بيئة

الضبع المخطط وحوت العنبر: كائنان نادران يظهران في الجزائر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في سابقة ملفتة للانتباه، شهدت الجزائر خلال الفترة القليلة الماضية ظهور حيوان الضبع المخطط وهو صنف مهدد بالانقراض، إلى جانب حوت العنبر الضخم النادر، وهو ما مثل للمتخصصين

كامل الشيرازي من الجزائر: استنادا إلى الخبير "نبيل عايلي" فإنّ الضبع المخطط ينتمي إلى عائلة الثدييات ويتراوح طوله عموما بين 100 و120 سم في حين يصل وزنه إلى حوالي 45 كلغ، وبمقابل اهتمام الجمعيات البيئية بظهور الضبع المخطط في عدد من القرى والأرياف، فإنّ السكان المحليين سيما الرعاة أعلنوا استنفارا وتعاملوا بحذر مع حيوان نادر يرون فيه "خطرا حقيقيا" على قطعانهم.

يشير "محمد بعزيزي" المسؤول على مستوى المحافظة الجزائرية للغابات، إلى كون ظهور الضبع المخطط المكنى محليا بـ(إيفيس) هو الأول من نوعه منذ العام 1992، حيث أنّ هذا الحيوان أضحى نادرا خلال العشرين سنة الأخيرة، وبحسب بعزيزي فإنّ الضبع المخطط يكثر من التجوال على مستوى المناطق الجبلية بجهات متعددة من البلاد.

يسجّل الصياد "السبتي كشيدة" أنّ الضبع المخطط الذي تقع إناثه في المصيدات المنصوبة للخنازير، غير معروف بالنسبة لعموم مواطنيه، بما فيهم من يحترفون الصيد، تبعا لندرته ووقوعه تحت طائلة الانقراض، لذا فإنّ ظهوره مجددا يعني بالنسبة للمتخصصين أنّ الضبع المخطط بصدد تجديد نسله، ما يؤشر على ظهوره بقوة مستقبلا.

يكشف "السعيد عبد الرحماني" وهو مدير لحظيرة حيوانات شرق البلاد، عن رصد تحركات الضبع المخطط في مناطق بجاية، باتنة وخنشلة، وكذا محافظة تيبازة الشمالية، معتبرا تواجد الحيوان إياه بالإيجابي بالنسبة التنوع الايكولوجي والبيئة، طالما أنّه يقوم بدور المنظّف اعتبارا لكون غذائه الأساس هي بقايا الحيوانات النافقة، ما يحول دون استشراء الأمراض والأوبئة في الغابات والمحيط الطبيعي بشكل عام.

في سياق متصل، كان شاطئ تلزة المحاذي لضاحية القل الساحلية الشرقية على موعد قبل أيام مع ظاهرة لا تقلّ أهمية، إثر ظهور حوت العنبر المسمى (كاشالو)، بيد أنّ هذا الكائن البحري الضخم الذي يزيد وزنه عن عشرات الأطنان وبطول 4.80 متر، وُجد ميتا، لكنّه شكّل مناسبة استثنائية لأبناء المنطقة والفضوليين فضلا عن الدراسين لتسليط الضوء من حوت لم يسبق لغالبيتهم أن شاهدوه رؤيا العين.

وبحسب الخبير "عيسى رحيم" فإنّ كبير ذكر هذا النوع البحري يصل وزنه إلى حدود 45 طنا، فيما قد يتعدى طوله الـ20.7 مترا، في حين يقدّر وزن إناث حوت العنبر بنحو ثلث وزن الذكور، ويحيل رحيم إلى أنّه عادة ما يكون لون ذكور حوت العنبر أسودا أو رماديا غامقا أو بنيا، بينما يميل لون الإناث إلى الرمادي.

ويردف محدثنا أنّ حوت العنبر المتسم برأسه الكبير، يُستفاد منه عبر استخراج مادة العنبر الموجهة لصنع العطور، وهو ما يفسّر بمنظوره إطلاق كنية العنبر على هذا الحوت الذي يعيش في المحيطات المعتدلة والاستوائية، ويتغذى على الكائنات البحرية.

يوضح "حسين بلوط" رئيس اللجنة الوطنية للبحارة الصيادين أنّ حوت العنبر مات بعرض مياه البحر قبل أن ترمي به الأمواج إلى غاية هذا الشاطئ، بعدما علق بشبّاك عائم لإحدى سفن الصيد.

ومن أجل توفير مادة هامة للدراسين، يُرتقب بحسب مسؤولين محليين أن يتم استرجاع عظام حوت العنبر في قادم الأيام، وتوضع في مختبر متخصص تابع للمعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات، حتى يتم إخضاعه لفحص معمّق.

إلى ذلك، يشير "إلياس مجبر" إلى أنّ شواطئ الجزائر تحفل بأنواع نادرة، على غرار سمك "السوندر" الذي يفوق وزنه 12 كيلوغراما، و"الشبوط الملكي" بأنواعه الثلاثة وبأوزان تتراوح بين خمسة وستة كيلوغرامات وكذا سمك "البوري" والجمبري وسائر الأسماك الطازجة مثل أسماك المارو.

بيد أنّ كثير من هذه الأنواع باتت مهددة بفعل استخدام فريق من الصيادين لـ"الديناميت" رغم كون ذلك محظور وله تبعات وخيمة على الثروة السمكية، تماما مثل ما يترتب عن مسلسل التلويث الذي تتعرض له سواحل البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف