بيئة

الوقود العضوي يدخل حيز التنفيذ مطلع يناير في ألمانيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سيدخل إستخدام الوقود العضوي في zwnj;مطلع يناير 2010 حيز التنفيذ في مختلف محطات الوقود في ألمانيا، وقد تم إختيار الرمز E10للدلالة علي نوعية الوقود الجديد في محطات إمداد السيارات بالوقود في كل أنحاء البلاد.

صلاح سليمان من ميونيخ: الوقود العضوي الجديد سيتكون من البنزين العادي مضافا إليه نسبة 10 % من الايثانول المستخرج من النباتات مثل حبوب القمح والشعير وقصب السكر والبنجر، ومن المؤكد ان هذا الخليط الجديد سيحد من تزايد الاضرار البيئية إضافة الي تعزيز حماية المناخ في السنوات القادمة، لكن متحدث في هيئة ADCA الألمانية للسيارات يقول: إن هذا الوقود او خليط الوقود الجديد لن يكون صالحا لكل السيارات سواء التي تسير بالبنزين او السولار انما فقط للسيارات المصنعة حديثا والمهيئة تقنيا لاستخدام هذا الوقود.

في تقرير لوزارة البيئة الألمانية حول ذلك الوقود العضوي الجديد ذكر انه ربما يفاجئ أصحاب السيارات ففي بداية يناير القادم 2011 سيتم تدشين فرعا جديدا E 10 أو سوبر 10 في محطات وقود السيارات وستكتب عليه عبارة من "من أجل تحسين البيئة".

جدير بالذكر أنه ليس من الممكن أن تستخدم كل أنواع السيارات هذا الوقود الجديد، لكن وزارة البيئة الألمانية ستقوم بتحديد أنواع السيارات التي سيكون بمقدورها استخدام الوقود الجديد، غير أن المشكلة الحقيقية ستكون مع السيارات القديمة التي لن تتمكن من استخدام ذلك الوقود لأنه قد يسبب تلف محرك السيارة، من ناحية أخري ستوفر وزارة البيئة قائمة بأنواع السيارات التي يمكن ان تستخدم الوقود الجديد وستكون متاحة للجميع علي شبكة الأنترنت.

الوقود الجديد بين التأييد والمعارضة

تقول مصادر وزارة البيئة الألمانية إن هذا الوقود الجديد سيكون أرخص من البنزين العادي المستعمل حاليا وهذا سبب كافي لتزايد الاقبال علية مستقبلا وهذ أمر جيد لأنه سوف يقلل من غازات الإنبعاث الحراري وسيكون صديقا للبيئة.

دعاة حماية البيئة الألمان يعارضون استخدام هذا الوقود ويقولون أنه سيؤدي الي نتائج سلبية علي المدي البعيد ستنعكس بشكل مباشر علي الدول الفقيرة وفقراء العالم، إذ أن الاقبال علي الوقود العضوي الجديد سيتسبب في زيادة المساحات المزروعة من قصب السكر والبنجر وحبوب القمح والشعير وسيكون ذلك علي حساب الزراعات الأخري إضافة الي محاولة المزارعيين والدول الفقيرة في استصلاح الغابات وقطع الأشجار لاستخدامها في زراعة النباتات التي يعتمد عليها الوقود العضوي وسيكون من نتائج ذلك تقلص الغابات المطيرة بشكل كبير وهذا سيسبب اضرار بيئية خطيرة.يعزز هذا الرأي الدراسة التي أصدرها معهد السياسات البيئية الأوروبية التابع للإتحاد الأوروبي والتي تحذر من أن تغير إستخدامات الأراضي الزراعية لتحويلها لإنتاج الوقوي العضوي والتي تهدف الي توليد ما بين 273 و 564 مليون طنا من ثاني أكسيد الكربون في الفترة من 2011 حتي 2020، أي ما يعادل ما بين 27 و 56 مليون طنا سنويا فإن هذه الإنبعاثات الجديدة تعادل إضافة ما بين 12 و 26 مليون سيارة إخري إلي عدد السيارات الموجودة بالفعل في أوروبا بحلول عام 2020.

