منصة ديزر تطور أداة تقنية لرصد وحذف الأغاني المستنسخة بالذكاء الاصطناعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت منصة Deezer (ديزر) التي تقدم خدمة بث الموسيقى أنها طورت تقنية جديدة، تسمح لها بتحديد وحذف الأغاني التي تستنسخ أصوات نجوم البوب.
وتقول الشركة الفرنسية إنها تريد "التخلص من المحتوى غير القانوني والاحتيالي" لحماية الفنانين.
وقال المدير التنفيذي للشركة، جيرونيمو فولغيرا، لبي بي سي: "نحن بحاجة إلى اتخاذ موقف الآن. نحن في لحظة محورية في الموسيقى."
الذكاء الاصطناعي: أغنية من تأليف وتلحين تكنولوجيا استنساخ الأصواتمايكروسوفت تدفع 20 مليون دولار غرامات انتهاك خصوصية الأطفالوظهرت مؤخرا موجة حديثة من الأغاني، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات النجوم الحقيقية.
في أبريل/ نيسان الماضي، قدمت شركة Universal Music المنتجة للأعمال الموسيقية التماسا ناجحا لمنصة ديزر لإزالة أغنية تسمى Heart On My Sleeve، والتي يُزعم أن اثنين من أكبر فناني الشركة، دريك و ذا ويكند، غنياها.
وقال الالتماس إن "تدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام موسيقى فنانينا" كان "انتهاكا لقانون الملكية الفكرية". ومع ذلك، لم تصل القضية إلى المحكمة ولا يزال تكييفها القانوني غامضا.
الموسيقيون أنفسهم منقسمون حول هذه التكنولوجيا.
جعلت مغنية الإيندي بوب أو ما يسمى الموسيقى البديلة "غرايمس" صوتها متاحا لأي شخص لاستخدامه، لكن المغني "ستينغ" قال إن الفنانين يواجهون "معركة" للاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية على الموسيقى.
تمتلك منصة ديزر حصة صغيرة من سوق البث في بريطانيا، لكنها أكثر بروزا في فرنسا وجزء من أمريكا الجنوبية.
وتقول إن أداتها الجديدة ستضع علامة على الموسيقى التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، "وستبدأ بالأغاني التي تستخدم الأصوات الاصطناعية لفنانين حاليين".
سيتم تمييز هذه المقاطع الصوتية وإرسال تنبيهات بشأنها إلى شركات الإنتاج والفنانين وأصحاب الحقوق الآخرين، الذين يمكنهم بعد ذلك تحديد الإجراء الذي يجب اتخاذه.
"تدمير الموسيقى التي نعرفها"من المفارقة أن أداة الكشف الجديدة تعتمد على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
وقال فولغيرا: "هذا استخدام جيد للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا"، مشددا على أنه ليس ضد موسيقى الذكاء الاصطناعي طالما يتم إنشاؤها بطريقة أخلاقية.
"على سبيل المثال، شخصيا، أود أن أرى الذكاء الاصطناعي يعيد مغنية البوب ويتني هيوستن إلى الحياة، وأن يأتي بأغنيات جديدة مذهلة بصوتها".
"لكننا كصناعة نحتاج إلى التأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الصحيحة، وأنه يتوافق مع القانون وحقوق الملكية الفكرية وأن الفنانين يحصلون على تعويض عادل."
وشبَّه انتشار الأغاني التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بانتشار المعلومات الخاطئة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك.
ويقول: "أحد أسباب سماحهم للأخبار الكاذبة بالازدهار هو أنهم يكسبون الكثير من الأموال من خلالها. وعندما أصبح الناس مستقطبين، أدى ذلك إلى مزيد من المشاركة ومن ثم كان لدينا هذا التأثير الرهيب في المجتمع. أعتقد أن شيئا مشابها خطيرا ينطبق هنا أيضا".
ويمكن أن يكون إنشاء موسيقى الذكاء الاصطناعي رخيصا وخاليا من حقوق الملكية، ما يزيد من أرباح خدمات البث. لكن فولغيرا حذر من أن "إضعاف مستوى" قائمة البث بالموسيقى التي يتم إنشاؤها بواسطة الآلة قد يكون ضارا.
وقال: "الدفع من أجل ذلك بسبب الفوائد الاقتصادية يمكن أن يخلق عالما نبدأ فيه بتدمير الموسيقى التي نعرفها. إن القيام بذلك لأسباب اقتصادية خاطئة سيكون خطأ".
واعترف الرجل بأنه يتم حاليا إنشاء عدد قليل جدا من المقطوعات الموسيقية على الإنترنت عبر ما يسمى "التزييف العميق" للأصوات، لكنه توقع حدوث انفجار في موسيقى الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة.
ومع أكثر من 100 ألف أغنية يتم تحميلها على الخدمة يوميا، من المستحيل فحص المحتوى من قبل البشر.
وقال فولغيرا إن ديزر تستخدم أيضا أداتها لاستئصال "الفنانين المزيفين"، وهم موسيقيون بأسماء مستعارة ليس لديهم وجود واضح على الإنترنت، والذين ينشئون مئات الأغاني (عادة موسيقى مزاجية بسيطة للغاية) للتلاعب بنظام دفع الرسوم.
يتم اتهام منصة سبوتيفاي عادة باستضافة مثل هؤلاء الفنانين.
وقال السيد فولغيرا لبي بي سي: "إننا نزيل عددا هائلا من الفنانين وكمية هائلة من البث المزيف كل يوم، والاتجاه هو أن هذا السلوك الاحتيالي مستمر في التسارع".
وأضاف أن هذا هو أحد الأسباب التي دفعت منصة ديزر إلى بدء العمل مع شركة يونيفرسال للإنتاج الموسيقي، من أجل تغيير طريقة حساب مدفوعات الرسوم.
حاليا، يتم الدفع للموسيقيين بناء على حصتهم من التدفقات الإجمالية، لذلك إذا كانت أغنيات مغنية البوب تايلور سويفت تمثل 10 في المائة من الموسيقى التي يتم تشغيلها على منصة ديزر، وكانت قيمة حصيلة الشركة 100 مليون جنيه إسترليني، فإن المغنية تحصل على 10 ملايين جنيه إسترليني.
هذا يعني أن الأشخاص الذين لم يستمعوا أبدا إلى تايلور سويفت سيرسلون لها 10 في المائة من رسوم اشتراكهم، سواء أعجبهم ذلك أم لا.
وتستكشف ديزر، جنبا إلى جنب مع منصة تيدال لبث الموسيقى، كيفية تمييز الأغاني التي يختار المستمعون كأفراد سماعها (من أجل إعطائها نصيبا عادلا من العوائد المالية)، ودعم الفنانين ذوي المستوى الأصغر.
وقال فولغيرا: "هذه مناقشات معقدة للغاية مع أطراف متعددين، وعندما تتحدث عن مشاركة الكعكة بطريقة مختلفة فمن الواضح أنها ليست مهمة سهلة".
"ولكن أعتقد أنها مهمة سنتمكن من تحقيقها، وآمل أن يتم ذلك في وقت قريب نسبيا".