السلاحف البحرية تواجه الانقراض بسبب خصوبة المصريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فتحي الشيخ من القاهرة: كانت الصدفة وحدها هي السبب لانقاذ سلحفاة عمرها مائة عام من الذبح في مدينة العريش، عندما شاهد حسين محمود أحد العاملين بمحمية الزرانيق زحام في أحد الاسواق الشعبية في مدينة العريش على بائع اسماك، ليعلم بعد استفساره ان سبب الزحام وجود سلحفاة سيتم ذبحها والزحام على البائع من أجل الحصول على جزء من لحمها أو بعض من دمها طمعا في الانجاب وزيادة الخصوبة، حسب الاعتقاد السائد بين بعض المصريين.
عشرات السلاحف البحرية في مصر تلقي نفس المصير كل عام، حسب ما أكدت دراسة صادرة عن جمعية اصدقاء البيئة من تعرض السلحفاة البحرية " الترسة " لخطر الانقراض نتيجة بعض المعتقدات القديمة الموجودة في مصر خاصة بين سكان المدن الساحلية بأن شرب دمها يزيل العقم بالنسبة للنساء،اما أكل لحمها للرجال فيزيد الخصوبة، الدكتور واشارت الدراسة إلى وجود تجارة السلاحف البحرية في سوق أسماك مدينة الإسكندرية، والتي أكدت أن هناك عادة قديمة ومستمرة حتى الآن، في سوق الأنفوشي السكندري، هي ذبح السلاحف بالسوق بشكل مستمر، ياسر عبدالغني رئيس الجمعية المصرية لحماية الحياة البرية يؤكد تناقص عدد السلاحف خاصة في حقبة التسعينات بسبب العادات الخاطئة الموجودة خاصة بين الصيادين وغير المتعلمين، الذين لا يعلمون شيئا أهمية وجود السلاحف البحرية ودورها في ايجاد توازن بيئي، وعلاقتها بقناديل البحر التي تزداد في ظل عدم وجود السلاحف البحرية وتؤثر على الحركة السياحية وتصل خسائر دول البحر المتوسط نتيجة وجود القناديل إلى 3 مليارات سنويا، ونبه عبدالغني ايضا لوجود العديد من الأسباب الاخرى وراء تناقص اعداد السلاحف البحرية في مصر أهمها أن السلاحف تعلق بشباك صيد الأسماك وتبقى بالشباك لفترات طويلة تحت الماء حتى تموت، بالاضافة إلى الزحف العمراني الذي وصل للشواطيء ضحلة المياه والتي تضع السلاحف بيضها في رمالها مما يدمر بيئتها.
خطورة تعرض السلاحف يبينها لايلاف الدكتور عادل احمد استاذ علوم البحار قائلا : السلاحف البحرية يعود تواجدها إلى أكثر من 200 مليون سنة ماضي والموجود منها بمصر خمسة انواع من ثمان انواع على مستوي العالم، يصل متوسط عمرها إلى 40 عام،وهي من الانواع المهددة بالانقراض على مستوي العالم، هي في نفس الوقت لا تضع عدد كبير من البيض حيث يتروح عدد بيضها في المرة الواحدة إلى 4 إلى 7 بيضات،وهي تلعب دور مهم في توازن البيئة البحرية وهي تتغذي على القناديل البحرية والمحارو القشريات مثل الجمبري وهذا ما يجعل العديد من الصيادين يقوم بقتلها.
الدكتورة وفاء عامر رئيس قطاع المحميات بجهاز شئون البيئة المصري تؤكد ان هناك جهود عدة يقوم بها الجهاز في سبيل الحفاظ على السلاحف البحرية مثل وجود حملات على محلات بيع الحيوانات الاليفة والاسواق،بالاضافة إلى قيام الجهاز بالاعلان في بداية عام 2010 عن محمية السلوم للسلاحف البحرية وهى المحمية رقم 28 في مصر، وكذلك أول محمية ذات مكون بحرى خالص فى المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، مضافا إليها شريط برى ساحلى يحيط بها لحماية الأنظمة البرية والساحلية وتقع المحمية على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا، واضافت عامر انه الجهاز قام في 2009 بتخصيص قطعة أرض مساحتها ثمانية آلاف متر مربع على ساحل البحر المتوسط بسيناء لمشروع تربية وإكثار السلاحف البحرية لحمايتها من الانقراض بتكلفة تبلغ 50 مليون دولار، والذي يموله مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية.