بيئة

الناجون من التسونامي في أندونيسيا في مواجهة تحديات متزايدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مهندس من منظمة انسانية يراقب تقنيات البناء في جزر منتاواي

بالرغم من مرور أشهر على ضرب تسوناني جزر جنوب أندونيسيا لما تزل المعاناة مستمرة لاعادة الحياة لطبيعتها.

جاكرتا: بعد ستة أشهر على التسونامي المدمر الذي ضرب جزر منتاواي جنوب إندونيسيا، بدأ الناجون إعادة بناء حياتهم ببطء، لكنهم ما زالوا يواجهون تحديات هائلة، وفقاً لعمال الإغاثة. وقد قُتل أكثر من 500 شخص ونزح 11,000 غيرهم عندما وقع التسونامي الذي أحدثه زلزال بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل سومطرة الغربية، وضرب مجموعة من الجزر (تضم نحو 70 جزيرة وجزيرة صغيرة) في 25 أكتوبر.

وقد أصاب الزلزال والتسونامي الذي أعقبه مئات المنازل وتسببا في تدميرها، لاسيما في جزيرة جنوب باغاي، المنطقة الأكثر تضرراً. ومنذ ذلك الحين، تم نقل أكثر من 2,000 أسرة نازحة إلى ملاجئ مؤقتة في 10 مخيمات منفصلة بُنيت في أماكن أكثر أمناً، ولكن ما زالت هناك مخاوف بشأن المياه والصرف الصحي وفرص العمل، وفقاً لمنظمة سيرف إيد SurfAid التي عملت مع الحكومة الإندونيسية والأمم المتحدة على تنسيق جهود الاستجابة.

وأخبر آلان روجرسون، مدير برامج المنظمة غير الحكومية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "مستوى السكن في معظم هذه المخيمات معقول الآن. فالأسقف والأرضيات وغيرها باتت مناسبة بعد أن تم استبدال أسطح القماش المشمع والأرضيات الطينية. مع ذلك لا تزال هناك مشاكل في توفير الكثير من ضروريات الحياة". وأضاف أنه "من الصعب العثور على الغذاء، فمنذ أن انتقل الجميع إلى هذه المجتمعات، تركوا حقولهم. كما يصعب أيضاً توفير الماء، إذ غالباً ما يتم نقله بالشاحنات على طريق غير ممهد يستخدمه قاطعو الأشجار عبر الغابة من سيكاكاب، وفي الكثير من الأحيان لا تتوفر كميات كافية".

يحملون ألواح القصدير لبناء المنازل

ووفقاً للحكومة، تعرض أكثر من 1,000 منزل لأضرار أو لدمار كامل بسبب الموجة التي تراوح ارتفاعها بين 3 و5 أمتار، وقُدرت الخسائر بـ 349 مليار روبية [40 مليون دولار]. كما قدر تقييم حكومي أُجري في ديسمبر تكلفة إعادة البناء، بما في ذلك الملاجئ المؤقتة والمنازل الدائمة والبنية التحتية المدمرة فضلاً عن سبل العيش المفقودة، بأكثر من 100 مليون دولار.

ومنذ أواخر العام الماضي، بنت الحكومة ومنظمات الإغاثة 1,600 ملجأ مؤقت، مساحة كل منها 24 متراً مربعاً، مصنوعة من الخشب الرقائقي والحديد المموج. وسيبدأ بناء المساكن الدائمة هذا العام.

وأكد آدي إدوارد، رئيس الخدمات اللوجستية في وكالة غرب سومطرة الإقليمية لإدارة الكوارث، أن الحكومة اضطرت لتمديد فترة الاستجابة لحالات الطوارئ في المناطق النائية حتى 15 أبريل، نظراً لانعدام القدرة على الوصول إلى الكثير من المناطق عن طريق البر.

التقدم

"لكن بعض الأشياء أفضل مما كانت عليه حتى قبل كارثة التسونامي، وفقاً لإدوارد "فعلى سبيل المثال، يوجد الآن مرافق مياه وعيادات متنقلة".

وأضاف أن المزارعين بدؤوا بزراعة أراضيهم حيث توفر لهم الحكومة ومنظمات الإغاثة بذور الكاكاو والبتشول وجوزة الطيب. وأوضح أن الحكومة استأجرت مؤخراً 30 عاملاً في المجال الطبي، بما في ذلك الأطباء والممرضين واستشاريي الصدمات من أجزاء أخرى من إندونيسيا للعمل في جزر منتاواي، بعد رحيل معظم العاملين في المجال الصحي عن المنطقة.

وأضاف أن "هناك نقصاً حاداً في العاملين في المجال الطبي، فمعظمهم بقي على الجزر لمدة أسبوع واحد فقط ثم غادروها".

وأفاد روجرسون أن هناك زيادة في حالات الإسهال وسوء التغذية وإلتهابات الصدر، وهو أمر متوقع بعد التسونامي. وأضاف أن "إدارة الصحة المحلية بدأت، بدعم من مكتب الصحة الإقليمي والحكومة المركزية وبعض المنظمات غير الحكومية، في إعادة تقديم بعض خدمات الرعاية الصحية المجتمعية. مرة أخرى، يتم هذا ببطء بسبب صعوبة الوصول والنقص النسبي في الموارد المحلية".

من جهتها، قالت موناليزا ساتوكو، قائدة فريق تابع لمنظمة "ريدي إندونيسيا"، وهي منظمة غير حكومية محلية تعمل في جزر منتاواي، أن منظمتها ومنظمة "ميرسي كوربس" تركزان على خدمات المياه والصرف الصحي والترويج للنظافة الشخصية وإحياء سبل العيش في مناطق سيبورا سيلاتان وباغاي أوتارا وباغاي سيلاتان.

وقالت ساتوكو: "لقد حاولنا العثور على مصادر للمياه ولكنه أمر صعب، لاسيما في المواقع [المرتفعة]. كما أن الوقود نادر جداً ووسائل النقل محدودة للغاية".

وقد ساعدت المنظمة الدولية للهجرة على إيصال الإمدادات من بادانغ، عاصمة سومطرة الغربية، إلى منتاواي باستخدام سفن الشحن، وفقاً للمسؤول التنفيذي يوهندرا الذي قال أن عملية المنظمة الدولية للهجرة سوف تُختتم يوم 27 أبريل.

وقد قامت منظمة "الموئل من أجل الإنسانية" ببناء 18 منزلاً خشبياً مؤقتاً، ووفرت مستلزمات البناء وساعدت في بناء الطرق الصغيرة وطرق الإخلاء في سيبورا سيلاتان، كما أفاد أندرياس هابسورو، منسق مشروع منظمة الموئل في سومطرة الغربية.

وأضاف هابسورو أن حوالي 600 أسرة في سيبورا سيلاتان رفضت الانتقال إلى ملاجئ مؤقتة بنتها الحكومة لأن المخيمات كانت بعيدة جداً عن مزارعهم. "وقد انتقلت العديد من الأسر الآن إلى المنازل التي بنتها بنفسها أو لا تزال تبحث عن مواقع مناسبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف