادت في بلادهم قبل آلاف السنين.

فصحيح أنّ هؤلاء باتوا يعتنقون الديانة المسيحية، إلا أنّهم احتفظوا بتقاليد الأجداد القدماء، ولم يبددوها.

بعد 90 عاما من العمل، اكتمال قاموس للغة الأكدية المندثرةمتحف الآثار المفقودة: الثور المجنح في نينوىرجال وقفوا وراء اكتشاف اسرار الحضارة الآشورية

وكما هي الحال مع أعياد الربيع الأخرى، مثل النوروز لدى الإيرانيين والأكراد، وشم النسيم لدى المصريين، يحفظ الأشوريون والكلدان والسريان تقاليد الحضارات البابلية والسومرية والأكادية والكلدانية القديمة.

وكانت الشعوب القديمة في منطقة بلاد الرافدين وسوريا، تحتفل بحسب دورة الطبيعة، بأعياد الحصاد والزرع.

يختلف المؤرخون حول معنى كلمة أكيتو الدقيق، وقد فسرها الباحث العراقي، خزعل الماجدي، بأنها تعني تقريب الماء من الأرض، فيما يفسرها آخرون بأنها بذر القمح.

بمناسبة حلول عيد رأس السنة البابلية الكلدانية والاشورية (عيد آكيتو)، اتقدم بخالص التهاني والتبريكات الى اخوتنا الاشوريين والكلدانيين والسريان في العراق، والامنيات بأن يبقى بلدنا قوياً بتنوعه، مزدهراً بابنائه على اختلاف طوائفهم واديانهم، وان يعم الأمن والسلام في جميع ربوعه.

— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) April 1, 2021

وعلى اختلاف أساطير الحضارات القديمة، كان يعتقد أن عودة الربيع تعني صعود الاله دموزي من عالم الأموات، وعودته إلى الحياة، كما تعود البذور إلى الحياة من جديد بحلول الربيع وتجدد الطبيعة.

بحسب موسوعة بريتانيكا، كان عيد أكيتو في الحضارة البابلية، عيداً للزرع وتحضير التربة للبذور والسقي.

يفرد الباحث والأكاديمي السوري، فراس السواح، فصولاً من كتبه للحديث عن طقوس الاحتفاء بدورة الطبيعة في الحضارات العراقية والسورية القديمة.

ويشير إلى نص طويل يحتوي على شرح طقسي كامل لكلّ ما يجب القيام به خلال فترة العيد التي تستمرّ 12 يوماً.

وفي اليوم الرابع، كان الملك يدخل إلى المعبد بكل خضوع، فيجلسه الكهنة أمام تمثال الإله مردوخ، ويجدرونه من حليه وصولجاه، ويصفعونه، ويرغمونه على الخضوع لإله الخصب ومجدد الطبيعة، بحسب الأسطورة القديمة.

اليوم الاول من نيسان يصادف عيد الاكيتو

( رأس السنة الرافدينية الجديدة ) حيث دخل العراق اليوم في عامة الـ 7321

حسب التقويم السومري

اما حسب التقويم الاكادي ( البابلي - الأشوري) فـ العراق دخل عامةً 6771

اكيتو بريخا

كل عام وانتم بخير جميعًا سنةً سعيدة عليكم pic.twitter.com/E5ff0ZNtlp

— History of Mesopotamia (@GilgameshIQ) April 1, 2021

وبحسب الأسطورة البابلية، كان موت مردوخ، قبل عودته إلى الحياة في الربيع، يعني اختلال نظام العالم. ذلك كانت تعم قبل العيد حالة الفوضى، وكان يؤتى بأحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام، فيلبس ثياب الملك ويجلس على عرشه.

