قش الأرز المتهم بالسحابة السوداء لتوليد الكهرباء بمصر

بعد أن كان قش الأرز يتسبب كل موسم بسحابة سوداء في سماء مصر أصبح مصدر لتوليد الطاقة الكهربائية.

فتحي الشيخ من القاهرة: أعلن الباحث المصري الدكتور أشرف الدماطي، الأستاذ بجامعة ويسترن ابوتيناريوين، عن توصله لطريقة يولد بها الطاقة الكهربائية من قش الارز، وكشف عن إماكنية توليد 500 ميجا وايت من الطاقة الكهربائية إلى جانب 500 الف طن سيلكا" مادة الخرسانة"،وذلك بواسطة 3 مليون طن من قش الارز في المصر، والذي ظل طوال السنوات الماضية المتهم الرئيسي في تلوث الهواء، والسحابة السوداء التي كانت تغطي سماء الدلتا المصرية لفترات طويلة.

يحصدون الارز الذي يتسبب حرق قشه بمشاكل بيئية واوضح الباحث، انه عكف على هذا البحث منذ 6 سنوات، للوصول لإمكانية استغلال قش الأرز كبديلٍ للطاقة في توليد الكهرباء او في صناعة بعض المواد التي تدخل في صناعة الاسمنت والخرسانة لمنع تآكل الحديد، وذلك بسبب أن قش الأرز يحتوي على مواد كيميائية فريدة وبنسبة كبيرة منها مادة "السليكا" و"الكربون"، مشيرا إلى أن تلك المواد تعد أساسية في توليد الطاقة وصناعة الأسمنت، خاصة أن الطاقة الموجود بالقش تساوي نصف طاقة الفحم وثلث طاقة البترول.
وشرح الدماطي خطوات البحث قائلا: البداية تكون بالتخلص من مادتي البوتاسيوم والماغنسيوم في منطقة زراعية ثم يتم طحن المنتج الباقي، ثم يتم استخراج الطاقة من تلك المواد عن طريق الحرق، ثم يتم يتم بيع المواد الناتجة من هذه العملية بعد ذلك كمواد خام أو يتم إدخالها في صناعة الإسمنت.

وعن جدوي المشروع أكد انه اجري العديد من الدراسات، أكدت أن حرق الطن الواحد في الساعة ينتج منه توليد كهرباء قدرها 1 ميجاوات والتي تُقدَّر قيمتها بأربعين دولارًا في الساعة، ويمكن عن طريقها تغطية إجمالي تكاليف المشروع في أربع سنوات، والتي تبلغ 12 مليون دولار،وأضاف أن طن القش، بعد حرقه، ينتج منه نحو 150 كيلو جرامًا من مادة السيلكا، التي يتزايد الطلب العالمي عليها، ويرتفع سعرها بسبب قلتها، في الوقت الذي يبلغ فيه سعر طن قش الأرز وتكلفة نقله 17 دولارًا أمريكيًّا فقط.

الدكتور عبدالعظيم طنطاوي، نائب رئيس اللجنة الدولية للأرز، ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق بمصر، يؤكد على اهمية ان تفكر مصر كثروة،وليس في التخلص من قش الارز فقط، والتي تصل من منطقة الدلتا فقط إلى 8 مليون،وهناك اتجاه عام في مصر لاعادة تدوير القش، وجعله صديق للبيئة، وهذا الاتجاه في مصر منصب بشكل اساسي على استغلالها في مجال الزراع أو انتاج علف حيواني، اما استغلالها في مجال الصناعة، فهو ليس بنفس القدر، وان كانت هناك تجارب عدة على مستوي العالم، حيث يتم استغلاله في صناعة فحم الكوك، ومادة السيليكا التي تستخدمها مصانع الحديد لتثبيت الأسياخ بعد تصنيعها فيما يعرف بـ "القطران"، أيضا الوقود الحيوي، حيث يتم استغلال قش الأرز ويوضع عليها بعض الأنزيمات لتتحول إلى كحول الإيثانول، ويستعمل كوقود للسيارات وغيرها وهذا ما يحدث في اليابان على وجه التحديد.

وأضاف الطنطاوي، المهم في النهاية هي مدى الجدوى الاقتصادية، والبيئية في الطريقة التي يتم بها استغلال قش الارز.