شحة المياه ستكون سببا للحروب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حذر خبير ألماني من أن تتسبب شحة المياه باندلاع الحروب في المستقبل القريب.
اعتدال سلامه من برلين: ينظر الخبير الالماني لحماية البيئة والطبيعة هلموت كونيغ الى وضع مصادر المياه في الشرق الاوسط بقلق كبير، لانها برايه قد تكون احد مسببات الحروب بين بلدان المنطقة في المستقبل فهي في تناقص متواصل. والمشكلة الاكبر وجود بلدان تتوفر لديها تقنيات متطور تسمح لها بتحويل مجاري انهار مازالت تتدفق فيها المياه او شفطها. ناهيك عن اهمال الحكومات لهذا القضية الحيوية، ما يهدد بالفعل بمشكلة بيئية واجتماعية واقتصادية.
وتوجد حاليا عدة مشاريع في الاردن على سبيل المثال. فهو من البلدان الاكثر تأثرا بشح المياه، فاسرائيل تشارك بمياه نهر الاردن ولها الحصة الاكبر وما تبقى لا يكفي حتى لري الاراضي الزراعية المحيط به، ما سيسبب مشاكل اقتصادية للفلاحين الذين يضطرون الى حفر ابار ارتوازية على اعماق غير مسموح بها وهذا يهدد بدوره المياه الجوفية بالتراجع والملوحة.
ولقد زاد حجم المساعدات الالمانية للاردن في مجال توفير المياه بشكل ملحوظ ووصل حتى الان الى ما يقارب من السبعين مليون يورو، منها على شكل قروض بفائدة منخفضة جدا. والتركيز الرئيسي هو على العاصمة عمان بعد ان تزايد عدد سكانها في السنوات الاخيرة، وذلك عبر مشروع مايسمى بعمان الكبرى، واخر بالقرب من مدينة الزرقاء لتكرير المياه الراكدة عن طريق احواض الترشيح. وبناء على مشروع GLOWA الالماني الاردني ترسل وزارة التعليم العالي والبحوث الالمانية خبراء لتدريب موظفين على كيفية استخدام المياه بشكل افضل ومن دون ان تهدر.
وعلى الصعيد التقني هناك مساهمة المانية كبيرة في مجالات عدة منها تحسين ادارة اعمال مصلحة المياه التابعة للحكومة الاردنية، وهو مشروع بدأ منذ سنوات طويلة وتخصص له الحكومة الالمانية سنويا ميزانية لان هدفه تأمين مياه الشرب بنوعية جيدة وبكميات كافية لاكبر نسبة من سكان العاصمة عمان. ايضا وضع استراتيجية تخطيط لوزارة المياه والري من اجل تحسين شروط قطاع المياه اللازمة ان للشرب او للرزاعة.
لكن المساهمة الالمانية توسعت في الفترة الاخيرة لتشمل ايضا مؤسسات المانية ومعاهد للبحوث العلمية خاصة وجامعات تعمل مع مؤسسات كثيرة في منطقة الشرق الاوسط من اجل تخفيف مشكلة شح المياه بسبب قلة الامطار وانخفاض منسوب المياه الجوفية وعدم تمكن بلدان كثيرة في المنطقة من استخراجها من باطن الارض وعلى اعماق سحيقة لان تكاليفها باهظة. عدا عن ذلك فان استخراج المياه بهذه الوسائل يحتاج الى كميات هائلة من الطاقة، وهذا صعب. فمحطات توليد الكهرباء في الكثير من هذه الدول منتشرة على مساحات واسعة ومتباعدة. كما وان تحلية مياه البحر للحصول على مياه للشرب هي وسيلة عالية الثمن. ويلجأ البعض هناك الى استخدام العنفات الغازية او مولدات كهرباء تعمل على الديزل لاستخراج الماء، لكن هذه الطريقة تتطلب نقل المحركات اللازمةعبر مسافات طويلة الى المناطق التي توجد فيها منابع مياه، ومن الافضل برأيه الخبير كونيغ الاعتماد على المعامل المنتجة للطاقة المتجددة من الشمس او الرياح، فهذا الثروة متوفرة في كل مكان حتى في مواقع العمل مباشرة.