الفلين في الجزائر: غابات فتية لاستعادة التوازنات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تنتشر في الجزائر أشجار الفلين الغابية النادرة والهامة التي عانت الأمرّين خلال العشرين سنة الماضية بفعل رياح التخريب.
وتركّز مراجع رسمية تحدثت لـ"إيلاف"، على ابتعاث الغابات الفتية لإحياء شجر الفلين في الجزائر، وذاك يقتضي تكثيف حركة الاستزراع، ووقاية غابات الفلين من مخاطر متعددة.
كامل الشيرازي من الجزائر: تصنّف الجزائر عالميا على رأس الدول الثلاثة الأولى بامتلاكها 470 ألف هكتار من أشجار الفلين تتوزع عبر 22 محافظة كبرى في الجزائر، وتعدّ هذه الأشجار حساسة بيئيا وبيولوجيا وصحيا، حيث يتم توظيفها في علاج التسممات الناجمة عن المعادن الصلبة.
ويرى "محمد معطى الله" المدير المركزي على مستوى وزارة الزراعة الجزائرية، أنّ عشرية العنف الدموي التي هزت الجزائر (1992 - 2002) عصفت بكم هائل من ثروة الفلين، كما تسببت موجة الحرائق التي نشبت في الجزائر خلال السنوات التسع الأخيرة في الفتك بقسم معتبر من الفلين.
ويتحدث الباحث "علي حريزي" استنادا إلى بيانات رسمية، عن زوال أربعة آلاف هكتار من الفلين كل عام، ولتعويض ما جرى فقدانه، تخطط الحكومة لاستزراع ثمانمائة ألف هكتار من الفلين في غضون المرحلة القادمة.
بهذا الشأن، يكشف "شعبان شريط" المسؤول المركزي لدى المديرية العامة للغابات بالجزائر، عن الشروع في إعادة تأهيل هذا التراث الغابي، من خلال برنامج سيمتد بين سنتي 2012 و2014، وجرى افتتاحه باستصلاح أول مستثمرة تستهدف غابات فتية تمثل ربع غابات الفلين في الجزائر.
ويلفت شريط إلى أنّ غابات الفلين بالجزائر، لا تزال فتية بواقع مساحة قوامها 229 ألف هكتار تتسم بكونها أشجار مدّرة، ما يستدعي تثمينها واستغلالها، طالما أنّ هذه الثروة تتعرض لأخطار وأضرار وإلى شيخوخة الأشجار.
ويقول كل من "عزيز بوقزاري" و"عمر زعيمش" وهما محولان للفلين بشرق الجزائر، بضرورة منح مزيد من الاهتمام والعناية بهذه الثروة ذات الوظائف المتعددة، وبشكل خاص الجوانب المتعلقة بالتنوع البيولوجي.
إلى ذلك، حذرّت "فريدة بن نية" المختصة في علم الحشرات، من حشرة يُطلق عليها مسمى "بلاجيو تروكيس أمنتي" تشكّل تهديدا حقيقيا لغابات الفلين، وأوعزت بن نية أنّ خطورة الحشرة إياها تكمن في كونها تأتي على الأغصان كما الأوراق، وتعد هذه الحشرات الضارة على غرار الدودة الجرارة المعروفة منذ مدة طويلة بمثابة سرطان نباتي يستهدف بلوط الفلين، ما يؤثر سلبا على نوعيته.
ويطالب الخبير "إدريس براشد" بحظر تصدير الفلين الخام، لأنّه يجدر توظيفه في استعمالات لها صلة بالاقتصاد الأخضر، وأي تجاهل لذلك بحسبه، سيكبّد الجزائر خسائر جسيمة، ولا يهضم فاعلون بيع الفلين الجزائري من لدن (مجموعات) يقولون إنّ لها صلة ثمة مصالح من وراء إتباع هذا المسلك المشبوه المضرّ بالزخم الطبيعي في الجزائر.
ويتهم " خالد بن عمر" و"علي مروش" و"سعيد ربيح" جهات لم يسمونها بـ"التحايل"، بما قد يرهن مستقبل الفلين في الجزائر، في حين يشدّد المجلس المهني المشترك للفلين (هيئة حكومية) على أنّه جرى توخي صرامة أكبر لترشيد استغلال الفلين الخام وإيقاف حملات استنزافه وتحويله بشكل غير مشروع على غرار إقدام المئات على تقطيع أشجار الفلين بغرض استخدام الأخير كفحم.
ويفند هذا المجلس الذي يضم محوّلي الفلين، صحة ما قاله مصدّرون حول التلاعبات، مؤكدا على وجود نية للاستثمار وتشجيع استغلال الفلين لأغراض الصناعة النظيفة مثل الاستعمالات الحياتية كالتدفئة في فصل الشتاء، وذلك يستدعي تكوين الكوادر المؤهلّة ورسم خطط تردع أي مساس بزخم البيئة وتوازنات المحيط.