ترفيه

تلقى تهديدات بالقتل عبر الشبكات الاجتماعية

بشار مراد... موسيقي فلسطيني حاول تحقيق "حلم" الغناء في يوروفيجن

المغني الفلسطيني بشار مراد خلال جلسة تصوير في باريس في التاسع من أيار (مايو) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: أراد مغني البوب الفلسطيني بشار مراد، وهو من أبناء القدس الشرقية المحتلة، المشاركة في مسابقة يوروفيجن، ولأنه لا يمكنه المشاركة كفلسطيني، تقدّم للتصفيات في أيسلندا علّه يمثلها، وبلغ المرحلة النهائية لكنه لم يفز.

وقال مراد في مقابلة مع وكالة فرانس برس"أنا فنان، أقدّم موسيقى البوب، ومسابقة يوروفيجن تشبه الألعاب الأولمبية لهذا النوع الموسيقي".

لكن بمجرد إعلانه عن السعي لتمثيل ايسلندا في المسابقة، تلقى مراد انتقادات من أشخاص اعتبروا خطوته سياسية لا فنيّة.

ولفت إلى إنه تلقى تهديدات بالقتل عبر الشبكات الاجتماعية، فضلاً عن موجة سخرية خصوصاً في إسرائيل.

وقال بشار مراد، وهو ابن سعيد مراد الذي أسس فرقة صابرين الفلسطينية الشهيرة، إنّ منتقديه "لم يعيروا أهميّة حتى إلى الأغنية، بل توقفوا فقط عند كوني فلسطينياً".

وهذا العام، تشكّل الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر في قطاع غزة، والتي اندلعت عقب هجوم نفذته حركة حماس الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، عنواناً رئيسياً يطغى على أجواء يوروفيجن، وسط تظاهرات تطالب خصوصاً باستبعاد إسرائيل من المسابقة التي تشارك فيها منذ 1973 وفازت بلقبها أربع مرات.

ويشدد المغني الفلسطيني البالغ 31 عاماً على أن حلم المشاركة في يوروفيجن يراوده "منذ زمن بعيد". وهو قدّم أغنيته إلى اللجنة الايسلندية للمسابقة في آب (أغسطس) 2023، "ثم بعد شهرين، أتى السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وجن جنون العالم". وعلى غرار المشاركة الإسرائيلية، لم يفلت بشار مراد من الجدل ولم ينجح في إبعاد ترشيحه عن الإطار السياسي العام.

وخلافاً للتوقعات، لم ينجح مراد في الفوز بتمثيل ايسلندا في يوروفيجن، بعدما تغلبت عليه المغنية هيرا بيورك مع أغنيتها "سكيرد أوف هايتس" بفارق ثلاثة آلاف صوت من أصل عدد أصوات إجمالي بلغ مئتي ألف.

غير أن بيورك فشلت في الوصول إلى الحفلة النهائية لمسابقة يوروفيجن التي تقام السبت في مدينة مالمو السويدية.

"عوائق كثيرة"
لا يحمل المغني الفلسطيني الجنسية الايسلندية، لكن اختياره هذه البلاد لتمثيلها لم يكن عشوائياً. فهو يعرف أعضاء "هاتاري"، وهي فرقة ايسلندية لموسيقى التكنو شاركت في يوروفيجن عام 2019 في تل أبيب، ولفتت حينها الأنظار إثر حملها وشاحاً بألوان العلم الفلسطيني خلال المسابقة.

وقد علم مراد من عازف الدرامز في الفرقة ومنتجها إينار ستيفانسون، أنه ليس بحاجة لأن يكون مواطناً ايسلندياً لتمثيل البلاد في يوروفيجن. لكنّ الشرط الوحيد تمثّل في ضرورة الغناء بالايسلندية في المرحلة نصف النهائية.

وشارك مراد في تأليف أغنية "وايلد ويست" مع إينار ستيفانسون، والنسخة الايسلندية منها بعنوان "فستريو فيلت" "Vestrið villt"، كما تقتضي شروط المسابقة.

وعلى غرار أغنية "تكساس هولدم" لبيونسيه، تضمّنت "وايلد ويست" والألبوم الذي صدرت فيه تجربة موسيقية تمزج بين موسيقى الفولك الأميركية والكانتري والبوب.

ويقر بشار مراد بأنه كان يأمل من خلال ترشيحه تسليط الضوء على "العوائق الكثيرة" التي يواجهها الفنانون الفلسيطينيون.

"ترف الاختيار"
وقال مراد لوكالة فرانس برس "كفلسطيني، لا أملك ترف الاختيار" بأن تكون السياسة حاضرة أم لا في أغنياتي، مبدياً أسفه لأن الجمهور يميل إلى النظر إليه حصراً من منطلق هويته الفلسطينية، وهو ما لا يحصل مع الفنانين من جنسيات أخرى.

وأضاف "أتمنى أن أغني عن موضوعات عالمية تتخطى احتلال" إسرائيل للأراضي الفلسطينية، رغم غياب هذا الموضوع عن أغنيته المعدّة أساساً لمسابقة يوروفيجن.

وأوضح مراد "هذا هو الواقع الذي وُلدت فيه. وهذه هي العدسة التي أرى من خلالها العالم".

عندما يكون في القدس، يعيش في استوديو الموسيقى الخاص بوالده في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 وتشهد صراعات مستمرة على الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما يدرك مراد تماماً الآمال التي يعلّقها عليه أبناء شعبه، لكنّه يذكّر بأنه لا يمثل سوى "تجربة فلسطينية واحدة" من بين تجارب كثيرة.

وتناول مراد هذه المواضيع في فيديو موسيقي ساخر لأغنيته "أنتين". وهو يظهر في العمل واضعاً قبعة موسيقيي فرق المارياتشي المكسيكية، مع أحمر شفاه تحت شاربه الكبير، وينظر حوله بينما ينتقده جمهور وهمي باللغة العربية لأنه يرتدي ملابس ليست من "عاداتنا وتقاليدنا".

ويركز مراد حالياً على إصدار ألبومه الأخير أثناء إقامته الفنية في باريس.

وشارك أخيراً أيضاً في حدث في لندن يحمل اسم "Palestine Vision" ("الرؤية الفلسطينية)، يرمي للاحتفال بالثقافة والفن والتضامن الفلسطيني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف