استمرار موت الغابات يتسبب في أضرار بيئية كبيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يحذر حماة البيئة في ألمانيا من ظاهرة موت الغابات مطالبين بسن قوانين أكثر صرامة للحفاظ عليها. لما تقوم به الغابات من دور للحفاظ على البيئة.
صلاح سليمان من ميونيخ: موت الغابات هو مصطلح جديد دخل عالم البيئة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي حيث بدأ حماة البيئة في تسليط الضوء على ظاهرة إحتضار الغابات وتقلص مساحتها علي نطاق واسع مما يعني إخلال كبير في موازين البيئة، فالغابة كما تعّرف هي مجتمع نباتي مؤلف بصورة أساسية من أشجار ونباتات مختلفة القياسات وتنمو بينها نباتات عشبية كثيفة وطحالب وفطور وكل هذه الأنواع تعيش في حالة تكامل فيما بينها ويحدث تبادل في المواد بينها خاصة بين الأجزاء الحية وغير الحية.
في ألمانيا هناك أهتمام كبير بالغابات منذ أن بدا واضحا للعيان ما تعاني منه الأشجار في تلك البلاد، وهناك قوانين صارمة للمحافظة عليها خاصة وأن برامج التوعية الألمانية إزدادت في الفترة الأخيرة بالنظر الي أهمية الغابات علي البيئة الألمانية وأيضا العالمية، ففي جنوب المانيا وحدها هناك الغابة السوداء التي تشترك مع غابة بوهيما التي تقع علي الحدود بين ولاية بافاريا وجمهورية التشيك في مساحة تصل الي 1350 كيلو متر مربع.
الغابات مصدر لحياة الإنسان
الغابة في الثقافة الألمانية هي نظام بيئي شديد الصلة بحياة الإنسان لأنها تغطي أكثر من 28% من مساحة الكرة الأرضية، وتتميز بخصائص هامة تجعلها ترتبط بحياة الإنسان خاصة وبنمط الحياة الأرضية عامة، لذلك فإن لتدهورها ولزوالها إنعكاسات خطيرة على حياته خاصة اذا ما عرفنا ان مساحة الغابات التي بددها الإنسان او التي ابيدت بفعل الحرائق يصل الي مساحة دولتي سويسرا والنمسا مجتمعتين أي 16 مليون كيلو متر مربع.
هذه الخسارة الكبيرة تقلص نسبة كبيرةمن فوائد الغابات المتعارف عليها وتحدث خللاً كبيرا في البيئة حيث تمتص الغابات غاز ثاني اكسيد الكربون الضار بالبيئة وتطلق الأوكسجين الذي هو عنصر حياة بالنسبة للإنسان والحيوان وهذا العامل يوضح الي اي مدي تتوقف حياة الإنسان علي وجود الغابات،كذلك فإن الغابات تخفف من حدة الرياح وتساهم في رفع قيمة الرطوبة الجوية بشكل محسوس، كذلك تعمل علي التصدى للسيول والفيضانات وتؤمن انتظام تدفق مياه الينابيع والأنهار وتسهل تسرب المياه داخل التربة ومنها لتغذية المياه الجوفية،أي إنها تقوم بدور المنظم للمياه.
من أهم الوظائف التي تقوم بها الغابات أيضا من أجل البيئة هو عملها كمصفاة طبيعية للغبار والدخان وغيرها من ملوثات الجو، تساهم جزئياً في تنقية الجو بشكل عام، مثلاً إن غابة من الأشجار ذات الأوراق العريضة في منطقة معتدلة يمكن أن توقف سنوياً بحدود80 طن من الغبار في الهكتار، وغابة من الصنوبر توقف 30 طن لذا تعتبر نظاماً بيئياً صحياً جداً للإنسان.
المطر الحمضي
ينظر العلماء للمطر الحمضي علي أنه أحد أهم الأخطار المحدقة بالغابات، فالمطر الحمضي هو المطر الذي يكتسب الصفة الحامضية، ويصبح هكذا بعد تحلل ثاني أكسيد الكربون فيه وفي بعض المناطق في العالم القريبة من البراكين يتحد فيه ثاني اكسيد الكربون مع كبريتيد الهيدروجين ويكون حامض الكبريتيك الذي يذوب في المطر وعند تساقطه علي الغابات يصبح من اهم العوامل التي تضر بالأشجار والنباتات، لكن هناك امراضاً اخرى برزت الي الواجهة في السنوات الماضية مثل التغيرات المناخية وما يصاحبها من عوامل تشكل اخطار محدقة علي زراعة الأشجار والغابات،هذه المخاطر حدت بحكومة ولاية بافاريا التي تتمتع بمساحات هائلة من الغابات أن تمعن النظر في إرساء سياسة إصلاحية للغابات فهي تجري سنوياً فحوصاً للغابات وتعطي تقاريراً ترصد فيها حالة الغابات والتغيرات التي تحدث فيها من عام الي آخر، وفي 20 ابريل من عام 2011 بدأت حكومة الولاية مشروعا قوميا للحفاظ علي الغابات يستمر حتي نهاية 2012 يتم فيه توثيق الغابات بشكل جيد مع التعرف علي نوعية الأشجار الضعيفة والتي تموت سريعا في ظل التغيرات المناخية الحالية وذلك للعمل علي الحد من تلك الظاهرة وعلي الرغم من أن التوقعات من هذا البرنامج الإصلاحي قد ينجم عنه تعافي ربع مساحة الأشجار المتضررة إلا أن الخطر لايزال قائماً.
حاجة الإنسان للأخشاب تضر بالغابات
إن تزايد الطلب علي منتجات الأخشاب يتسبب هو الأخر في تقلص مساحات الأشجار،ان كل خامس شجرة مزروعة في العالم يتم استخدامها لتصنيع الأوراق، في الصين مثلاً يتم استخدام 45 مليار عصا خشبية من النوع الذي يستخدمه الصينيون في الأكل وهو ما يعني عمليا قطع 25 مليون شجرة سنويا لهذا الغرض. لذا يري العلماء أن إزالة الغابات هو أحد الأسباب الحقيقية في إحداث التغير المناخي، خاصة إذا ما عرفنا أن الغابات المدارية وحدها هي المسؤولة عن حوالي 20% من انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري العالمي.