يسهم في تكوين جيل مسرحي ويرسخ الثقافة الفنية في المجتمع
محمد علوان لـ "إيلاف": مهرجان الرياض للمسرح ليس "خشبة وعرض"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: يشكل مهرجان الرياض للمسرح أحد أبرز المحطات التنظيمية في مسار المسرح السعودي، بما يقدّمه من نموذج مؤسسي يجمع بين العرض، والنقد، والتطوير المهني.
وفي هذا الحوار، يوضح الدكتور محمد علوان، رئيس هيئة المسرح والفنون الأدائية، أبعاد المهرجان ودوره في بناء حركة مسرحية مستدامة وتوسيع علاقتها بالجمهور.
لماذا يمثّل مهرجان الرياض للمسرح محطة مفصلية في تطوّر المسرح السعودي؟
يمثّل مهرجان الرياض للمسرح محطة مفصلية لأنه ينقل المسرح من كونه نشاطًا موسميًا أو محصورًا في نطاق نخبوي، إلى ممارسة مؤسسية منتظمة تُعرض فيها التجارب وتُناقش وتُقيَّم ضمن إطار احترافي واضح.
المهرجان لا يكتفي بتقديم العروض، بل يضعها ضمن سياق أوسع يشمل النقد، والتدريب، والتفاعل مع الجمهور، بما يسهم في بناء حركة مسرحية مستدامة تقوم على منظومة متكاملة، لا على الجهد الفردي وحده.
ما الذي يميّز مهرجان الرياض للمسرح عن غيره من الفعاليات المسرحية
يتميّز المهرجان بتعامله مع المسرح بوصفه عملية إبداعية متكاملة، لا منتجًا نهائيًا معزولًا. فهو يغطي المسار الكامل للعمل المسرحي، من الفكرة إلى العرض ثم التقييم. كما يجمع بين العروض، والورش، والقراءات النقدية، والفعاليات المصاحبة، ما يخلق تجربة شاملة للفنان والجمهور معًا. ويُحسب للمهرجان أنه يفتح المجال لتنوّع المدارس والأساليب المسرحية دون فرض قالب واحد، بما يعكس وعيًا ناضجًا بالمسرح كمساحة للاختلاف والتجريب.
كيف يسهم المهرجان في تطوير الممارسين المسرحيين، وليس فقط عرض أعمالهم؟
يسهم المهرجان في تطوير الممارسين من خلال توفير بيئة تعلّم حقيقية، قائمة على الورش المتخصصة والاحتكاك النقدي المباشر بالعروض.
فالمشارك لا يغادر المهرجان بعد تقديم عرضه فحسب، بل يخرج بخبرة تراكمية تشمل فهم أعمق للجمهور، والتعامل مع النقد، والاطلاع على تجارب مختلفة، وهو ما ينعكس على تطور أدواته وإعادة تشكيل وعيه الفني على المدى المتوسط والطويل.
ما أهمية القراءات النقدية المصاحبة للعروض المسرحية؟
تمثّل القراءات النقدية إحدى الركائز الأساسية لتطوير المشهد المسرحي، لأنها تنقل النقاش من مستوى الانطباع العام إلى التحليل المهني.
هي مساحة لتفكيك النص، والرؤية الإخراجية، والأداء، والسينوغرافيا، بعيدًا عن المجاملة أو الأحكام السطحية، وبهدف الارتقاء بالتجربة لا الانتقاص منها. وجود هذا المسار يؤكد أن المهرجان لا يكتفي بالاحتفاء بالعروض، بل يسعى إلى مساءلتها وفهمها بعمق.
كيف يخدم مهرجان الرياض للمسرح الجمهور وليس الفنانين فقط؟
يخدم المهرجان الجمهور عبر تقديم تجربة ثقافية متكاملة تُعيد صياغة علاقة المشاهد بالمسرح. فالعروض لا تُقدَّم بوصفها أحداثًا معزولة، بل ضمن سياق يتيح للجمهور الفهم والتفاعل والاكتشاف، من خلال النقاشات والفعاليات المصاحبة، ما يسهم في رفع الذائقة الفنية وبناء جمهور واعٍ يتعامل مع المسرح كفعل ثقافي مستمر.
ما الأثر المتوقع لمهرجان الرياض للمسرح على المدى البعيد؟
على المدى البعيد، يُتوقّع أن يسهم المهرجان في تكوين جيل جديد من المسرحيين أكثر وعيًا بأدواته، وأكثر انفتاحًا على النقد، وأكثر اتصالًا بالجمهور.
كما يُنتظر أن يعزّز حضور المسرح في المشهد الثقافي العام، وأن يرسّخ ثقافة المشاهدة، ويحوّل المسرح إلى جزء أصيل من الحياة الثقافية اليومية، لا مناسبة موسمية عابرة