بيئة

العراقيون لم يطوروا تقنيات مواجهة الحر والبيئة القاسية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بالرغم ن ارتفاع درجات الحرارة في العراق صيفاً الا تقنيات مواجهاتها ظلت متاخرة.

وسيم باسم من كربلاء: يصاحب ارتفاع درجات الحرارة في العراق ابتكارات للحد من تأثيراتها على البيئة والإنسان على حد سواء ، لكن الجميع يتفق على ان العراقي لم يطور تقنياته وأدواته لمواجهة البيئة المتطرفة في العراق. وتجاوزت تأثيرات الدرجات المرتفعة للحرارة الإنسان، الى الطبيعة النباتية.

النباتات تتكيف
وحسب احمد عبيد مدرس البيولوجي في جامعة كربلاء فان ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه يجعل البيئة البرية تتكيف ، لتنمو النباتات الصغيرة بدلا من الأشجار الضخمة ذات الأوراق العريضة ، ليتحول العراق الى بيئة للنباتات الصحراوية بمرور الزمن.
ويضيف : كذلك اشجار النخيل ، فهي تتكيف الآن للبيئة الجافة ونقص المياه ، و تعوض عن النقص في المياه برطوبة التربة الواطئة ، وبمرور الزمن ستفقد خواصها الإنتاجية .
وكانت كثافة اشجار النخيل في العراق دائما المظلة التي تصد حرارة الشمس القوية فتحمي الإنسان والنباتات على حد سواء ، وكانت زراعات الفواكه والخضراوات غالبا ما تتم تحت ظلال النخيل حماية لها من درجات الحرارة العالية.

ضربة الشمس
ويوضح الدكتور شامل حسين في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) بان rlm;درجات الحرارة المرتفعة تربك وظائف الجسم و تؤثر على أداء خلاياه مسببة الإنهاك الحراري .
ويتحدث حسين عن المريض سمير حسن الذي أصيب بضربة شمس، مما تسبب له في اضطراب وظيفي في عمل القلب.
ويتردد على عيادة حسين مرضى أصيبوا بالجفاف (نقص السوائل في الجسم )، حيث تسبب ذلك في انخفاض ضغط الدم وشحوب في الوجه بسبب فقدان السوائل والأملاح.
وفي شهر رمضان الكريم فان اغلب الحالات التي ترد الى عيادة حسين هي حالات الاصابة بالضعف العام والغثيان وفقدان الشهية بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والذي يتجاوز احيانا الخمسين درجة مئوية.

كيف يقاوم العراقيون درجات الحرارة المرتفعة و أكثر الناس عرضة لضربات الشمس هم العمال والباعة المتجولين في الشوارع ، ويعوض الفتى رعد هشام عن ارتفاع درجات الحرارة بتناول كميات rlm;rlm;كبيرة من السوائل ، وفي الوقت ذاته يحرص على ارتداء القبعة والمناشف الباردة على رأسه ورقبته وهو يتجول في الشوارع .
أما ابو قيصر فلم يجد غير قطع الكارتون التي شدها بطريقة مهلهلة الى بعضها على شكل مظلة صغيرة وهو يجلس يبيع السكائر طيلة النهار في مركز مدينة كربلاء .
ويلجأ اغلب العراقيين في هذا الصيف الى ترطيب الجلد و فروة الرأس لتفادي الإجهاد البدني بسبب الحرارة المرتفعة .
وفي مناطق مثل البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) فان ارتفاع درجات الحرارة العالية الى جانب الرطوبة يساعد في استفحال الطحالب والبكتيريا الضارة والجراثيم .
وفي منتصفات النهار في العراق يعاني كثيرون من الكسل والخمول ويشعرون انهم بحاجة الى قسط من الراحة لكن ذلك لا يجدي نفعا في ظل صيف لاهب وانقطاع التيار الكهربائي .

نسيم المساء

وتبلغ سعادة الفرد العراقي على أشدها وقت الصيف حين تهب رياح ذات نسمات معتدلة الحرارة ، حيث يجد الناس فيها نعمة ربانية تلطف أجوائهم وان كانت تحدث في فترات قليلة متقطعة .
كما يشعر العراقيون بالسعادة وقت الصيف حين تنحسر الشمس عند الغروب ، وتقل درجات الحرارة حيث يستغلها الانسان للتجول والتسوق وزيارة الاهل والأصدقاء .
ولاشك في ان البيئة الجافة في العراق وانحسار الغطاء النباتي حول المدن ، إضافة إلى انحسار بساتين النخيل والحدائق من البيوت كل ذلك اسهم في التأثير المباشر لارتفاع درجات الحرارة على الإنسان حيث أصبح تأثيرها أكثر من ذي قبل .
وبسبب درجات الحرارة العالية ، اعلنت الحكومة العراقية لأول مرة ان الاثنين الذي صادف الأول من أغسطس هو يوم عطلة رسمية بسبب الارتفاع في درجات الحرارة، وهي المرة الاولى التي يعلن فيها في العراق عن عطلة لسبب مماثل.

أمراض التطرف البيئي
ويقول كريم محمد الموظف في تربية كربلاء ان اغلب الموظفين يعانون من وجاع الرأس والأرق بل وحتى الهلوسة بسبب التطرف البيئي .
ويضيف في حدائق الدوائر الحكومية لا تستغرب ان وجدت موظفين يغرقون ملابسهم بالمياه لتبريد اجسادهم بسبب الحرارة المرتفعة .
وأصبحت عبوات المياه المعبأة ، المخصصة لأغراض الشرب ، وسيلة للتبريد حيث يسكب المواطنون مياه القناني على رءوسهم .

ابتكارات مجنونة
وتجد في العراق اليوم ابتكارات " مجنونة " في محاولات التخلص من درجات الحرارة العالية . فقد نصب سعيد محمد مبردة هواء على عمود في كراج النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) ، وهذه المبردة أوصلها بأنبوب عريض من الكارتون والبلاستك لايصال الهواء البارد الى المسافرين داخل السيارة .
يقول سعيد ان هذه افضل طريقة لكسب ود المسافرين فدرجات الحرارة العالية تجعل الناس يرفضون الانتظار داخل السيارة .
ويضيف: غالبا ما يسألك المسافر.. متى تدير المحرك؟ في إشارة الى ضرورة الاستعجال وانه لم يعد يطيق الانتظار .
ويمسك سعيد معدن السيارة الذي تجاوزت درجة حرارته الستين درجة معلقا : يمكنك ان تقلي بيضة على المعدن.
وما يقوله سعيد ليس فيه من المبالغة في شيء.
وحين رافقنا سعيد في سيارته على الطريق بين كربلاء والنجف ، تلمس في البرية الواسعة شجيرات العاقول الصغيرة التي تحولت هي الأخرى الى أشجار صفراء . فهذه النباتات هي الوحيدة التي يمكنها ان تصمد بوجه الجفاف و الحرارة .

المبردة
وطيلة عقود لا يمتلك العراقي وسيلة ناجعة لمقاومة حرارة الصيف سوى المبردة ، فمازال هذا الجهاز الوسيلة المثلى للتبريد على رغم ارتفاع القدرة الشرائية للمواطن العراقي .
لكن ما يعيق اداء المبردة بصورة مستمرة في العراق هو نقص المياه إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي .

قناني المياه المثلجة
ويصطحب بعض الموظفين في العراق لاسيما الموظفات ، قناني المياه المثلجة او الباردة لتعزيز الصمود بوجه الحر .

"الشمسية"
ويشير كريم سعيد وهو مدرس الى ظاهرة غير حضارية وهو وضع البعض حتى من المدرسين والموظفين أكياس بلاستيكية او قطع كارتون على رؤوسهم في حين ان المظلة او ما يطلق عليه العراقيون اسم "شمسية" يمثل حلا للوقاية من درجات الحرارة المرتفعة .
ويضيف: اغلب العراقيين يمتلكون "الشمسية" في بيوتهم ولا يستخدمونها في الصيف .
ولا يعرف سعيد لماذا ارتبطت المظلة بالعراق ، بالشتاء فقط ، حيث يراها العراقيون وسيلة للوقاية من المطر الذي لا يكاد ينزل عليهم في العراق .
المنديل المبلل
اما البائع حسين شنشل فان طريقته المفضلة في التبريد هي في استخدام المنديل المبلل الذي يضعه على رأسه وحول وجهه ورقبته ويبلله في كل مرة .

" الصوندة "
ويعتبر خرطوم المياه " الصوندة " في العراق حلا سحريا لحرارة الشمس لدي كثيرين . فحيثما وجد العراقي " الصوندة " ، يتناولها ليجعلها تتدفق بالماء على رأسه وجسده .

ثقافة المسابح
لكن الأغلبية من العراقيين لم يهتدوا الى المسابح القليلة في بغداد والمدن .
ويقول محمد رءوف انه على رغم ان المسبح قريب من بيته لكنه يأبى الذهاب .
ويضيف الفتيان والشباب يمكنهم ذلك ، اما نحن فقد فاتنا الامر .
ويقصد محمد من ذلك أن عمره المتقدم ( 60 سنة ) يمنعه من مشاركة الآخرين في المسبح . ويلجا اغلب العراقيون الى النهر القريبة هربا من الحر.
ولأسباب اجتماعية واقتصادية وحتى دينية فان ثقافة المسابح في العراق لم تتوسع بالشكل المتوقع في بلد يعاني في اغلب فصول السنة من ارتفاع درجات الحرارة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما في رحمة
درة -

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هاي الاغنياء لو يزكون ملاينهم ما كان فيه فقير بس الله راح يحرقهم بيها في الاخرة هذا بلد الخير ما عايش مثل الناس الله ينتقم من كل ظالم وبخيل اللهم فرج عليهم وعلى كل المسلمين

في الثمانينات
مصطفى العراقي -

اتذكر اني كنت انام فوق سطح المنزل مثل باقي اهل بغداد في السبعينات و الثمانينات, ولكن المناخ تغير منذ ذاك الحين بسرعة, هل كانت الحروب سببا في ذلك؟ ام انه الاحتباس الحراري العالمي؟ في الوقت الحالي صارت بغداد مدينة فاشلة في كل شيء فلا يهنأ فيها العيش لبشر فلا خدمات ولا صحة ولا كهرباء ولا ادارة جيدة وفاقم هذا الجو الحار الذي لا يطاق صيفا. لكم الله يا عراقيون

اين العقول
عراقي -

كلامك صحيح 100% والسبب ان الشعب العراقي اصبح معتمد على الدوله لا العالم يفكر ولا المهندس يبدع والكل يريد الدوله تعطيه ابسط مثل التكييف المعروف علميا ان التكييف في بغداد يؤدي الى تقليل الرطوبه في مناخ يعتبر صحراوي والافضل استخدام المبرده لكن المبرده في العراق تستخدم بطريقه غبيه فلا مجاري هواء ولا توزيع والاعتماد لخراج الهواء الضاغط بواسه التسريب بمعنى اخر جعل البيوت شبه مفتوحه للغبار في اوقات التي يكون الهواء مضغوط حتى التدفئه الاعتماد على الصوبه بطريقه غبيه انظر للسوريين وطريقه استخدام الصوبه اللي اسفه له ان معظم التطبيقات حاليا في العراق هي من زمن حمورابي وضاع العقل الجمعي مابين المشكل الاقتصاديه او السياسيه