وتحدّث حنا صومي مسؤول الجمعية الثقافية السريانية في سوريات، لوكالة أنباء هاوار الكردية الصادرة من بلجيكا، عن تقاليد العيد في القدم: "كان الملك يركب على عربة، ويشد الشعب أذنه، في دلالة على ضرورة أن يصغي الملك للشعب، وأن تكون كلمة الشعب مسموعة وأن الشعب هو الفيصل، ويصغي الملك للشعب ويقول للشعب اجلسوا مكاني".

وأضاف: "بعد أن يجلس الشعب في مكان الملك، يختفي الملك بين عامة الشعب، تحدث فوضى عارمةً في بابل، وفي 1 نيسان يتم العثور على الملك، وتعم الأفراح في المنطقة، وكذبة نيسان الشهيرة جاءت من هنا، أي مفادها إن الملك لم يختف اختفاءً حقيقيًا بل كان هناك تمثيلية".

ويعتقد دارسو المعتقدات القديمة وطقوسها، أن تأثيرها لا يزال حاضراً في العديد من الشعائر المقدسة لدى الأديان السماوية، ويمكن إيجاد آثارها في احتفالات أسبوع الآلام وعيد الفصح أو القيامة لدى المسيحيين، أو في مراسم الحزن التي تقام في عاشوراء لدى المسلمين الشيعة.

وبالرغم من ذلك، لا يزال الاحتفال بأكيتو قائماً في العديد من المناطق وفق طقسه الأصلي، خصوصاً أنه بقي عيداً معتمداً في القرون الأولى للمسيحية، وامتدت فكرته إلى كافة شعوب المنطقة في حينه.

الله عالجمال.. والله على طاقة الحياة.. والله عالحب... والله عالعيد..
والله عالبلاد الي بيها هكذا حضارة عظيمة متجددة..
عيد #أكيتو سعيد
💙💙💙💙 https://t.co/9eynOssr6r

— Sazan𒊓 𒍝 𒀭⁦ (@withSazan) April 1, 2021

ويكرر المحتفلون بالعيد ما كان يفعله القدماء، من رقص وفرح، وارتداء أزياء شعبية مزركشة تحتوي على تطريز، وريش، ويؤدون مشاهد درامية فلكلورية تشبه أسطورة انبعاث الحياة من الأرض بعد الشتاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بلا عنوان
X -

وما علاقة قتل الأمام الحُسين في عاشوراء بـ "اكيتو" ؟!! الحُسين قُتل في حربه مع يزيد بن معاويه في القرن السادس الميلادي . والشيعه يدكون ويلطمون بهذه المناسبه في عاشوراء على "القيمه" لا على "أكيتو " ولا على "الحسين"

الفرصه لابناء هذا الارث العظيم بالاحياء
سركون الاكدي -

شكرا على هذا المجهود , فعلاً انه ارث كبير لحضاره بلاد مابين لنهرين , ماذا بقى من هذا الارث ؟؟؟؟ لا ندري . هل بقت ذاكره العراقيين متعلقه بارثهم العظيم .؟؟؟ اساًلوهم . هذه الصور هي لبقايا بشر يمتلك ارث ,حضاره وفكر شاءت الاقدار ان يصبحوا بعدد الاصابع وكما قالها المالكي انهم جاليه وهو يعتقد انهم غرباء لانه هو سومري وهذه الطركاعه من اختراعهم , والاخر هو جلال الطالباني حيث قال في احد جلساته انكم انت تحت الارض ونحن فوقها , بهذه العقليه وبهذا التفكير يلوموننا على اننا بعدد الاصابع ,نعم هل تتصور عزيزي الكاتب اذا منحت لهذا الشعب الجلي الكبير الحق في العيش وبناء كيانه على اسس هو من الذي يؤمن بها ,!!! كيف تكون حال المنطقه التي تسود بها روح الانتقام والغدر , اقولها سوف يضيفون صوراً تنشر للعالم بكل بهاء وزهو وسوف تعكس للبشريه ايضاً على اننا اي ابناء هذه المناطق التاريخيه لسنا همجيين او وحوش . ودمتم