الاسرائيليون لديهم قدرة على تقديم أنفسهم للعالم في صورة مبهرة
أولسون لـ"إيلاف": رصدت تغيرات موقف السويد من إسرائيل في فيلمي الوثائقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من البندقية: احتضنت الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي "إسرائيل فلسطين على التليفزيون السويدي 1958-1989" للمخرج غوران هوغو أولسون، وهو أحد الأفلام المهمة التي تناولت القضية الفلسطينية وعرضها المهرجان في نسخته الحالية.
وفي مقابلة خاصة مع "إيلاف"، تحدث أولسون عن الفيلم الذي قضى نحو 5 سنوات يعمل عليه عبر مراجعة حوالي خمسة آلاف ساعة من المواد الأرشيفية التي صورها التليفزيون السويدي على مدار الفترة التي حددها للفيلم، معتبراً أن الأمر كان مرهقاً بالنسبة إليه وبالنسبة لفريق العمل الذي خاض العديد من التحديات كي يخرج الفيلم للنور.
توظيف المواد في سياق مفيد
وأضاف أنهم عملوا على مراجعة الكثير من الملفات واللقطات التي صُورت وتواجدت بالأرشيف، وكانت المشكلة الرئيسية التي تواجههم هي كيفية الاختزال من المادة المصورة والاستفادة منها وتوظيفها في سياق العمل، مع صعوبة الاختيار بين ما يتم الإبقاء عليه وما يتم حذفه.
الصورة كما نقلت
ووضع صناع الفيلم عبارة في بداية العمل تشير إلى أنه لا يروي بالضبط ما حدث، ولكن كيف تم الإبلاغ عنه، الأمر الذي يجعل الفيلم انعكاساً للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من منظور التليفزيون السويدي خلال الفترة التي يرصدها، علماً بأن الفيلم ليس التجربة الأولى لمخرجه الذي قدم تجارب وثائقية من الأرشيف سابقاً.
فكرة الفيلم نفسها بدأت من عبارة سمعها أولسون في تقرير ضمن فيلم أعده عن أحداث مايو 1968 لصالح التليفزيون السويدي بمناسبة الذكرى الخمسين لهذه الأحداث، الأمر الذي جعله يبدأ في العمل على الفيلم من أرشيف التليفزيون السويدي. ورغم أن العمل بدأ في 2018، إلا أن الدعم الذي تلقاه تغير بشكل كامل بعد "طوفان الأقصى".
ضم الفيلم مشاهد لمقابلات مع شخصيات عدة وقادة مرتبطين بالصراع، منهم رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على مدار أكثر من 200 دقيقة، تضمنت تباينات وتصريحات مختلفة من شخصيات لم يعد أغلبها على قيد الحياة.
تحولات المواقف
ورغم أن أولسون لم يجرِ تعديلات على الفيلم الذي انتهى منه قبل "طوفان الأقصى"، إلا أن التركيز على إسرائيل وتبني منظورها كان واضحاً خلال مشاهدة الفيلم، الأمر الذي يبرره في حواره بأن المواد عن إسرائيل كانت أكثر من فلسطين لأسباب لها علاقة بالانبهار السويدي بإسرائيل وثقافتها وعملها على تعزيز ثقافتها وبناء دولتها.
وهو مرتبط بالموسيقى السياسية للسويد التي أيدت إسرائيل بقوة كدولة ديمقراطية، لكن بعد ذلك دعمت فلسطين وحقها بعد تراجع إسرائيل عن وعودها، وهو ما يمكن رصده عبر الأحداث.
لا موضوعية مطلقة
يشير أولسون إلى محاولته تقديم فيلم بطريقة "موضوعية"، لكنه في الوقت نفسه يتحدث عن قناعته بعدم وجود "موضوعية" بشكل مطلق، معرباً عن أمله في أن يذكر الفيلم الناس بمصطلح "السلام" وأهميته وضرورة العمل على تحقيقه من أجل أن يعيش الناس حياة هادئة بعيداً عن الحروب.
من فيلم إلى لمسلسل
لا يبدو المخرج راضياً عن العمل بشكل كامل، خصوصاً من ناحية الموسيقى التصويرية التي يرى أنه كان يمكنه العمل عليها بشكل أكبر، لكن ضيق الوقت وابلاغه بعرض الفيلم في البندقية لم يمنحه مزيداً من الوقت للعمل بشكل أكبر، لافتاً إلى أنهم بصدد إعادة تقديم المشروع ليكون في مسلسل مكون من 12 حلقة مدة الحلقة حوالي 30 دقيقة.
زيارات المخرج السويدي إلى عدد من البلدان العربية، من بينها مصر وتونس والإمارات، جعلت لديه اهتماماً بتقديم فكرة لفيلم وثائقي في المنطقة قد يكون عن مصر، لكن من دون تحديد لفكرة محددة يرغب في تقديمها.