بيئة

الجزائر تحث على الاستثمار في السياحة البيئية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تأخذ السياحة البيئية مداها في الجزائر، كممارسة مستحدثة تنطوي على أبعاد متعددة.

كامل الشيرازي من الجزائر: بادرت فعاليات جزارئية محلية بتجميل واجهات ومرافق مناطق سياحية كبجاية، جيجل، بوسعادة، سطيف، العلمة، بوسعادة وكذا تمنراست، جانت، بسكرة وورقلة وغيرها، لإغراء السياح على مراودة أماكن لها عذريتها وجاذبيتها. "إيلاف" ناقشت مع متخصصين ارتسامات هذه الاستثمار البيئي الواعد.

تحوي الجزائر موروثا بيئيا يشجع على جلب المستثمرين

يصر د. "رابح حمدي باشا" على أنّ السياحة البيئية لون غير عادي لاستثمار موارد طبيعية، وحماية المحيط البيئي بوجه عام في بلد متعدد الأوجه، يزخر بالعديد من المناظر الخلابة ومناخات متعددة ومعالم أثرية وحضارات مختلفة ومواقع فريدة وبالغة الروعة، لا سيما في الجنوب، حيث هناك متحف طبيعي ضخم في الهواء الطلق يحتوي على منحوتات صخرية ذائعة الصيت عالميا.

ويوضح د/"عمار بهلول" رئيس جمعية الاقتصاديين الجزائريين أنّ السياحة البيئية ستكون لها انعكاسات إيجابية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية، مثلما يمكنها التموقع كآلة تسويقية تحسيسية لها تأثيرها على سلوك مواطنيه في التعاطي مع البيئة.

من جانبه، يشير الخبير "عبد القادر جلالي" إلى خمس مناطق نموذجية للسياحة البيئية في الجزائر، تتصدرها السلسلة الجبلية الشهيرة "الطاسيلي والأهقار" وهي متحف طبيعي ضخم في الهواء الطلق يتكون من تشكيلات جيولوجية رائعة تعود إلى العصر الجليدي، إلى جانب الواحات ومنطقة الميزاب، والمعروف أنّ الصحراء الجزائرية هي الأجمل عالميا، وتمتلك سبعة مواقع صُنّفت كتراث للبشرية.

ويركّز الباحث "ناصر مرّاد" على أدوار السياحة البيئية في ترقية التنمية المستديمة ليس بالنسبة للجزائر فحسب، بل في كثير من الدول التي تتوافر على موروث بيئي هائل يضاهي ما هو موجود في الجزائر.

ويحصي مرّاد أكثر من 260 وجهة سياحية بيئية في الجزائر، من الشمال الغربي ومنطقة الجزائر العاصمة إلى الشمال الشرقي وصولا إلى الجنوب الكبير، فيما تقترح مراجع محلية وضع بطاقية سياحية متكاملة تحتوي بدقة على صور وخرائط وبيانات ولوحات ومجموعة كبيرة من المعلومات والنصائح لضمان قدوم السياح الأجانب إلى بلد الجمال والدفء.

في هذا الصدد، يلاحظ مرّاد أنه حتى وإن كانت السياحة البيئية تعدّ لدى البعض نشاطا اقتصاديا يوفر الخدمات، ومُنتجا دعائيا لحصد فوائد مادية، فإنها تعد أيضا ظاهرة اجتماعية وثقافية لها انعكاساتها الايجابية في زرع القيم البيئية.

ويلفت "إسماعيل ميمون" المسؤول الأول عن قطاع السياحة في الجزائر، إلى تباينات تطبع القطاع، ما يجعل السياحة البيئية متركّزة في الجنوب الكبير، بينما غرب الصحراء كمناطق الساورة، توات قورارة، تاغيت، واحات الوادي، تقرت، الأغواط، بسكرة، بوسعادة لا تزال محرومة من أي إقبال سياحي، رغم ما تنفرد به من خواص، تماما مثل جهات أخرى في الشمال والشرق وكذا الغرب عبر جزر حبيباس المنسية.

ويلاحظ "بشير كاديك" الأخصائي في الشأن السياحي المحلي، أنّ بوابة الصحراء الجزائرية "بسكرة" (560 كلم جنوب) لا تزال على الهامش، رغم امتلاكها عديد المعالم، وهو ما يؤيده "عبد القادر با محمد" مسؤول الموقع الشهير "البقرة الباكية" بمنطقة جانت (2300 كلم جنوبي الجزائر)، وينتقد با محمد تحييد السياحة البيئية فيما مضى رغم توافر الجزائر على بيئة مهيّأة وما تنطبع به من زخم ومقومات التنوع البيولوجي.

ويقدّر "حمدي باشا" أنّ السياحة البيئية تمثل مصدرا بديلا ومتجددا لمكافحة الفقر والتخلف في الجزائر وبعض البلدان العربية، وعليه ينبغي تبني إستراتيجية فعالة وواضحة تمكّن النهوض بهذه السياحة وتأهيل كوادرها.

وكنموذج حي للسياحة البيئية، تشكّل منطقة جانت (أقصى جنوب الجزائر) قبلة للهائمين بجماليات هذه المنطقة الساحرة تحت ضوء القمر، وهو ما يثير انتشاء وافدين من جنسيات أوروبية وآسيوية مختلفة، إلى جانب الأعداد الهائلة لجزائريي الداخل وكذا جمهور المغتربين.

ويجنح هؤلاء لتملّي روائع المنطقة على متن ظهور الجمال وإشباع نهمهم من المناظر الطبيعية الخلابة، حيث الرمال الذهبية والصخور المنقوشة التي تعود إلى آلاف السنين والعاكسة لحضارة وعراقة ثقافة وأصول موطن الرجل الأزرق.

بهذا الصدد، يقول "صالح تكاوي" ابن المنطقة إنّ الضيوف يهتمون باستكشاف مواقع سياحية لها قامتها مثل "ديدر" و"إسنديلان" و"تادرارت" و"إسوان" ومواقع مجاورة لها شهرة عالمية كـ"قمة أسكرام" الأسطورية التي يعانقها عشاق الطبيعة عبر مسالك طبيعية صعبة إلى مناطق صحراوية نائية تنفرد بتباعد المسافات والتضاريس الوعرة، وهي خصائص تستهوي السياح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف