سينما الصحراء المحور الأساسي لمهرجان أفلام السعودية

ايلاف من الظهران: أعلن كل من مدير مهرجان أفلام السعودية الأستاذ أحمد الملا، ومدير البرامج بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أشرف فقيه؛ عن تفاصيل الدورة السابعة للمهرجان والمقرر إقامتها في الفترة من 1 يوليو 2021 ، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في مركز "إثراء" بالظهران .

وأكد الملا بأن الشراكة بين جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، تعتبر من أعمق الشراكات الثقافية الممتدة في وطننا العزيز، والتي بدأت منذ الدورة الثانية التي أقيمت في 2015م، وهي لا تزال في تطور مستمر. وشكر كل من مدير المهرجان ومدير البرامج بمركز "إثراء" دعم هيئة الأفلام بوزارة الثقافة والذي يأتي للسنة الثانية على التوالي منذ الدورة السادسة 2020م، مما يؤكد دور هيئة الأفلام في المساندة العميقة والأصيلة لجهود صنّاع الأفلام السعوديين.

كورونا تجربة استثنائية في الدورة الماضية

شهدت الدورة السادسة التي نُظمت العام الماضي، شكلًا استثنائيًا في طريقة تقديمها للجمهور، حيث قُدمت افتراضيًا بسبب ظروف الجائحة، وذلك من خلال البث عبر الإنترنت طوال 24 ساعة على مدى 6 أيام متواصلة، كتجربة غير مسبوقة في مهرجانات السينما، ليسجل المهرجان ولأول مرة أرقامًا قياسية، حيث حقق أكثر من 27 مليون مشاهدة للمنشورات عن المهرجان عبر الإنترنت. كما شهدت إقبالاً من الصنّاع حيث سجل عبر موقع المهرجان الإلكتروني 384 مشاركة بين فيلم ونص سيناريو غير منفذ، واستقبل 507 طلبًا للتسجيل في ورش المهرجان.

واشتملت البرامج التي قُدمت عبر البث المباشر على سلسلة مقهى الأفلام بصيغة البودكاست، ولقاءات تلفزيونية لعرض عدد من كتب المهرجان السبعة في مكتبة إثراء، واستديو المهرجان اليومي الذي استمر على مدار 5 ساعات مباشرة، وتضمن المهرجان كذلك عروضًا للأفلام وجلسات حوارية مع الصناع. فيما وصل عدد البرامج الفريدة التي قدمها المهرجان إلى 23 برنامجًا سينمائيًا، كما أصدر 7 كتب سينمائية.

سينما الصحراء المحور الرئيسي في هذه الدورة

يختار المهرجان في دورته السابعة محورًا مهمًا، وهو سينما الصحراء، ليتم تسليط الضوء على مكون أصيل، ومعطى جمالي يمتلك مقومات فلسفية تثري الخيال الإبداعي في كل الفنون، ومن أهمها السينما. وقد اتخذ المهرجان من موضوع الصحراء هويته البصرية بالإضافة إلى أنه سيقدم برنامجًا خاصًا لعروض أفلام عالمية مختارة تتناول الصحراء بأشكال فنية مختلفة، طيلة أيام المهرجان.

الإستمرار في تكريم الرواد

وعن تقليد المهرجان في تكريم الشخصيات السينمائية، أكد الملا أن المهرجان مستمر في الاحتفاء - كعادته- بروّاد السينما في المملكة والخليج، والتعريف بإنجازاتهم ومسيرتهم، حيث يكرّم المهرجان في دورته السابعة كل من: مأمون حسن الذي ولد في جدة بالمملكة العربية السعودية وهو كاتب سيناريو ومخرج ومحرر ومنتج ومعلم للسينما، شغل مناصب بارزة في السينما البريطانية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكان يدعم بشكل دائم العمل التجريبي، كما شغل عدة مناصب منها رئيس إنتاج المعهد البريطاني للسينما BFI والمدير الإداري للمؤسسة الوطنية لتمويل الأفلام NFFC لاحقًا.
كما يكرم المهرجان المخرج الأفلام البحريني بسام محمد الذوادي، المعروف بإنتاجه لأول فيلم روائي طويل في البحرين (الحاجز) في عام 1990م، والذي يعتبر كذلك رائدًا إقليميًا في صناعة الأفلام وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية سينما دول مجلس التعاون الخليجي وهو أيضًا مؤسس ومدير عام مهرجان السينما العربية الأول في البحرين. أخرج العديد من الأفلام القصيرة والبرامج التعليمية والثقافية خلال فترة عمله في هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين وامتدت اهتماماته إلى المسرح.

