بيئة

النحل يموت من الجوع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تتراجع أعداد النحل في العالم بشكل لافت بسبب استخدام المبيدات الكيمياوية للنباتات التي كان يتغذى منها.


اعتدال سلامه من برلين: اطلقت عدة مؤسسات المانية واوروبية تهتم بالطبيعة الانذار تلو الاخر بسبب موت اعداد هائلة من النحل حتى الان من دون معرفة الاسباب الحقيقية لذلك. وفي الاسبوع الماضي اشار تقرير صادر عن رابطة مربي النحل ومنتجي العسل في المانيا الى ان النحل في اوروبا يتعرض لخطر الابادة، وموته غير الواضح الاسباب يعني خسارة كبيرة للاقتصاد. فالنحل وانواع اخرى من الحشرات التي تنقل الرحيق بين الازهار والبراعم تلعب دورا كبيرا في الكثير من المنتجات الزراعية التي تحقق ارباحا بالمليارات للاقتصاد الاوروبي، لذا يجب الاسراع بانقاذها والا فان الوقت سوف يكون متأخرا.

وكما هو معروف فان النحل لا ينتج العسل فحسب، بل يقوم ايضا وفي الدرجة الاولى بوظيفة مهمة للغاية من اجل دورة الحياة في الطبيعية، فهو يلقح النباتات عبر امتصاصه الرحيق ونقله الى ازهار اخرى . ومن اصل مائة نبتة هناك 90 نبتة تشكل الغذاء الرئيسي للانسان في كل انحاء العالم، و70 في المائة منها يقوم النحل بتلقيحها. فالنحل اذنا يعتبر عنصرا مهما للحياة فوق الارض. ففي كل سنة ينقل الرحيق الى ملايين انواع النباتات من اجل مواصلة حياتها والا لما كانت هناك فاكهة او خضار او زيوت او حتى قطن. كما وان اكثر من 80 في المائة من النباتات في بلدان الاتحاد الاوروبي تحتاج الى النحل من اجل نموها، واذا ما ماتت او اصابها مرض ما فان جزءا كبيرا من النباتات مهدد بالخطر.

وسبق واثارت دراسات وضعتها الرابطة العام الماضي القلق، فهي اشارت الى ان بعض شعوب النحل قد ابيدت تماما و4 في المائة من الانواع الاخرى قد ماتت. واعادت ذلك الى تلوث الهواء وتغيير الطبيعة، فهذا يصعب على النحل العثور على غذاء، ايضا تغيير المناخ وتغير اوقات المطر والازهرار وهذا سوف يسبب اختفاء اكثر من عشرين الف نوع من النباتات في السنوات المقبلة.

وحسب تقرير برنامج حماية البيئة التابع للامم المتحدة الامم فان عدد النحل في اوروبا والولايات المتحدة تراجع حوالي الثلث وفي الشرق الاوسط قرابة ال85 في المائة بسبب كثرة استخدام المبيدات الكيميائية الخطيرة. وتشهد المناطق الشمالية للكرة الارضية اكثر حالات موت النحل.
لكن المشكلة انه وحتى الان لم تعرف الاسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة لذا حذرت مفوضية الزراعة في الاتحاد الاوربي مما يحدث للنحل، لكن تحديزها جاء متأخر لان هذه الظاهرة بدأت قبل اعوام وزادت سوءا مع عدم اتخاذ اي اجراء والامر لم يعد يخص النحل بل النحل الكبير الطنان.

الا ان موت النحل والنحل الكبير الطنان ليس ظاهرة اوروبية بل وشملت كل العالم، ومن المتوقع ان تسبب مشاكل طبيعية وغذائية صعبة. فاستنادا الى بعض البحوث العلمية يموت العدد الاكبر من النحل في المساحات الطبيعية التي تستخدم فيها اساليب الزراعة الصناعية والمناطق التي تكون نسبة التلوث فيها عالية، ففي الولايات المتحدة الاميركية قل عدد النحل الطنان بنسبة 90 في المائة منذ السنوات العشر الماضية، وفي عام 2007 لوحده قدرت خسائر المزروعات الاميركية ب15 مليار دولار بسبب موت النحل.