ويتخوف خبراء الزراعة من أن صغار المزارعين الذين عادة ما يشكلون أغلبية المزارعين في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى والمسؤولين عن إطعام مجتمعاتهم، غالبا ما سينزحون بسبب المحاصيل المخصصة لإنتاج الوقود.

في المانيا تقوم إحدي الشركات بالفعل وهي شركة كورين في مدينة فرايبورج في تصنيع الوقود العضوي من مختلف انواع النباتات وبالإطلاع علي عملية التصنيع نجد أن كل اربعة كيلو جرامات من النباتات والأخشاب يمكن ان تنتج لتراً واحداً من الوقود لايحتاج تصنيعه في الشركة إلا الي عدة ساعات فقط مقارنة بما نعرفه من أن الوقود الإحفوري الطبيعي يحتاج الي 400 مليون سنة حتي يتحول الي وقود يمكن إستعماله من ناحية أخري تجدر الإشارة الي ان مخلفات عملية تصنيع الوقود النباتي غير ضارة لأن نسبة ثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن حرق هذا النوع من الوقود النباتي غير مرتفعة، فهي لا تتجاوز نسبة هذه المادة الكامنة في النباتات، التي تم استخدامها في تصنيع الوقود. كما أن هذا الوقود لا يحتوي على جزيئات السخام الأمر الذي يجعله قابل للاستخدام مع أي محرك يعمل بالديزل، وذلك دون الحاجة إلى إجراء تعديلات تقنية على المحرك.


هل الوقود العضوي قادر على المنافسة؟

من الدولة الرائدة في إنتاج الوقود العضوي لحد الأن هي دولة البرازيل التي تنبهت مبكرا لتصنيع ذلك الوقود كبديل للبترول الذي كانت تستورده بمخصصات مالية كبيرة لهذا تنبهت الي توفير المال المخصص لاستيراد البترول وقامت بإستخلاص الإيثانول من سكر القصب الذي تعتبر هي الدولة الاولي في انتاجه علي مستوي العالم، ويري كثيرون في تجربة البرازيل مع الإيثانول نموذجا يمكن الإحتذاء به في العالم، إذ أنه إلى جانب خفض اعتماد البلاد على مصدر الطاقة الأحفوري فإن استخدام الإيثانول في البرازيل أدي إلى خفض انبعاثات غاز الكربون بنسبة حوالي 47 في المئة سنويا أي نسبة 20 في المئة من أثار الكربون.ا

بصفة عامة لايقتصر الحصول على الايثانول من قصب السكر وحده بل من كل النباتات التي تحتوي على السكريات في تركيبها،فالفواكه والخضار تحتوي على كميات كبيرة من السكر.

السويد هي الأخري بدأت في استخراج الايثانول من لحاء الاشجار التي يتم قطعها من الغابات الشاسعة في البلاد..حيث يحتوي لحاء الاشجار على نسبة لاتقل عن 30 بالمائة من السكر..ويتم عزل هذا السائل ومعالجته للحصول على الايثانول.

احد اهم الاسباب التي دفعت الدول بالاتجاه الي السير في طريق انتاج الوقود الحيوي هو ان الاستخدام الهائل للطاقة الناضبة مثل النفط والفحم وغلاء اسعارها واثارها البيئية جعل التفكير في بدائل أخري، ورغم ذلك فإنه من الصعب الإستغناء عن النفط بتاتا،فالنفط مادة تحتوي على امور اخرى كثيرة تستخدم في الصناعات الكيمياوية وحتى الغذائية لكن على خلفية معدلات الإستهلاك الحالي فإن احتياطيات النفط ستنضب خلال 41 عاما والغاز الطبيعي في غضون 64 عاما والفحم الحجري خلال 155 عاما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف