تلوث نهر الحسينية في كربلاء وإصابات سرطانية في محيطه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد جدل طويل حول تلوث مياه نهر الحسينية بالإشعاعات، قررت الحكومة المحلية في كربلاء هذا الأسبوع ، ايقاف استخدام مياه النهر.
بغداد: مشروع نهر الحسينية هو احد المشاريع المهمة التي تشهدها المحافظة منذ العام 2003، حيث يعقد عليه الناس الآمال لري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المتاخمة للنهر، لكن استخدام التراب الملوث من مقالع التصنيع العسكري سابقا، في عمليات تبطين الأنهر، حال دون خاتمة سعيدة للمشروع.
تراب ملوث
وكان استخدام تراب ملوث من مقالع قريبة، أقل تكلفة من تراب نظيف من مقالع أكثر بعدا، مما جعل البعض ينسب ما حدث الى عمليات فساد مالي رافقت المشروع.
وكانت "إيلاف" نشرت في وقت سابق تحقيقاً حول تلوث مياه النهر في تلك المناطق.
وبحسب مصادر في مستشفى مرجان في الحلة (100 كلم جنوبي بغداد ) فان الفترة الماضية شهدت ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض السرطانية في مناطق المحمودية باتجاه الحلة ومحيط كربلاء وهي مناطق تمتد لمسافات طويلة بمحاذاة مناطق التصنيع العسكري.
ويسجل مركز بابل لعلاج الأورام السرطانية إصابات جديدة في كل عام، وتضاعفت الإصابات السرطانية الى العشرات عام 2011.
وفي حين لا يرجع الدكتور علي كل تلك الإصابات الى التلوث، إلا انه لا ينفي تأثيرات سلبية على مناطق كانت تشغلها ورش التصنيع العسكري جنوبي مدينة بغداد، لا سيما وان تلك المناطق شهدت في السنوات الماضية تردد الناس الى بقايا معامل التصنيع في محاولة للاستحواذ على مواد ثمينة تضمنتها المعامل.
وبحسب الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة، فان مصدر الإشعاع رصد في موقعين، الأول في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، والآخر في المحمودية حيث اتخذت التدابير لنقل المصادر المشعة الى موقع التويثة في بغداد.
وبحسب المهندس الزراعي سعد الياسري، فإن أضرارا صحية ألحقت بالمواطنين هناك مما استدعى إيقاف استخدام هذا النهر بشكل فوري.
وأضاف ان هناك جدلاً واسعاً وتضارباً في الآراء والموقف واتهامات بالفساد والتغطية عليه، دارت بين الجهات المعنية، إذ كل جهة تحاول التنصل من الأمر، بل ان جهات كذبت خبر التلوث واعتبرته محاولة لإفشال مشاريعها .
وأكد ان هذا التضارب في الموقف دفع الى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق.
اليورانيوم المنضب
وشدد الفلاح كريم النعماني على "ان الشك يدب في كل قطرة ماء نشربها لاعتقادنا انها ملوثة".
وبدوره أكد المهندس فليح فاضل الذي عمل لمدة عقدين في معامل التصنيع العسكري "ان بعض المناطق ملوثة بالرصاص والكادميوم واليورانيوم المنضب".
وبحسب عضو مجلس محافظة كربلاء جاسم الفتلاوي فان التحقيقات أكدت وجود نسبة عالية من الرصاص والنيكل في النهر.
وبدأت قصة تلوث النهر بعد تبطينه بأتربة ملوثة بالإشعاعات والمواد الكيمياوية مصدرها منشأتي حطين والفتح المبين العائدتين للتصنيع العسكري السابق، حيث بطن النهر ابتدءا من مركز المدينة وحتى سدة الهندية في محافظة بابل.
شريان الحياة
واعتبر المزارع كاظم حسين إن العشرات من القرى وآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، يمتد عبرها النهر ويمثل شريانا مهما للحياة فيها، و"إن عدم استخدام المياه منه يعني كارثة كبيرة ولا بد من ايجاد البدائل الكفيلة بتوفير المياه".
وكان النائب عن دولة القانون فؤاد الدوركي اتهم متنفذين وجهات بيئية بـ"فبركة" قضية تلوث نهر الحسينية بمحافظة كربلاء ومحاولة تمييع المشكلة.
وكشف الطبيب حميد حسن ان عام 2011 سجل اصابة العشرات من الحالات السرطانية بين أهالي القرى المحاذية للنهر.
وبحسب لقمان حميد من المحاويل ( 70 كلم جنوبي بغداد) فان الكثير من عدد وآلات التصنيع العسكري أصبحت اليوم بحوزة الأهالي.
وكانت وزارة البيئة العراقية اتهمت في وقت سابق مفتشها العام بأنه المسؤول عن التلوث في النهر بسبب إصداره الموافقة على نقل الأتربة الملوثة لتبطين النهر.
وبحسب الأكاديمي علوان سكر وهو متابع لقضية تلوث النهر ، فان الكثير من زوار العتبات المقدسة في كربلاء يتسائلون عن احتمال تعرضهم الى أمراض يحملها الهواء الملوث المحيط بالنهر.
وأضاف: "هذه الأمر إضافة الى أهمية مدينة كربلاء كمدينة مقدسة، عجل في حسم الأمر، ووضع الاعتراف بوجود تلوث في مياه النهر ومنع استخدامه، وضع حد لجدال طال بين الناس والجهات المعنية".
لكن المزارعين بدوا غير مرتاحين لما آل اليه الأمر، نظرا لان النهر يمثل بالنسبة لهم احد شرايين الحياة في مناطقهم .
التعليقات
الحقيقة
احمد -لا لا اشلون ايكولون ملوث والامام الحسين مدفون بكربلاء
اكيد
سعد -ملوث باحقادهم
اكيد
سعد -ملوث باحقادهم