ندوة موسعة حول تكنولوجيا الطاقات المتجددة والنووية في أصيلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ضمن نشاطات أيام أصيلة الثقافية في المغرب عقدت ندوة حول تكنولوجيا الطاقات المتجددة والنووية وأثرها على التنمية في عالم الجنوب.
أحمد عباس من أصيلة: لا يبدو ثمة تحوّل وشيك للتغلب على معادلة الشمال المنتج، والجنوب المستهلك لجهة الابحاث العلمية والاكتشافات التي تخدم البشرية. الشمال بمعنى اوربا وامريكا، والجنوب هو تلطيف لمفهوم العالم الثالث، الذي يبدو عالة على البحث العلمي والتقدم التكنلوجي، لكنه يشكل خزيناً هائلاً بشرياً وموارد طبيعية ترفد الغرب وتسهم
أجمع المشاركون في الندوة، على راي الطاقة الخضراء، أذ سوف يساعد استعمالها على اضعاف هيمنة دول الشمال بالمصطلح القديم الاستعمار، ومساعدة دول الجنوب في تحقيق استقلالها السياسي والاقتصادي، فبسبب النفط والوقود احتلت الكثير من الدول، في العالم العربي خاصة، والعراق مثلاً كما انتهكت سيادة دول اخرى. لكن ثمة رأي يقول " ان الطاقة النووية ليست سيئة لحد اثارة الذعر، والتوقف عن استعمالها". على الرغم من الكارثة الانسانية والبيئية لمفاعل فوكوشيما، ثمة جوانب ايجابية اشارت اليها هذه المأساة وهي بناء مفاعلات نووية صغيرة محصنة ضد الزلازل فيها قواعد عالية من السلامة ، كما أثبت الدراسات بعد الكارثة نجاعة بناء المفاعلات النووية قرب البحار، لتأثير ماء البحر المالح على امتصاص الاشعاع النووي، فضلاً الى قدرة الطحالب البحرية في درء التلوث النووي. يشجع هذ الرأي السير قدماً في استعمال الطاقة النووية بجانب التشديد على قواعد السلامة الحمائية. يُستنتج من نقاشات الندوة ، بان الغرب قد حسم أمره باعتماد الطاقة البديلة. والسؤال المطروح، ما هي خطة العالم العربي في تبني سياسة الطاقة الخضراء؟ يشيرتقرير مجموعة بيو عن البيئة لعام 2010 " من الواضح ان مركز الثقل فيما يتعلق بالاستثمار في الطاقة بصدد الانتقال من الغرب(اوربا والولايات المتحدة) الى الشرق( الصين والامارات العربيةالمتحدة وغيرهما من البلدان الاسيوية) ".
فالمغرب مثلاً يسير بخطى جدية في تطوير صناعة الطاقة الخضراء المتمثلة بطاقة الريح، المتوافرة طواحين الهواء على جبال تطوان باتجاة الشمال، اضافة الى الخطط الطموحة لديه باستثمار اشعة الشمس في الصحراء. اذ يجب اعداد خطط واضحة مدروسة تمهد الاستغناء عن الوقود الاحفوري، لكن ما ذا عن خطط باقي دول العالم العربي، التي نجهل عنها الكثير؟ وربما يترسخ شعور بعدم وجود تلك الخطط، انما يتعزز الاستنتاج بان العالم العربي ماض في استثمار الطاقة النووية، بخلاف رغبة العالم الغربي الواضحة في تقليل الاعتماد على الطاقة النووية. ان اعتماد الطاقة الخضراء يكفي الدول النامية شرّ التبعية ، وما أحوج العالم العربي اليوم في اعلان استقلالية سياساته تماشياً مع ثوراثه الشعبية في الوقت الراهن، وهنا يظهر دور الثقافة جلياً في تعميق سياسة الطاقة الخضراء، التي هي في صلب الحداثة، فكرية، تكنلوجية أم اجتماعية.