بيئة

الملابس الخضراء تنافس الموضة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الملابس الخضراء مريحة للناس وصديقة للبيئة

اعتدال سلامه من برلين: الأخضر هو الموضة الحديثة، والمقصود هناك ليس اللون الاخضر انما المحتوى والمواد التي تصنع منه الملابس، حيث تتوجه موضة المستقبل الى اعتماد انتاج ثياب اكثر ملاءمة للبيئة والمجتمع. وتجتهد شركات الملابس الخضراء في المانيا في جعل مشروع واسلوب الانتاج اكثر صداقة للبيئة، بالررغم من ان اسعار هذه السلع مرتفعة بعض الشيء، وفي التوصل الى حدود اجتماعية دنيا في الانتاج. وليس المهم هنا البقاء ضمن اطار قواعد لعبة الانتاج العالمية بقدر السعى نحو النجاح التجاري، خاصة وان المستهلكين يطالبون ويواكبون مثل هذا التطور.

ويوجد في المانيا عدد من الشركات الناجحة كانت منذ خوضها غمار هذا الانتاج على قناعة بان انتاج الملابس امر يساهم في حماية البيئة والطبيعية ايضا وسوف يلاقي رواجا طالما ان هناك من يريد حماية البيئة، لذا كانت السباقة في خلق التقنية اللازمة لذلك وفي ايجاد فرص التعاون والمعايير المناسبة، سواء في المانيا او في الدول التي تتم فيها زراعة المواد الخام او تصنيع المنتجات وتحضيرها.

ومن الامور المهمة في انتاج الموضة الخضراء ما بدأت به شركة هيس ناتور على سبيل المثال عام 1991 في عدد من القرى ريف مصر، حيث اعتبر اول مشروع للقطن الحيوي( بيو) في العالم. وما لبت ان تبع ذلك مشاريع اخرى في البيرو والسنغال وتركيا وبروكينافاسو.

كذلك شاركت هذا الشركة في تطوير نبات الكتان الحيوي والصوف الجديد والحريرالبيو. وهذا لعب دورا كبير في تطوير المعايير الحيوية في الملابس القابلة للتفكك والتحلل وتبنيها، اضافة الى الفيسكوز الخالي من الكلور والبوليستر المتناسب مع البيئة. كما ساهم دخول مصممين شبان مجال صناعة الملابس الخضراء في ظهور ازياء لا تقل اهمية عن اخر الازياء العالمية.

ولقد سلكت شركات الملابس الخضراء في المانيا توجها بيئيا واضحا يعتمد على معايير بيئية واجتماعية واقتصادية في نفس الوقت، وهكذا تم ابتكار وتنفيد انظمة ادارة بيئية واجتماعية. وحسب بيانات رابطة صناعة الملابس والنسيج الالمانية يتم حاليا بيع الملابس الخضراء باسعار قريبة من اسعار السلع التقليدية، كما يسعى مشروع " قطن صنع في افريقيا" الى المساهمة في محاربة الفقر وفي حماية البيئة في القارة السوداء حيث يشارك 160الف فلاح صغير في انتاج ما يقارب من 85الف طن من القطن البيو سنويا.

وبالتعاون مع مؤسسة محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام لمشروعه منح قروض قروض صغيرة للمزارعين واصحاب المشاريع الصغيرة، انشأت شركة غرامين اوتو المانية مصنع في بنغلادش، ولم يكن الهدف من تشييد المصنع الربحية، وانما حل مشاكل اجتماعية وبيئية. وكانت غرامين اوتو اول شركة من نوعها في العالم تقوم بمثل هذا المشروع ومن المفترض ان تكون مثلا يقتدى به.

ومن خلال المصانع الكثيرة التي بدء عددها يتزايد في المانيا اصبح انتاج الملابس الخضراء يؤثر بشكل كبير في اسواق السلع الرائجة وعلى المواد المصنوعة منها وهكذا تم مثلا حظر مواد AZO الملونة للسرطان، واليوم قلما تبيع الشركات ملابس من دون اخضاعها لمقايس البيئة اوكوتيكس 100.

بالاضافة الى كل ذلك ياتي دور عدد كبير من الشركات الصغيرة والمصممين المستقلين، الذين يلتزمون حتى 100 في المائة بانتاج الموضة والازياء الخضراء، ورغم انها غالبا ما تختص بمنتجات قطنية بسيطة، الا ان هذه الشركات تلعب دورا مهما من اجل زيادة شعبية وجاذبية الموضة الخضراء.

ويتجاوز اليوم عدد المصانع المنتجة للملابس الخضراء حيث تحمل لصاقة " منتجات بيئة "اوكو" ال230 مصنع، ومع الزمن لم يعد يقتصر الانتاج على الملابس بل هناك الاكسوارات والاحذية والمعاطف الخضراء وغيرها التي تحمل اشارة من انتاج اشهر مصممي الازياء في العالم مثل منتجات انكا كوكة وكاركات فيلده سفانر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف