التقليل من اكل اللحوم حفاظا على الصحة والبيئة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إعداد: عبد الاله مجيد: وتوصلت أول دراسة من نوعها في العالم لحساب كلفة التلوث الناجم عن النيتروجين في اوروبا الى ان المشكلة تكلف كل شخص في القارة نحو 650 جنيها استرلينيا في السنة بسبب الأضرار الصحية والبيئية.
والسبب الرئيس للتلوث النيتروجيني هو الزراعة باستخدام الأسمدة الحيوانية والاسمدة الكيمياوية النيتروجينية. فان زهاء نصف النيتروجين الذي يضاف الى الحقول الزراعية في اوروبا يتسرب الى البيئة المحطية بها بدلا من تغذية النبات. ويؤدي هذا الى نمو كتل من الطحالب في الماء وعلى الأشجار حيث تخنق الحياة البرية وتخل بتوازن منظومات بيئية دقيقة.
كما ان ابخرة النيتروجين المنبعثة في الهواء بحرق الوقود الاحفوري في محطات الطاقة والسيارات تسبب مشاكل في جهاز التنفس أو القلب تخطف ستة اشهر من عمر الاوروبيين فضلا عن كونها غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتخلص الدراسة التي اجراها اكثر من 200 عالم من 21 بلدا الى ان التلوث النيتروجيني يشكل خطرا حتى اكبر من خطر الكاربون على البشرية. وان الضرر اكبر من الفائدة المتحققة من استخدام الاسمدة النيتروجينية لزراعة المحاصيل الغذائية. واكد العلماء ان هذه الاضرار تستدعي تحرك الاتحاد الاوروبي لمعالجتها.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور مارك ساتون الذي قاد فريق الباحثين ان افضل طريقة للسيطرة على المشكلة هي تقليل استهلاك اللحوم. واوضح ان غالبية النيتروجين المستخدم في الزراعة تدخل في انتاح الأعلاف الحيوانية أو تأتي من الروث. وبالتالي فان تقليل استهلاك البروتين الحيواني سيقلل بدرجة كبيرة حجم التلوث.
ولفت الدكتور ساتون الى ان الحيوانات تستهلك نحو 85 في المئة من الأربعة عشر مليون طن من النيتروجين الموجود في محاصيل تُزرع في بلدان الاتحاد الاوروبي أو تُستورد اليها. وان 15 في المئة فقط تُستخدم لإطعام البشر مباشرة. لذا يُستخدم النيتروجين الاوروبي لا لتحقيق الأمن الغذائي وانما للاستهلاك الترفي.
واكد الدكتور ساتون ان التحدي الأكبر يتمثل الآن بترشيد استخدام النيتروجين في الزراعة وتقليل استهلاك الاوروبيين للبروتين الحيواني.
وقع الدكتور ساتون ومعه علماء شاركوا في المشروع اتفاقية قطعوا فيها تعهدا على أنفسهم بتقليل استهلاكهم من اللحوم بمقدار النصف. وقال الدكتور ساتون ان الهدف هو تشجيع المستهلكين على التقليل من أكل اللحوم حفاظا على البيئة وليس التحول الى نباتيين بالكامل.