مازالت تثير الجدل بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود
حلقة "محظورة" من مسلسل "ستار تريك" تنبأت بتوحيد إيرلندا عام 2024
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مايكل شيلز ماكنامي: عندما جلست كاتبة الخيال العلمي ميليندا إم سنودجراس لتكتب حلقة ستار تريك "الامتياز"، لم يكن لديها أي تصور عن موجات الجدل غير المتوقعة التي مازالت تثيرها بعد أكثر من ثلاثة عقود.
تقول إم سنودجراس لبي بي سي متحدثة من منزلها في نيو مكسيكو "أصبحنا على علم بذلك في وقت لاحق، وليس هناك الكثير الذي يمكنك فعله حيال ذلك"، وتضيف "الكتابة للتلفزيون مثل وضع مسار لقطارعلى بعد حوالى 300 قدم خلفك، ليس لديك وقت للتوقف، سلسلة جحافل من الأتباع"، إلا أن حضور حلقة واحدة معينة من ستار تريك، هي التي تحمل عنوان "الجيل القادم"، استمر فترة طويلة واكتسب سمعة سيئة.
ويتعلق الأمر بمشهد تتحدث فيه شخصية أندرويد، التي يلعبها الممثل برنت سبينر، عن"التوحيد الأيرلندي لعام 2024 " كمثال على العنف الذي يحقق هدفاً سياسياً بنجاح.
تم عرض الحلقة من المسلسل في الولايات المتحدة عام 1990، وكان هناك الكثير من القلق بشأن الجدل حولها لدرجة أن الحلقة لم يتم بثها على بي بي سي أو التلفزيون العام الأيرلندي آر تي.
في ذلك الوقت، غالبا ما كانت تظهرالبرامج التلفزيونية الأميركية لأول مرة خارج الولايات المتحدة بعد عدة سنوات من بثها الأصلي.
وبثت قناة سكاي، بحسب التقارير، نسخة معدلة من الحلقة عام 1992، حذف فيها المشهد الحاسم. لكن بي بي سي لم تبث حلقة "الامتياز" "حتى الساعة 02:39 بتوقيت جرينتش، في 29 أيلول (سبتمبر) 2007 - ويفيد قسم أرشيفات بي بي سي إنه واثق من أن هذا هو البث الوحيد لتلك الحلقة.
ويعكس قرار عدم بث الحلقة مرحلة استمر فيها صراع دموي في أيرلندا الشمالية، حيث كان الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت - وهي مجموعة شبه عسكرية - تهدف إلى إنهاء الحكم البريطاني في أيرلندا الشمالية.
وكانت أحداث الحلقة تدور في عام 2024، وكان حزب شين فين، الذي برز كجناح سياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي، هو أكبرحزب في برلمان ستورمونت.
وأصبحت زعيمة الحزب في أيرلندا الشمالية، ميشيل أونيل، الوزيرة الأولى الشهر الماضي وتوقعت إجراء استفتاء على الوحدة الأيرلندية في غضون عقد من الزمان.
إنها تبدو مختلفة تماما عن السير كير ستارمر، المرشح الذي يملك حظوظاً ليكون رئيس وزراء المملكة المتحدة المقبل، والذي قال إن مثل هذا الاستطلاع "لن يكون حتى في الخيال".
وكان الناس على وسائل التواصل الاجتماعي يشاركون لقطات من تنبؤات البيانات ويرسمون روابط للنجاح الانتخابي لحزب شين فين.
عندما كانت سنودجراس تكتب السيناريو لم تعتقد أنه سيسبب أي مشاكل، وتقول: "الخيال العلمي مهم للغاية لأنه يسمح للناس بمناقشة الموضوعات الصعبة ولكن على مسافة ذراع من الحدث".
تستند حلقة "الامتياز" إلى موضوع الإرهاب، بعد اختطاف كبير المسؤولين الطبيين في المركبة الفضائية الدكتور بيفرلي كروشر من قبل مجموعة أنساتا الانفصالية، والتي تستخدم القتل والعنف لتحقيق هدفها في الاستقلال.
تقول الشخصية داتا: "لقد كنت أراجع تاريخ التمرد المسلح، ويبدو أن الإرهاب وسيلة فعالة للحث على التغييرالسياسي".
"نعم يمكن أن يكون"، يجيب الكابتن جان لوك بيكارد، الذي يلعب دوره الممثل باتريك ستيوارت، " لكنني لم أشارك أبدا في النظرية التي تقول إن السلطة السياسية تنبثق من فوهة البندقية".
ويقول داتا: "ومع ذلك، هناك العديد من الأمثلة التي كانت ناجحة في وقت ما"، "استقلال الدولة المكسيكية عن إسبانيا، توحيد إيرلندا عام 2024، وتمرد كنزي".
"أنا على علم بها" يقول بيكارد، فيسأله داتا: "هل هذا يعني أن نقول إن الإرهاب مقبول عندما تتعذر جميع الخيارات للتسوية السلمية دقيق"، فيرد بيكارد "داتا، هذه أسئلة كانت البشرية تواجهها عبر التاريخ. ارتباكك هو خاصية إنسانية".
هناك أوجه شبه بين القصة والوضع في أيرلندا الشمالية في ذلك الوقت، وهو أمر تقول سنودجراس إنه كان متعمداً.
"كنت متخصصة في التاريخ قبل أن أذهب إلى كلية الحقوق وأردت التعامل مع هذا الموضوع، لقد ناقش حقيقة أن مناضلاً من أجل الحرية في نظر شخص ما، هو إرهابي في نظر شخص آخر"، كما تقول سنودجراس.
وتضيف: "أعني، هذه قضايا معقدة. عندما يشعر الناس بأنه ليس لديهم خيار سوى اللجوء إلى العنف؟ وهل يمكن أن يكون هذا الواقع مبرراً في الأساس؟"، وتستدرك "أعتقد أن ما أردت قوله هو إنه إذا كنا نتحدث ولا نطلق النار، فنحن في مكان أفضل".
في عام 1992، عندما كان مقرراً أن تبث الحلقة في المملكة المتحدة، كان وقف إطلاق النار للجيش الجمهوري الأيرلندي عام 1994 واتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، على بعد سنوات.
وفي نيسان (أبريل) من ذلك العام، أدى تفجير بناية "بالتك إكستشينج" الذي نفذه الجيش الجمهوري الأيرلندي في قلب المركز المالي بلندن، لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 90 آخرين.
وبين عامي 1988 و1994، تم فرض حظر على بث أصوات مجموعات معينة من أيرلندا الشمالية على التلفزيون والإذاعة، وكان ينظر إلى تلك القيود على أنها تستهدف على وجه التحديد حزب شين فين.
ونتج عن ذلك وضع غريب، حيث كانت تدبلج أصوات السياسيين البارزين بما في ذلك مارتن ماكجينيس وجيري آدامز من قبل الممثلين.
يقول البروفيسور روبرت سافاج من كلية بوسطن، معلقاً على حلقة ستار تريك: "اندهشنا حين تم حظرها".
وتطرق سافاج في كتابه الأخير"أيرلندا الشمالية، بي بي سي، والرقابة في بريطانيا في عهد تاتشر" إلى الفترة التي تم فيها سحب الحلقة، وأضح قائلاً: "أعتقد أن الحجة هي أن الإنسان الآلي داتا يسأل: هل يحقق الإرهاب أهدافه؟ إذا لم تكن هناك بدائل، إذا كنت قد حاولت كل وسيلة أخرى في محاولة للتأثير على التغيير، هل استخدام الإرهاب مقبول؟"
ستار ترك تعود من جديد في 2017جي كي رولينغ مؤلفة "هاري بوتر" تبحث عن بطلة لفيلمها الجديدويكمل سافاج "ذلك سؤال إنساني للغاية. لكن جان لوك بيكارد لا يجيب على السؤال! من شأن ذلك أن يزعج شخصاً مثل تاتشر".
هناك بعض الغموض حول كيفية التوصل إلى قرار بعدم بث البرنامج في ذلك الوقت.
وأكدت أرشيفات بي بي سي بث الحلقة عام 2007، إذ قال المكتب الصحفي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إنه تحدث إلى "عدد من الأشخاص" حول سبب تطبيق الحظر، لكنه لم يتمكن من الحصول على هذه المعلومات "لأنها تعود إلى وقت بعيد".
وقال متحدث باسم قناة سكاي إنه نظر في الأمر، لكنه لم يستطع تأكيد بث نسخة معدلة من الحلقة في عام 1992، أو التأكد من السبب وراء ذلك.
وأشارت أر.تي. إي إلى أن جداول التلفزيون خلال الوقت المشار إليه تظهر أنها بثت حلقة ستار تريك: الجيل القادم، ولكن لم يتوفر مزيد من المعلومات، ولم تتمكن من العثور على أي شخص من تلك الفترة للتحدث معه.
وقال اللورد جون بيرت، الذي كان المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية بين عامي 1992 و2000، وقبل ذلك شغل منصب نائب المدير العام: "إنه إذا تمت إزالة الحلقة، فمن المحتمل أن يكون قراراً تم اتخاذه على مستوى إدارة البث في "تلفزيون الشبكة".
بعد أكثر من ثلاثة عقود، تغيرت الصورة في أيرلندا الشمالية.
وتقول سنودجراس إنها شعرت "بسعادة غامرة" عندما تم توقيع اتفاقية الجمعة العظيمة، مضيفة أنها سمحت لأيرلندا الشمالية بالازدهار.
ولفتت الانتباه إلى أن "لعبة العروش "، وهو مسلسل تلفزيوني مبني على كتب لجورج آر آر مارتن تم تصويره في المنطقة في السنوات الأخيرة، هو أمر أعطى دفعة كبيرة للاقتصاد.
وتضيف: "في ذلك الوقت بدا عام 2024 بعيداً جداً، ربما كان يجب أن أجعلها 2224! لقد اخترت هذا الرقم ولم يخطر ببالي أننا سنكون في عام 2024 في لمح البصر".