تنظيم جديد للمسابقة وجائزة جبل طويق الأهم

بهدف رفع مستوى التنافسية، وتحفيز وتطوير الأبعاد الفنية للأفلام، تمت إعادة هيكلة المسابقات لتصبح مسابقة الأفلامٍ، تتنافس فيها المشاركات على الترشح للعرض، بالإضافة إلى المنافسة على جوائز النخلة الذهبية والمكافأة مالية لكل جائزة وهي كالتالي:
1- النخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل
2- النخلة الذهبية لأفضل فيلم قصير
3- النخلة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي
4- النخلة الذهبية لأفضل ممثل
5- النخلة الذهبية لأفضل ممثلة
6- النخلة الذهبية لأفضل موسيقى
7- النخلة الذهبية لأفضل تصوير سينمائي
8- نخلة لجنة التحكيم الذهبية.

وقد تم تحديد جائزتين ضمن جوائز المهرجان الخاصة: الأولى (جائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية) وذلك لتشجيع صنّاع الأفلام لصناعة أفلام عن أي بعد من الأبعاد الثقافية أو الاجتماعية أو التاريخية لأحد المدن السعودية.
كما خصص المهرجان (جائزة عبدالله المحيسن لأفضل فيلم أول)، وأشار مدير المهرجان أن استقبال المشاركات مستمر عبر الموقع الإلكتروني لمهرجان أفلام السعودية حتى 1 مايو 2021م.

معمل تطوير السيناريو
ضمن إطار جديد، يستقبل المهرجان مشاركات السيناريو الطويلة والقصيرة للمنافسة، والدخول ضمن معمل تطوير السيناريو والذي يعد أحد البرامج المتخصصة، التي يتم العمل فيها على تطوير المشاركات الفائزة ومن ثم تطوير مشاريعهم وإعدادها للإنتاج. حيث سيتم تحكيم المشاركات المتقدمة، وترشيح خمسة مشاريع سيناريو للدخول إلى المعمل، ومشاركتان بسيناريو طويل، وثلاث مشاركات بأفلام قصيرة، وسيتم منح المشاركين عند إتمام البرنامج مكافآت مالية.

عروض الأفلام وبرامج إثرائية

إلى جانب عروض أفلام النخلة الذهبية والأفلام الموازية وأفلام الأطفال وأفلام سينما الصحراء، يقدم المهرجان حزمة مميزة من البرامج الثقافية والإثرائية التي تشمل الندوات والورش التدريبية المتقدمة، بالإضافة إلى توفير منصة لشركات الإنتاج والمنتجين وصنّاع الأفلام لتمكين مشاريعهم من خلال سوق الإنتاج. كما يقوم المهرجان بإصدار وترجمة مجموعة من الكتب المعرفية استكمالًا لمسيرة المهرجان ودوره في إثراء المكتبة العربية في مجال صناعة الأفلام والسينما.

المهرجان بين العودة للواقع أو البث عبر الانترنت

وبالحديث عن ما إذا كان المهرجان سيقام في مركز إثراء أو بشكل افتراضي، لا سيما وأن دورة المهرجان الماضية أقيمت عبر الإنترنت؛ أشار مدير البرامج بمركز إثراء بأن الجهود العملاقة التي قامت بها القيادة الرشيدة والجهات الحكومية المختصة في مكافحة الجائحة مكّنت المركز في الفترة الماضية من الاستعداد لاستقبال الفعاليات والجماهير ضمن إطار الاحترازات الصحية. وبالإضافة إلى أن تجربة البث عبر الإنترنت سيتم استثمارها في هذه الدورة لتمكين أكبر شريحة من الجمهور للوصول إلى برامج المهرجان. وعليه فإن المهرجان في هذا الدورة سيقدم برامجه في مركز إثراء بالإضافة إلى البث المباشر الذي سيكون على مدار 24 ساعة طيلة أيام المهرجان التي تتضمن برامج خاصة للمتابعين عبر شبكة الإنترنت.