"نسيج مترابط بإصرار استثنائي على الحياة"
خمسة أعمال سينمائية حديثة تروي حياة الفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لطالما اعتبر الفن مرآة الشعوب، إذ يعكس الحياة اليومية على شكل أعمال درامية وسينمائية، ولا سيما الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الذي حظي باهتمام السينما العربية والعالمية وانعكس في الأفلام المنتجة وفي طريقة سردها وعرضها ومعالجتها، حتى أن بعضها شارك في أهم المهرجانات والمحافل الفنية.
وكان فيلم "يلا غزة" لمخرجه الفرنسي، رولاند نورير واحدا من الأفلام التي أُنتجت مؤخرا وتحديدا قبل أشهر من الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وهو أحد الأفلام التي تُعرض لأول مرة في المنطقة العربية ضمن مهرجان (كرامة) لأفلام حقوق الإنسان في الأردن والذي جاء هذا العام في دورة خاصة واستثنائية تحمل عنوان "فلسطين".
"يلا غزة"
"يستعرض الفيلم مجموعة شهادات لفلسطينيين يعيشون في قطاع غزة يتحدثون فيها عن إنسانيتهم، تلك الإنسانية التي سلبها منهم الاحتلال"، يقول مخرج العمل في حوار مع بي بي سي.
ويقول رولاند نورير، مخرج فيلم "يلا غزة"، الذي افتتح به المهرجان: "يقدّم العمل كل الأحداث من منظور التاريخ المعاصر والسياق الجيوسياسي لقطاع غزة، والفضل في ذلك يعزى إلى إسهام عدد من الخبراء المحليين والدوليين المعترف بهم في المنطقة".
ويضيف: "من المعروف أن الفلسطينيين عانوا من ويلات حروب عدة منذ عام 2006، وهو تاريخ يوافق بدء حصار لا إنساني فرضته إسرائيل، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء. وعلى الرغم من ذلك لا يزال الفلسطينيون في غزة يشكّلون المجتمع بفضل نسيج مترابط في المنطقة، فضلا عن تضامن مستمر، وقدرات رائعة وإصرار استثنائي على الحياة".
وعن سبب اختيار "يلا غزة" لمخرجه الفرنسي نورير ليكون فيلم الافتتاح، فقد أوضح مؤسس المهرجان ومديره الفني، المخرج إيهاب الخطيب قائلا لبي بي سي: "نحن لا نتضامن مع أنفسنا، فهناك كثير من الأصدقاء في العالم يهمنا أن يراهم جمهورنا العربي، ولأن الفيلم جديد وعنوانه غزة، ويشرح كل فكرة الاحتلال والتطهير العرقي كما يظهر النسيج الاجتماعي والحياتي لأهل غزة".
"اصطياد أشباح"
وعلى مسافة قريبة، فيلم آخر يحاكي هذا الصراع، بعنوان "اصطياد أشباح" لمخرجه رائد أندوني الذي ينشر إعلاناً في إحدى صحف رام الله مفاده أنه يبحث عن سجناء سابقين في مركز استجواب المسكوبية في القدس. وبعد عملية اختيار الممثلين، يرتب لبناء نسخة طبق الأصل من غرف الاستجواب والزنازين في المركز تحت إشراف دقيق من السجناء السابقين وبناء على ذكرياتهم. في هذا السياق الواقعي، يعيد الرجال بعد ذلك تمثيل استجواباتهم، ويناقشون تفاصيل عن السجن، ويعبرون عن حجم الإهانات التي تعرضوا لها أثناء احتجازهم.
فيلم الحارة ومنذر رياحنة: الجدل ينتقل للبرلمان ونائب يطالب بسحب الجنسية من الممثل الأردني
"200 متر"
الفيلم الروائي الطويل "200 متر"، لمخرجه أمين نايفه، وهو عمل درامي يسلط الضوء على جانب من معاناة الفلسطينيين اليومية مع الجدار الفاصل، ونتائجه الوخيمة على نسيج المجتمع الفلسطيني.
يتناول العمل الذي فاز بعدد من الجوائز ورشّح لعدد آخر، وأُنتج عام 2020، يوميات أسرة فلسطينية تشتت أفرادها بسبب الجدار الفاصل، الذي فرّق أب فلسطيني عن زوجته وأبنائه بسبب رفضه الحصول على الهوية الإسرائيلية، وبات الأب يعيش شرق الجدار الفاصل، وأسرته غربه، وكل ليلة لا ينام أبناؤه إلا بعد أن يطمئنوا على والدهم من خلال لغة سرية بينهم، هي إضاءة مصباح شرفة منزله شرق الجدار، يقابلها إضاءة وإطفاء غرفة أبنائه غربه.
تتمحور معظم الأعمال السينمائية التي تُعرض ضمن المهرجان حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والإنسان الفلسطيني
"المدرعة وشجرة الزيتون"
فيلم آخر يحمل عنوان "المدرعة وشجرة الزيتون" وهو أيضا من إخراج الفرنسي رولاند نورير، ويستعرض تاريخ الأراضي الفلسطينية؛ إذ يضم الفيلم روايات خبراء دوليين، ومؤرخين، ودبلوماسيين في الأمم المتحدة، وخبراء في القانون الدولي، وأيضا روايات أشخاص عاديين.
جانب من عرض أحد الأفلام المشاركة في مهرجان (كرامة) لأفلام حقوق الإنسان في العاصمة الأردنية عمان
"نكسة روح"
وسط الأفلام الوثائقية والروائية التي عرضت ضمن فعاليات (كرامة) يلتقط المتابع مساحة لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة، كان أبرزها الفيلم الروائي القصير "نكسة روح" لمؤلفه ومخرجه سائد عاروري الذي يلخص الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من خلال حياة جدة تعود أخيرا مع حفيدها إلى إحدى المدن الفلسطينية التي هُجّرت منها. وتجد منزلها تماما كما تركته. وتعيدها ذاكرتها إلى عام 1967 حيث تتذكر اللحظات الأخيرة التي قضتها في المنزل، لتجد في هذه الذكريات شيئا غير متوقع تماماً.
ما هو مهرجان "كرامة"؟يعد مهرجان "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان أول مهرجان عربي متخصص في تناول قضايا حقوق الإنسان وأول مهرجان دولي وطني في الأردن، حيث تأسس عام 2009، وانطلق في دورته الأولى عام 2010 قبل ما يُعرف بـ "الربيع العربي" أو "الثورات العربية".
وحول تنظيم دورة خاصة بعنوان (فلسطين) هذا العام يقول مؤسس المهرجان ومديره الفني، المخرج إيهاب الخطيب: "حذفنا كلمة (مهرجان) هذا العام واستخدمنا بدلا منها (عروض أفلام) احتراما ودعما لما يجري في قطاع غزة. ونظرا للظروف الاستثنائية لهذه الدورة، ستقتصر جوائز كرامة على (جائزة الجمهور) لأفضل فيلم وثائقي وجائزة (أنهار- الشبكة العربية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان) التي انطلقت عام 2016 لدعم أفضل الأعمال السينمائية التي تتناول قضايا حقوق الإنسان في المنطقة العربية.
وللمهرجان خمس نسخ مماثلة في دول عربية هي: الأراضي الفلسطينية وموريتانيا ولبنان وتونس واليمن.