أشجار الجزائر الأطلسية تنمو فوق الصخور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في ظاهرة تتحدى النظرية القائلة بانعدام نمو الأشجار على الصخور، تشكّل الصفائح الصخرية المترامية شرق الجزائر استثناءً فريداً كسر القاعدة ولم تتوقف هذه الصفائح الصخرية عند حدودها الجمالية بتموقعها كمصدر للتنوّع البيئي.. إيـــلاف تابعت الموضوع.
كامل الشيرازي من الجزائر: الزائر لقمم الشلعلع المنتصبة على علو 1800 متر، تأسره حتما مناظر صفائح صخرية غاية في الروعة ممتدة بحظيرة بلزمة (430 كلم شرق) المتربعة على مساحة قدرها 26000 هكتار بها 447 نوعا نباتيا و309 نوعا حيوانيا منها 59 نوعا محميا، وتعد المكان الوحيد الذي تنمو فيه أشجار الأرز على الصخور، بعض هذه الأشجار يعود تاريخها إلى ثلاثمائة سنة.
وبحسب الباحث "مختار عيسى" فإنّ الصفائح الصخرية تسجل تساقطا معتبرا للأمطار دوريا، وهو ما يشكّل احتياطيا مائيا يغذي مجموعة كبيرة من الأشجار، قد تصل إلى مائتي شجرة في الهكتار الواحد، وهو ما يمثل معطى هاما في تجديد ثروة الجزائر من الأشجار والنباتات.
بدوره، يلفت "محند مسعودان" من المعهد الجزائري للبحوث، إلى أنّ احتياطي الرطوبة تحت الصخور المتراصة فوق بعضها بعيدا عن جفاف السفح المقابل، يعطي لبذور الأشجار (البلوط، الفلين، أرز الهمالايا، الأطلسي .. إلخ) الجو الملائم الذي يسمح بنموها، ما يجعل منها تحديا عظيما على أبواب أكبر صحراء في العالم.
ويركّز "الصديق بن عبد الله" وهو مدير جهوي للبيئة، على كون أصناف الصنوبر والبلوط تنتشر بكثرة على مستوى جبال الجزائر، بما حوّلها إلى جنات للتنوع البيئي، خصوصا مع وجود بحيرات جميلة تحيط بهذه الفضاءات الخضراء الخلابة، ما وفّر جوا مصغرا قابلا لإنتاج وتنمية أشجار الفلين وثروات نباتية وغابية أخرى.
وتفيد الباحثة "زهرة عيواز" أنّ حزام الطاسيلي والأهقار يحتوي على ما يربو عن ثلاثمائة صنفا نباتيا تتوزع على أصول مدارية متوسطية وصحراوية، ويتألق بينها: الطلح، الشيح، وغيرهما، إضافة إلى صنوف حيوانية أكثرها: الفهود، الأروية، الأفاعي، الغزلان، الضبيان، ناهيك عن الأسماك على غرار: السيلور، التملابيا، والباربوكس، فضلا عن مئات الطيور النادرة وأنواعا من الزواحف والحشرات.
ويروي مخضرمون أنّ الجبال الجزائرية التي تجوبها شلالات وتنطبع بمناخ متوسطي ممزوج بالصحراوي وشبه الصحراوي، ظلت مشتلة هامة للزراعة والبستنة، حيث عمد الجزائريون الأوائل إلى غرس الأشجار المثمرة من رمان وتين وزيتون، بهذا الصدد، يشرح "سليم حراث" أنّ ما يغلّف الجبال من ثلوج يساعد زراعة الزيتون، إذ تذوب ببطء وتتغلغل في مسام التربة الكثيرة الحصى وسط بساتين الزيتون المتناثرة، مثلما يزيد الماء الناتج عن ذوبان الثلج في رفع منسوب مياه الوديان ويعمل على تهييج مجاري المياه المتدفقة.