اتهم بدس مادة مخدرة للاعبة كرة السلة السابقة أندريا كونستاند
صدمة وغضب بعد إلغاء إدانة بيل كوسبي بالاعتداء الجنسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أثار إطلاق سراح الفنان الكوميدي الأمريكي بيل كوسبي من السجن، بعد إلغاء إدانته بالاعتداء الجنسي، مشاعر غضب وصدمة.
وألغيت يوم الأربعاء إدانة كوسبي في 2018 بتهمة دس مادة مخدرة للاعبة كرة السلة السابقة أندريا كونستاند والتحرش بها.
وقال القضاة إن "خروقات في الإجراءات" حدثت من جانب الادعاء، لكنهم أقروا بأن حكمهم كان غير عادي.
وأعرب كثيرون عن قلقهم من أن القرار قد يثبط همم النساء في الإبلاغ عن تعرضهن للتحرش.
وقالت كونستاند ومحاموها إن القرار "ليس مخيبا للآمال فحسب، بل يثير القلق لأنه قد يثني أولئك الذين يسعون لتحقيق العدالة في قضايا الاعتداء الجنسي في نظام العدالة الجنائية عن الإبلاغ عن المعتدي أو المشاركة في مقاضاته".
وبعد إطلاق سراحه، قال كوسبي في تغريدة بموقع تويتر: "لم أغير موقفي ولا قصتي. لقد ظللت ثابتا على براءتي".
واشتهر كوسبي ببطولة المسلسل التلفزيوني "ذا كوسبي شو" في ثمانينيات القرن الماضي وكان يُعرف سابقًا باسم "الوالد الأمريكي".
واتهمت العشرات من النساء كوسبي علنا بالاعتداء الجنسي، لكنه حوكم جنائيا عن الحادث الذي وقع ضد كونستاند فقط. وكان يُنظر إلى إدانته في 2018 على نطاق واسع على أنها لحظة فارقة في حركة "أنا أيضا".
قصة صعود وسقوط وإطلاق سراح بيل كوسبيفي حكم صدر يوم الأربعاء، خلصت أعلى محكمة في ولاية بنسلفانيا إلى وجود "خروقات في الإجراءات" لأن محامي كوسبي كانوا قد توصلوا إلى اتفاق مع المدعي العام السابق بعدم توجيه تهم إليه في القضية.
وبدا الممثل السابق واهنا بينما كان يسير ببطء نحو أطقم وسائل الإعلام المنتظرين خارج منزله، بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه من السجن.
ومن بين النساء اللاتي اتهمن كوسبي تحدثت باتريشيا ليري ستوير عن غضبها إزاء الحكم.
وقالت ستوير لشبكة سي إن إن: "تقدمت أكثر من 63 امرأة بشكواهن. أتساءل ما هو الغرض من 43 عاما من هذه المحنة والصدمة التي تعرضت لها والصدمة التي تحملتها عائلتي نتيجة لذلك".
وقالت جانيس بيكر كيني، التي اتهمت كوسبي بدس حبوب منع الحمل لها واغتصابها في الثمانينيات "أشعر بالصدمة وعدم التصديق. تقدمت الكثيرات بشكواهن".
في الوقت نفسه، أدانت مجموعة من المشاهير القرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتبت الممثلة والناشطة أمبر تامبلين على تويتر: "أنا غاضبة لسماع هذا الخبر. أنا شخصياً أعرف نساء قام هذا الرجل بتخديرهن واغتصابهن وهن فاقدات للوعي. العار على المحكمة وهذا القرار".
وقالت الكاتبة إي جان كارول، وهي واحدة من عدة نساء اتهمن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالاعتداء الجنسي "لهذا لا تبلغ النساء عن تعرضهن للتحرش والاعتداء الجنسي".
ووصفت الممثلة ديبرا ميسينغ قرار المحكمة بأنه "مرعب".
وغردت روزانا أركيت، التي كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي تقدمن لاتهام المنتج السينمائي هارفي واينستين بالاعتداء "إنه أمر مقزز. قلبي مع أخواتي الناجيات. لدينا عمل يجب القيام به".
وقالت أنيتا هيل، رئيسة لجنة هوليوود، التي تعمل على وضع حد للانتهاكات الجنسية في صناعة الترفيه، في بيان: "يُظهر حُكم كوسبي كيف تجعل الإخفاقات في أنظمة العدالة الجنائية المساءلة عن الاعتداء الجنسي أمرا مستحيلا".
وأضافت "الاعتداء الجنسي والمضايقات والابتزاز (أمور) تحدث في أماكن العمل كل يوم. هناك حاجة ماسة لأنظمة تضمن مساءلة المسيئين الأقوياء وتحمي العمال وتمنع الاتفاقات التي تحمي المعتدين في مجال الترفيه والصناعات الأخرى".
وأعرب البعض عن غضبهم من المدعي العام والمحكمة العليا في بنسلفانيا لإلغاء الإدانة، بما في ذلك المؤلف كيث بويكين.
ولكن البعض رحب بالقرار.
وكتبت الممثلة فيليسيا رشاد، التي لعبت دور زوجته في برنامج "كوسبي شو"، على تويتر: "تم تصحيح خطأ فادح - تم تصحيح خطأ العدالة!"
بماذا اتهم بيل كوسبي؟أدين كوسبي في ثلاث تهم بارتكاب جناية اعتداء فاضح ضد كونستاند.
التقت كونستاند، التي تصغر كوسبي بعشرات الأعوام، به في عام 2002 عندما كانت تعمل في جامعة تمبل في فيلادلفيا، ووصفته آنذاك بأنه قدوة ومعلم. وشهدت لاحقًا في المحاكمة كيف أصيبت بالصدمة البالغة والذهول بعد أن خدرها كوسبي وتحرش بها في منزله في عام 2004.
وتقدمت كونستاند لأول مرة إلى الشرطة بشأن الاعتداء في عام 2005، لكن المدعي العام السابق بروس كاستور لم يوجه اتهامات جنائية. ثم رفعت دعوى قضائية ضد الممثل الكوميدي بتهمة الاعتداء الجنسي والتشهير، وتوصلت إلى تسوية باتفاق سري في عام 2006.
وفي عامي 2014 و 2015، تقدمت عشرات النساء بمزاعم مماثلة عن تعرضهن للتخدير والاعتداء من قبل كوسبي. وكانت السلطات المحلية على دراية بأن قواعد قانون التقادم تعني أنها لا تستطيع متابعة غالبية هذه الاتهامات، لكنها أعادت فتح القضية المتعلقة بالسيدة كونستاند. وفي النهاية، وقبل أيام فقط من انتهاء فترة التقادم التي تستمر 12 عاما، وجهت السلطات لكوسبي اتهامات بناء على مزاعم كونستاند.
وأعلن قاضٍ عن بطلان المحاكمة في عام 2017 بعد أن فشلت هيئة المحلفين في التوصل إلى قرار.
وسُمح بعد ذلك بالاستماع إلى إفادة متهمات أخريات خلال محاكمة ثانية، ما ساعد المدعين العامين على رسم نمط من السلوك الجائر لكوسبي.
وجاء في نص الحكم الأربعاء: "هناك علاج واحد فقط يمكنه إعادة كوسبي إلى الوضع السابق بالكامل. يجب إطلاق سراحه ويجب منع أي محاكمة مستقبلية بشأن هذه التهم المحددة".
وقال بيتر جولدبيرجر، المحامي ذو الخبرة في الاستئناف الجنائي، لوكالة أسوشيتد برس إن الادعاء يمكن أن يطلب من المحكمة العليا في بنسلفانيا إعادة النظر، لكن من غير المرجح أن تنجح المحاولة.