بيئة

العامل البشري وارتفاع الحرارة وراء إتلاف غابات الجزائر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تسبب ارتفاع درجة الحرارة في الجزائر بحرائق شملت مساحات واسعة من الغابات والمحاصيل الزراعية.

بودهان ياسين من الجزائر: تشهد الجزائر هذه الأيام موجة حر مرتفعة للغاية، الأمر الذي تسبب في اندلاع أكثر من 158 حريق منذ الأول من يونيو/حزيران الماضي، وهو ما الحق أضرارًا بالغة بالمحاصيل الزراعية، ما دفع كل من الحماية المدنية والمديرية العامة للغابات إلى تنسيق الجهود ووضع خطط عاجلة، للحيلولة دون اتساع رقعة الحرائق، والحدّ من حجم الأضرار البالغة التي تلحق بالغطاء النباتي في الجزائر سنويًا، وعدم تكرار كارثة الموسم الماضي، حيث تم تسجيل إتلاف مساحة يومية متوسطة تقدر بـ200 هكتار.

عن جهود المديرية العامة للحماية المدنية، كشف النقيب عاشور فاروق المكلف بالإعلام على مستوى المديرية في حديثه لـ "إيلاف" حصيلة تدخلات فرق مكافحة حرائق الغابات منذ الأول من يونيو/حزيران الماضي، والتي قدرها محدثنا بنحو 158 تدخل، وهو ما أسفر عن حرائق مست أكثر من 1073 هكتار.

وحسب النقيب عاشور، فإن حرائق الأدغال مسّت نحو 63 هكتار، وتسببت في إتلاف نحو 735 هكتار.

أما بالنسبة إلى المساحات المزروعة بمختلف المحاصيل الزراعية فقد مسّت ما مقداره 805 هكتار، هذا إلى جانب إتلاف أكثر من 2932 شجرة نخيل، وعن أسباب الحرائق المنتشرة هذه الأيام في مختلف مناطق الجزائر، فقد سجلت أكبر نسبة وطنية في منطقة الغرب، وتحديًدا ولاية تيسمسيلت بنحو 20 حريق، تليها كل من ولايتي تيبازة وتلمسان بنحو 13 حريق لكل ولاية، وتأتي بجاية في المركز الرابع بنحو 11 حريق وتدخل، وعن أسباب اندلاع هذه الحرائق قال محدثنا إن العامل البشري هو المتسبب المباشر بمثل هذه الحوادث.

وعن ارتفاع نسبة الحرائق المسجلة بالمقارنة مع الصيف الماضي، قال محدثنا إنه "لا يمكن الحديث عن مقارنة بين السنة الحالية والماضية، لأن فصل الصيف لم ينته بعد، لكن المعطيات الأولية ــ حسبه ــ تشير إلى تراجع ملحوظ في نسبة الحرائق المسجلة، وهذا راجع إلى كون المديرية العامة للحماية المدنية سطرت برنامج وقائيًا للحيلولة دون حدوث هذه الظاهرة التي تهدد البيئة".

ومن بين أهم الإجراءات حسب النقيب عاشور "رفع عدد الارتال المتنقلة من 12 رتل إلى 22 رتل، وهذه الأرتال عبارة عن وحدات متنقلة إضافية تلقت تكوينًا خاصًا بإطفاء الحرائق، وكل رتل يتكون من 66 رجل إطفاء مدعمين بـ 15 مركبة إطفاء بمختلف أنواعها.

كما جندت المديرية 388 مركزًا لمراقبة الحرائق يقوم عليها 1117 عون، مع إحصاء أكثر من 2200 نقطة مائية من أجل تموين شاحنات التدخل و23 شاحنة صهريج متوسط لإطفاء الحرائق، و18 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه، إضافة إلى وضع شبكة للاتصالات العملية بـ1631 من التجهيزات تم وضعها على مستوى 40 ولاية معنية بهذا النظام".

بدوره كشف المدير العام للغابات عبد الملك تيطح عن جهود لدعم الإمكانيات التي وضعها قطاع الغابات، وفي إطار سياسة الوقاية فقد لجأت مديرية الغابات إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع هيئات أخرى من اجل استعمال صور القمر الاصطناعي التابع للوكالة الفضائية الجزائرية التي تعطي تقديرات بالمساحات التي تقطعها الحرائق ونسبة عودة الغطاء النباتي وكذا انجاز الخرائط الخاصة بخطر الحرائق.

كما يتعاون حراس الغابات مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية الذي يعطي توقعات بموجات الحرارة الكبيرة، ومن أجل مكافحة حرائق الغابات شرع القطاع في إصدار 40 قرارًا ولائيًا ينص على إقرار مخططات حرائق الغابات و تنصيب 40 لجنة تنفيذية ولائية وإنشاء 457 لجنة خاصة بالدوائر و1274 لجنة بلدية و1993 لجنة جوارية.

وتقوم المديرية العامة للغابات في إطار سياستها الخاصة بمكافحة حرائق الغابات خلال السنة، بعمليات تحسيسية عبر محاضرات متبوعة بنقاش على مستوى المؤسسات المدرسية والمعارض وأيام الأبواب المفتوحة والخطب والدروس الدينية، فضلاً عن تنظيم قوافل تحسيسية.

هذا وأعرب وزير الزراعة رشيد بن عيسى عن ارتياحه للنتائج المسجلة في هذا المجال بعد تنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات. وأشار في هذا الصدد إلى عدد اللجان الجوارية التي تضاعفت بأربع مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، منتقلة من 500 سنة 2008 إلى 1900 حاليًا، فضلا عن اللجوء إلى الوسائل التكنولوجية من اجل مكافحة حرائق الغابات، كما اعتبر من جانب آخر "أن كثيرًا من الأعمال لا تزال تنتظر التجسيد في هذا المجال".

وبخصوص حصيلة السنة الماضية، فتشير تقارير اللجنة الوطنية لحماية الغابات إلى أن المساحة المتضررة من النيران تتكون من 11008 هكتارًا من الأشجار، و6542 هكتارًا من الغابات، و 7791 هكتارًا من الأحراش، و2746 هكتارًا من مساحات الحلفاء.

كما تشير الحصيلة نفسها إلى حدوث 3439 حريقًا في سنة 2010، مما نجم منه إتلاف مساحة يومية متوسطة تقدر بـ200 هكتار، فقد أتلفت الحرائق في الفترة الممتدة بين 2000 و2009 مساحة إجمالية قدرت بـ271897 هكتارًا، بمعدل 15.32هكتارًا لكل حريق.

يعتبر عام 2010 الأكثر حرارة خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث شهد فترات حرارة عالية في شهور يوليو/تموز وأغسطس/آب و سبتمبر/ايلول، مما أدى إلى إتلاف 40 % من المساحة الإجمالية التي تعرضت للحرائق.

الجدير بالذكر أن وزارة الزراعة أعلنت منذ سنة عن إطلاقها برنامج لغرس أكثر من مليون شجرة بحلول سنة 2020، وذلك لتعويض مساحات الغابات التي طالتها الحرائق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف