نطاق الفيضانات يتسع في أستراليا ويهدد الحاجز المرجاني الكبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اتسعت رقعة الفيضانات غير المسبوقة التي تجتاح ولاية كوينزلاند في شمال شرق أستراليا الأربعاء، حيث باتت المياه تغمر حوالى 40 مدينة.
روكهامبتون: اتسعت رقعة الفيضانات غير المسبوقة التي تجتاح ولاية كوينزلاند في شمال شرق أستراليا الأربعاء، حيث باتت المياه تغمر حوالى 40 مدينة، وتهدد الحاجز المرجاني الكبير، بسبب الحطام ومضادات الحشرات التي ألقيت في المياه.
وتجرف مياه الفيضانات الموحلة كميات ضخمة من الحطام، وقد القيت فيها ايضا كميات كبيرة من الادوية السامة المضادة للحشرات، ما يشكل "مزيجا" خطرا للغاية على التوازن الهش في هذا النظام البيئي الفريد من نوعه، حيث ان الحاجز المرجاني الكبير مدرج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ويعد قبلة سياحية رئيسة في الساحل الشرقي.
وتؤكد ميشال ديفلين الاستاذة في جامعة جيمس كوك ان المياه الآسنة التي تصب في البحر "قادرة على الاخلال بالدورة الغذائية وحياة الحيدان المرجانية". والاربعاء، ارتفع العدد الرسمي للبلديات المتضررة مباشرة من الفيضانات من 22 الى 40، كما اعلنت رئيسة وزراء كوينزلاند آنا بليغ.
من بين هذه البلديات، بلدية سانت جورج التي يقطنها حوالي 2500 نسمة، وحيث تم اخلاء المرضى بسبب فيضان نهر "بالون" الى مستشفى موقت، في حين ينكب السكان على بناء سدود بما تيسر لهم من اكياس رمل وسواها.
وقال السناتور برنابي جويس ان "الجميع يشارك في العمل، كل واحد يفعل ما يستطيع"، مضيفا "ما ان ينتهي كل هذا، سيكون علينا اعادة الامور الى نصابها بسرعة، لاننا في حال لم نفعل سيجد الناس انفسهم بلا عمل، وسترتفع اسعار المواد الاساسية ارتفاعا جنونيا".
وبحسب المكتب الوطني للارصاد الجوية فان منسوب المياه في نهر فيزتوري الذي يعبر مدينة روكهامبتون المنكوبة سيصل الاربعاء الى اعلى مستوى له عند 9.40 مترا.
ويقطن هذه المدينة الواقعة على بعد 500 كلم من بريسبان (الساحل الشرقي) 75 الف شخص، وهي احدى اكبر مدن هذه المنطقة الزراعية والمنجمية، وقد اجتاحتها الفيضانات التي تضرر منها حتى اليوم 200 الف شخص، وغمرت مساحة هائلة من الاراضي تساوي مساحة فرنسا والمانيا مجتمعتين.
وتتوقع الارصاد الجوية ان يبقى منسوب مياه نهر فيزتوري لمدة اسبوع فوق مستوى الخطر. وما يزيد من هول الكارثة ان الارصاد الجوية اصدرت الاربعاء تحذيرا لسكان جنوب كوينزلاند اخطرتهم فيه بان منطقتهم ستتعرض لعاصفة رعدية تصاحبها "امطار غزيرة وارتفاع مفاجئ في منسوب المياه".
لكن منسوب المياه في المسطحات المائية ارتفع اصلا الى مستويات قياسية في العديد من المناطق، وباتت هذه المياه تهدد مدن ولاية نيو ويلز في الجنوب. ولمساعدة السكان المعزولين ارسل الجيش مروحيتين اضافيتين الى الولاية.
وقالت رئيسة وزراء كوينزلاند آنا بليغ لوكالة انباء "اي اي بي" انه "لا يزال من الصعب تقدير حجم الاضرار على المدى البعيد، ولكن الالاف من مواطنينا يحتاجون الى مساعدتنا".
وفي قطاع المناجم وحده بلغت الخسائر الناجمة من الفيضانات مليار دولار استرالي (754 مليون يورو) حتى اليوم، وذلك بسبب تراجع الانتاج في الصناعة المنجمية المحلية، التي تسد نصف احتياجات العالم من فحم الكوك اللازم لصناعات التعدين. وبحسب وزير الثروات الطبييعة في الولاية، فان القطاع يخسر بسبب الفيضانات 100 مليون دولار يوميا.
وقالت رئيسة الوزراء ان "مناجمنا متوقفة عن العمل بنسبة 75% بسبب الفيضانات، ولهذا تأثير كبير على الاسواق الدولية والانتاج العالمي من الصلب"، مؤكدة ان "هذه كارثة لا سابق لها في كوينزلاند من حيث الحجم".
وتخشى اجهزة الاسعاف ان يبقى مستوى المياه مرتفعا لاسبوع آخر او اسبوعين، ما يزيد من انتشار البعوض الناقل للامراض. كما حذرت السلطات السكان من خطر الافاعي السامة والتماسيح التي تسبح في المياه.
واكدت سوزان ميلر التي تملك مقهى في روكهامبتون ان "الافاعي تطرح مشكلة خطرة، لقد اغلقت كل الابواب لانها تدخل" بحثا عن اماكن جافة. والثلاثاء اعلنت الامم المتحدة ان الامين العام بان كي مون يتابع الوضع في استراليا من كثب، حتى وان لم يصدر من الاخيرة اي طلب للمساعدة.