ويشير التقرير الذي اعدته مؤسسة حماية الطبيعية والبيئة في المانيا الى ان المفوضية الزراعية في الاتحاد الاروبي على علم بموت النحل منذ تسعيينات القرن الماضي بعد ان بدء النحالون يتحدثون عنه، وسبب مواصلة الاهمال تراجع انتاج قطاع صناعة العسل في فرنسا على سبيل المثال حوالي 30 في المائة، وفي المانيا وصلت الخسائر عام 2002 من 15 الى 30 في المائة بعد موت قرابة ثلث شعوب النحل، مع العلم ان انتاج النحل يحقق ايرادات تتجاوز ال 30مليار يورو سنويا.

وتتحدث اخر بحوث علمية عن ان احد اهم اسباب هذه الظاهرة الخطيرة هو موت النحل جوعا. وهذا ما اكد عليه مانفرد هادرر رئيس رابطة منتجي النحل في المانيا. ففي الحقول والمزارع يعاني النحل من الجوع لانها لا تستطيع ان تأكل من المزروعات المرشوشة بالمواد الكيمائية السامة، ما هدد حياة المئات من شعوب النحل، حتى ان بعضها يموت خلال فصل الصيف.
ايضا زراعة نوع واحد، فالكثير من الحقول تزرع اليوم بنوع واحد من المزروعات فلا تجد النحلة الرحيق او اللقاح الذي تحتاجه ما يؤدي الى موتها جوعا، لذا طالب قطاع الزراعة باعادة النظر بسياسته الزراعية.

ومن انواع المبيدات المهددة للنحل مجموعة نيو نيكوتينويد التي تعتبر اليوم المسبب الاهم لكن لا احد يتحدث عنها لاسباب اقتصادية، وتضم هذه المجموعة ايضا مبيد الحشرات المسمى كلوتيانيدين وهو مركب كيمائي يدخل فيه سم للاعصاب، وهذا يشكل خطرا كبيرا جدا للنحل وللبيئة وللطبيعة. اذ تعالج بهذه المبيدات على سبيل المثال بذور الذرة من اجل تفادي تلفها. لكن هذا النوع من المبيدات لا يحلق الضرر الكبير بالنحل فقط بل وبالانسان ايضا على المدى البعيد، وهناك شكوك بتسببه بامراض سرطانية.

وبعد انتقادات كثيرة تريد مفوضية الزراعة في الاتحاد الاوربي حل لغز موت النحل وقررت في اجتماعها الصيف الماضي انشاء مختبر من اجل اجراء بحوث تتعلق بوضع النحل الصحي، وهناك تفكير بمنع كل انواع المبيدات التي تشكل خطرا على حياة النحل وحجب اذن انتاج كل نوع يشكك فيه، كما تفكر المفوضية بزيادة الدعم المالي للمزارعين الذين ينوعون في زراعتهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تتراجع أعداد النحل في العالم بشكل لافت
Dmitry Anatolyevich Medvedev -

تتراجع أعداد النحل في العالم بشكل لافت بسبب الحدود التى صنعها الموظف الاسطى الذى يريد يمثل دور شهريار و ليس يبعد عن السكان و يشغل الموظفين لكن مثل الطفل الذى يمسك اتوبيس يحبو به على الموكيت و يردد هههـ عندما يصل لـ المحطه من سكان تنتظره يجب الموظف رئيس او ملك يكون مثل اى موظف لا نعرف عن عمله شئ و يكون مجلس الامن الامم المتحده بـ الهيئات الدوليه تشغله اما الاعلام ينقل لمن يريد الصوره كان انترنت او صحف و من يريد الحقيقه اعلام معتمد من مجلس الامن الامم المتحده الهيئات الدوليه اما الباقى هو يكتب فى تنبؤ بالمستقبل او اشاعه حتى تتأكد فى حريه لا يحاسب على سمعه موظف لانه معروف اين الحقيقه فـ اى تخلف فى البيئه هو من ممن هو جاهل جالس حمل على النظام فـ يعدل فى النظام بما يناسبه