بيئة

حراك لتخفيض الانبعاثات الغازية الضارة في الجزائر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تسعى الجزائر إلى تخفيض انبعاثات الغازات الضارة المؤثرة على المناخ في البلاد، وبدأت جهات فاعلة حراكا بهذا الشأن لإزالة كمية تربو عن الثمانمائة ألف طن في آفاق العام 2019، بيد أنّ خبراء تحدثوا لـ"إيلاف" يربطون حل المسألة بتتويج سياق دولي يحتكم لمبدأ تقليص انبعاثات الغازات وتكريس استعمالات التصنيع النظيف.

كامل الشيرازي من الجزائر: يشرح "الطاهر طولبة" المسؤول المركزي بوزارة البيئة وتهيئة الإقليم، أنّ المخطط الممتد بين سنتي 2010 و2019، يروم تقليص مئات آلاف الأطنان من الغازات الملوثة التي عكّرت صفاء جو الجزائر البيضاء، وجعلت كبرى مدنها تغرق في وضع بيئي غير صحي على منوال العاصمة، قسنطينة، وهران، باتنة، وكل من الولايتين الجنوبيتين "ورقلة" و"حاسي مسعود" المشتهرتان بنشاطهما النفطي الكبير في بلد ينتج حاليا 1.4 مليون برميل يوميا من البترول ونحو 62 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.

وبحسب "شريف رحماني" المسؤول الأول عن قطاع البيئة في الجزائر، تقوم خطة تحجيم الانبعاثات الغازية الضارة على تسطير مشاريع في مجالات الصناعة والطاقة والبيئة لاسيما في معالجة المياه وتسيير النفايات، فضلا عن تكوين كوادر كفؤة في التحويل التكنولوجي وإنشاء مراكز للردم التقني، بالتزامن مع تحسين نوعية المنتجات للتكيف مع القيود الجديدة التي يفرضها التشريع الجزائري في سوق محلية تتميز باستخدام ما يزيد على الثلاثين بالمائة من إجمالي المركبات في الجزائر للمازوت، تبعا لرسوخ قناعة لدى السكان باستهلاك المازوت كوقود دون سواه نظرا لانخفاض سعره.

وفيما ينادي مختصون بإنضاج ورشة محلية شاملة لترقية آلية التنمية النظيفة، يؤكد "الطيب محمد عودية" الخبير في مجال البيئة على ضرورة التوجه نحو تقليص الانبعاثات الغازية التي تؤثر سلبا على المناخ من خلال تجسيد مشاريع استيراتجية بعيدة المدى.

ويرى عودية أنّه يتعين على الدول المصنعة الانخراط في مسعى تقليص انبعاثات الغازات بنسبة 5.2 بالمائة وترسيم أرضية صناعية نظيفة، وذلك قبل نهاية سريان مفعول بروتوكول كيوتو في 31 كانون الثاني/ ديسمبر 2012، علما أنّ قمة التغيرات المناخية التي احتضنتها مدينة كانكون المكسيكية الشهر الماضي، ألّحت على حساسية تنسيق جهود الدول الصناعية من أجل تخفيض الغازات الملوّثة في تجسيد عموم المشاريع الموجهة لحماية البيئة.

بدوره، يكشف "بشير سليماني" الذي يرأس هيئة الاستثمار البيئي، أنّ الأخيرة تمكنت لحد الآن من تحديد واختيار 20 مشروعا في مجال حماية البيئة واستعمال التكنولوجيات النظيفة في الصناعة والنشاط الطاقوي، ويشرح سليماني على توخي مقاربة واقعية في اختيار المشاريع للتمكن من تجسيدها على أهبة اقتحام السوق الدولية للكاربون الاستفادة مما تدره من عائدات.

وحول دور المتعاملين المحليين، يدعو سليماني إلى وجوب مساهمة المؤسسات الاقتصادية في وضع مشاريع من شانها حماية البيئة من التلوث وتقديمها إلى الجهة المختصة لمناقشتها وتسجيلها قبل إقرارها وعرضها على آلية التنمية النظيفة الدولية التي تعدّ بحسب "نيكولا ميلر" ممثل الهيئة الألمانية للمساعدة التقنية "جي تي زاد" وسيلة لدعوة الدول الصناعية إلى الالتزام بالتقليص من آثار الانبعاثات الغازية ومرافقة الدول النامية في هذا المسعى ومساعدتها في إدراج تكنولوجيات غير ملوثة.

إلى ذلك، اخترع "فرحات النيلي" نموذجا لمحطة تقوم بمعالجة الغازات المحترقة جنوب الجزائر، وتعتمد هذه المحطة الموجودة بمدينة ورقلة (أقصى الجنوب)، طريقة جديدة في تحليل ومعالجة الغازات المحترقة، ويوعز فرحات النيلي أنّ المشروع العلمي المستحدث يضمن معالجة هذا الصنف من الغازات باعتماد طريقة فنية لسلسلة من عمليات المعالجة إلى أن تتحول المواد الكيميائية في مرحلتها النهائية إلى ما يشبه غازات نظيفة غير مضرة بالإنسان والبيئة.

كما يوضح النيلي أنّ هذه المحطة موجهة أيضا لأغراض معالجة النفايات الطبية، وتتوفر على كل شروط حماية الفضاء البيئي وذلك وفق المعايير المعروفة عالميا بخصوص مكافحة التلوث البيئي وحماية الغلاف الجوي مما يعطي لهذا الإنجاز التقني أهميته العلمية الكبرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف