بيئة

الأطفال في باكستان أكثر تضرراً من كارثة الفيضانات الجديدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يُعد الأطفال الفئة الأكثر تضرراً من آثار الأمطار الموسمية الغزيرة التي يشهدها جنوب باكستان.


كراتشي:
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن عدد المتضررين من الفيضانات وصل إلى 5 مليون شخص.

وحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، يعتبر الأطفال من بين أكثر الفئات عرضة للضرر في مثل الأوضاع السائدة الآن في إقليم السند، حيث "بلغ عدد الأطفال المتضررين من الفيضانات الموسمية الشديدة التي تشهدها جنوب باكستان 2,5 مليون طفل. ونظراً لأن العديد منهم لا يزال في مرحلة الت ناجون من الفيضانات الاخيرة في باكستان عافي من آثار فيضانات العام الماضي، التي تعد الأسوأ في تاريخ البلاد، فإنه من الضروري الإسراع بتزويدهم بالمزيد من المساعدات قبل تفاقم الوضع".

وفي السياق نفسه، ذكرت وسائل الإعلام المحلية، نقلاً عن سلطات إدارة الكوارث في السند، قولها أن ما لا يقل عن 270 شخصاً لقوا حتفهم في مقاطعات الإقليم البالغ عددها 23 مقاطعة. كما أفادت حكومة الإقليم، التي ناشدت الوكالات الدولية لتقديم المساعدة، أن الفيضانات جرفت 1,2 مليون منزل. وأشارت منظمة أوكسفام إلى أن المياه غمرت أكثر من 4,2 مليون فدان من الأراضي (1,699,680 هكتاراً) ودمرت 1,59 مليون فدان (643,450 هكتاراً) من المحاصيل الدائمة في السند. كما حذرت من إمكانية "تفاقم الوضع" خلال الأيام المقبلة.

من جهتها، صرحت كريستين السبي، المتحدثة باسم اليونيسيف، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من إسلام أباد أن "طبيعة هذه الكارثة تفرض تحديات أكثر تعقيداً من تحديات كارثة 2010"، موضحة أن العامل الرئيسي في ذلك يتمثل في كون السكان النازحين يقيمون في مناطق متفرقة كما يقيم عدد منهم على جوانب الطرقات.

وقد علقت أزرا بيبي، التي تقيم حاليا مع أسرتها المكونة من ثمانية أشخاص على جانب الطريق بالقرب من مدينة بادن، على الوضع بقولها: "لم نكن نعلم إلى أين يمكننا أن نذهب عندما اجتاحت الأمطار منازلنا وأودت بحياة مواشينا ودمرت محاصيلنا. رأينا بعض الناس هنا فانضممنا إليهم، وحصلنا على منحة من المواد الغذائية، لم نحصل بعدها على أية مساعدات أخرى. نجد صعوبة في طهي الطعام بسبب افتقارنا لوسائل الطهي باستثناء النار التي نشعلها من بعض قطع الخشب والخردة".

وعلى غرار العديد من المتضررين من الفيضانات هذا العام، كانت أزرا بيبي وزوجها غلاب الدين، البالغ من العمر 45 عاماً، قد عانيا من آثار فيضانات 2010، التي صُنفت على أنها الأسوأ في تاريخ البلاد، وتسببت في تدمير منزلهما ومحصولهما من الأرز. وحسب أزرا، فإن "الأمور تبدو على نفس القدر من السوء هذا العام. لقد ابتلانا الله بغضبه مرتين".

مخاطر المياه والصرف الصحي بالنسبة للأطفال

أخبرت كريستن السبي، المسؤولة في اليونيسف، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الناس في بعض المناطق عانوا بالفعل من أضرار بالغة في الوقت الذي كانوا يحاولون فيه التعافي من الكوارث السابقة. وجاء في قولها: "يحتاج الأطفال بصفة خاصة للمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي للحيلولة دون تفشي الأمراض.... كما سنحتاج في مرحلة لاحقة لتلبية الاحتياجات التعليمية، حيث أن هناك أكثر من 1,000 مدرسة تستخدم حالياً كمأوى". وتقوم اليونيسيف بتوصيل المياه في خزانات للمتضررين المقيمين في خيام على جوانب الطرق، كما تعمل مع برنامج الأغذية العالمي لتزويدهم بالطعام.

من جهته، أفاد محمد خالد، وهو متطوع لدى مؤسسة إدهي الخيرية، أن "الوضع في منطقة الفيضانات سيئ حقاً. والناس يحتاجون لمساعدات أكثر بكثير مما يتم تقديمه. كما أن الأمور سيئة بصفة خاصة بالنسبة للنساء والأطفال الذين يفتقرون للخصوصية بشكل عام وللمراحيض وغيرها من المرافق بشكل خاص".

ومع انتشار الوعي بحجم الكارثة، تقوم منظمات إنسانية أخرى بالتوجه للمناطق المتضررة لتقديم المساعدة. حيث صرح فارس قاسم، المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة في باكستان، أن "الأطفال الذين يعيشون في إقليم السند يعانون أصلا من الضعف وهم عرضة للمزيد من الخطر بعد معاناتهم من آثار فيضانات العام الماضي وارتفاع معدلات سوء التغذية"

"والآن يحاول الآلاف من الأطفال البقاء عبر مقاومة البرد القارس وخطر المرض وخوض صراع الحصول على الغذاء الذين هم في أمس الحاجة إليه. لا بد أن نقوم بتزويد المتضررين بالإمدادات المنقذة للحياة في أسرع وقت ممكن للتأكد من أن الأطفال يحظون بالمأوى والحماية من الأمراض التي تهدد الحياة.

غير أن الوضع في الوقت الحالي صعب والتعافي بطيء ويحتاج لوقت طويل في ظل إعلان مكتب الأرصاد الجوية عن توقع هطول المزيد من الأمطار الغزيرة طوال الأسبوع المقبل في السند وغيرها، مما يهدد بتفاقم الوضع أكثر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف