بيئة

كارثة بيئية كبيرة تهدد مدينة المنصورة في مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتعرض مدينة المنصورة المصرية لكارثة بيئية من خلال تلوث هوائها من مصنع سماد قريب.

صلاح سليمان: يعتبر مصنع "سماد طلخا" في مدينة المنصورة المصرية التي يسكنها قرابة الثلاثة ملايين مواطن ، قنبلة بيئية موقوتة تهدد المدينة بأخطار بيئية لايمكن التكهن بنتائجها، فهذا المصنع الكبير في حاجة الي الصيانة والتجديد والإحلال ، غير ان الأمور فيه تسير بشكل غامض وليس هناك أي شفافية فيما يتعلق بما يتناقله أهالي المدينة من أن إنفجارات تحدث من آن لأخر يسمعها الأهالي، بل إن حرائق قد نشبت في بعض وحدات المصنع مما تسبب في أعطال كبيرة ولايعرف الأخطار البيئية التي سببتها تلك الأعطال.

جامعة المنصورة كانت قد أعدت تقريراً مفصلاً في وقت لاحق عن عمليات الإحلال والتبديل في المصنع والأثر البيئي المتوقع من أستمرار العمل في مصنع يقع في قلب الكتلة السكانية في محافظة تعد من أكثر المحافظات كثافة سكانية ، فقد أشارت الدراسة الي أن وجود المصنع داخل الكتلة السكنية يعد أمرا شديد الخطورة علي صحة الإنسان وعلي البيئة ، خاصة في إطار التجديدات التي تسعي الي إنشاء خزان جديد للأمونيا بسعة 15 الاف طن إضافة الي الخزان القديم والذي يسع 10 الاف طن ، وهو أمر يجعل الحياة البيئية في كامل مدينة المنصورة مهددة بشكل كبير، خاصة اذا ما حدثت تسربات او حرائق او أي انفجارات داخل هذين الخزانين.

إن هناك كذلك كثير من الأسئلة المتعلقة بالسلامة الأمنية في المصنع وأثر ذلك علي الكتلة السكنية المحيطة به ،ففي حالة حدوث حرائق أو تسربات أو انسكابات فإن مادة نترات الأمونيا شديدة الإنفجار قد تتسبب في تدمير المناطق السكنية المحيطة بالمصنع بالكامل.
من جهة أخري أشار تقرير الجامعة إلي أنه طبقاً للمعاير الدولية للمحافظة علي البيئة والمواطنين فإنه يجب تقليص المنشآت الصناعية ونقلها خارج الكتلة السكنية، وطبقاً لآخر الإحصاءات المتعلقة بسلامة مصانع الأسمدة فإن 55% من تكلفة إنتاج الأمونيا تستخدم لمعالجة الآثار البيئية الناتجة عن الصناعة في أمريكا وهذا لا يحدث في مصر، مما يعتبر مؤشراً لخطورة الانبعاثات وتأثيرها البيئي الضار.

منطقة طلخا التي يقع بها المصنع هي من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في محافظة الدقهلية ،حيث يبلغ عدد السكان بها 306 آلاف نسمة ،في حين أن المصنع مقام علي أرض زراعية من أجود الأراضي الزراعية بمصر ،وقد يتسبب ذلك في أضرار للترية الزراعية المجاورة.

ينفث المصنع في الهواء سمومه علي مدار الساعة والزائر لمحافظة المنصور يمكنه استنشاق الأمونيا ورائحتها النفاذة ،وهي تغطي الأماكن القربية من المصنع طول الوقت وتحركها الرياح الي أغلب مناطق المحافظة.من جهتها تري منظمة البيئة العالمي ان تلوّث الهواء هو واحد من أهمّ المخاطر البيئية المحدقة بصحة الإنسان ، وأن التمكن من خفض مستويات تلوث الهواء سوف يساعد البلدان علي التخفيف من عبء المرض العالمي الناجم عن أنواع العدوى التنفسية وأمراض القلب وسرطان الرئة.

يري خبراء البيئة أنه كلّما انخفضت مستويات تلوّث الهواء في المدن تحسنت صحة سكانها النفسية والجسمانية ، فالتقديرات تشير الي أن تلوث الهواء يتسبب، كل عام في وقوع نحو مليونين من الوفيات المبكرة، معظمها في البلدان النامية. نصف عدد تلك الوفيات تقريباً يرجع الي الالتهاب الرئوي الذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة ، كما أن تلوث الهواء في المناطق الحضرية يودي كل عام وفق منظمة البيئة بحياة 1.3 مليون نسمة في جميع أرجاء العالم. وأكثر من يتحمل هذا العبء هم سكان البلدان المتوسطة الدخل.

أن التعرض لملوّثات الهواء هي من الأمور التي لا يمكن للأفراد التحكّم فيها إطلاقاً ورغم أنها تخضع لمراقبة السلطات المحلية إلا أن الأهمال في الدول النامية يزيد من تفاقمها ،وفي هذا الإطار تضع منظمة الصحة العالمية جملة من الإرشادات التوعوية التي يمكنها الحد من عدد الوفيات بنسبة 15% في حال اتبعها والعمل علي العيش في بيئة نظيفة وإستنشاق هواء نقي.

عادةً ما تلحق الجسيمات الدقيقة المنشرة في الهواء من أثر التلوث أضراراً بالناس يفوق ما تلحقه بهم الملوّثات الأخري سواء في الماء أو غيره. والعناصر الرئيسية التي تتكون منها تلك الجسيمات المنتشرة في الهواء هي الكبريتات والنترات والأمونيا وكلوريد الصوديوم والكربون والغبار المعدني. وتتألّف تلك الجسيمات من مزيج معقّد من المواد العضوية المعلّقة في الهواء في شكل صلب وسائل. ويتم تحديد تلك الجسيمات حسب قطرها الأيروديناميكي، فهي إما أقل من 10 مكروجرامات أو أقل من 5.2 مكروجرام. والنوع الثاني أكثر خطورة من الأول، إذ يمكن للجسيمات التي تنتمي إليه إذا ما تم استنشاقها، العمل علي عرقلة عملية تبادل الغازات داخل الرئتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف