بيئة

العالم يجتمع في كانكون لانعاش المفاوضات حول التغير المناخي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كانكون: افتتح في مدينة كانكون المكسيكية الاثنين مؤتمر الامم المتحدة لمكافحة التغير المناخي الذي يستمر احد عشر يوما على امل انعاش المفاوضات واعادة المصداقية اليها بعد عام على خيبة الامل التي سجلت في كوبنهاغن.

وحضر ممثلو 132 بلدا من اصل 190 دولة ينتظر مشاركتها في المؤتمر، حفل الافتتاح الذي نظم في المدينة الساحلية التي تستضيف المفاوضات حتى العاشر من كانون الاول/ديسمبر.

وقال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون ان "التغير المناخي اصبح واقعا" مشيرا الى الامطار الغزيرة والاعاصير التي ضربت بلده هذه السنة بعد موجة جفاف في 2009.

واضاف متوجها الى وفود المفاوضين ان "عيون العالم اجمع موجهة اليكم (...) سيكون عدم تجاوز المصالح الوطنية مأساة".

من جهته، دعا رئيس المجموعة الحكومية لخبراء الامم المتحدة حول تطور المناخ راجيندا باشوري الدول الى "التعاون في اسرع وقت ممكن" من اجل مواجهة تحدي التغير المناخي وتأثيراته الحتمية.

وقال ان "التأخر في خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري لن يؤدي سوى الى نفقات اكبر بشكل غير عادل لبعض مناطق العالم".

ولا يتعلق الامر في كانكون بالتوصل الى اتفاق شامل وملزم لما بعد 2012 -- انتهاء المرحلة الاولى من الالتزام ببروتوكول كيوتو --، يقسم جهود خفض انبعاثات الغازات بين الدول.

فالطموحات اكثر تواضع وتتعلق بقرارات متوازنة تكون "اساسا" لاتفاقات اخرى، على حد تعبير مسؤولة المناخ في الامم المتحدة كريستيانا فيغويريس.

ويبدو ان تحقيق تقدم ممكن بشأن بعض الملفات مثل مكافحة انحسار الغابات او انشاء "صندوق اخضر" يفترض ان يمر عبره جزء من المئة مليار دولار سنويا حتى 2020 التي وعدت بها الدول الاكثر فقرا.

وقالت المفوضة الاوروبية للمناخ كوني هيديغارد الاثنين "يجب ان يسمح لنا المؤتمر بتحقيق هذا التقدم والا يمكن ان تنهار عملية الامم المتحدة حول المناخ وتفقد اهميتها".

من جهتها، شبهت فيغويريس العملية بنسج "سجادة". وقالت السكرتيرة التنفيذية للاتفاق الاطار حول التغير المناخي "يجب ان نبذل مزيدا من الجهود"، معتبرة ان "سجادة بثقوب لا تفيد ولا يمكن سد الثقوب الا بتسويات".

واعتبارا من السابع من كانون الاول/ديسمبر سينضم الى المفاوضين وزراء البيئة و/او الطاقة في بلدانهم المكلفين البت في الخلافات وتحقيق تقدم حول بعض النقاط.

ويرى كثيرون ان هذه المفاوضات تشكل الفرصة الاخيرة لاعادة الثقة الى عملية تفاوض طويلة ومعقدة اطلقتها الامم المتحدة قبل 18 عاما من اجل ايجاد وسيلة للتصدي لتحدي الاحتباس الحراري.

وكاد مؤتمر كوبنهاغن ينتهي بفشل قبل عام واسفر عن اتفاق ابرم على عجل من قبل رؤساء نحو عشرين دولة وينص على هدف الابقاء على ارتفاع الحرارة بمقدار درجتين، بدون اي برنامج زمني ولا اشارة الى وسائل تحقيق ذلك.

وقالت منظمة غرينبيس غير الحكومية انه "حتى اذا لم يسفر مؤتمر كانكون عن اتفاق شامل (...) على الحكومات اتخاذ قرارات حاسمة حول قضايا اساسية مثل التمويل والغابات، وعليها التفاهم على الطريق الذي يجب ان تسلكه لتسوية بعض المشاكل الاكثر صعوبة على مر الوقت".

لكن التوصل الى اتفاق في كانكون، حتى بسيط، غير مؤكد.

وكانت الدول الافريقية رفضت في طرابلس اعلانا مشتركا مع الاتحاد الاوروبي حول التغير المناخي معتبرة ان الوثيقة التي اعدها الاوروبيون لا تعكس اولويات القارة.

من جهة اخرى، تخلى الرئيس البرازيلي ايناسيو لولا دا سيلفا احد رؤساء الدول النادرين المنتظرين في المؤتمر، عن التوجه الى الاجتماع مشيرا الى جدول اعماله المثقل حتى انتهاء ولايته الرئاسية في الاول من كانون الثاني/يناير.

وكانت الولايات المتحدة والصين اكبر دولتين فاعلتين في هذه المفاوضات والبلدين الاكثر تسببا في انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون في العالم، غادرتا الاجتماع التحضيري في تيانجين في تشرين الاول/اكتوبر الماضي باتهامات متبادلة بعرقلة المحادثات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف