عشاقها احتفلوا بيومها والتاريخ والحاضر يحفظان بريقها
القهوة التركية.. وجه تركيا الناعم و"فنجان" تواصلها مع العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من أسطنبول: قد تكون "القهوة التركية" أكثر ما يشكل الصورة الذهنية عن تركيا حول العالم، فحينما تسمع كلمة "تركيا" قد تشم معها رائحة قهوتها، صحيح أن تركيا تتمتع بتاريخ كبير على المستويات كافة سياسياً واجتماعياً وثقافياً، فضلاً عن مكانة مطبخها عالمياً، إلا أن "القهوة التركية" تظل واحدة من أهم أوجه قوتها الناعمة، إلى حد أن تقرير "تركيا توداي" أشار إلى أنها أداة من أدوات التواصل التركي الحضاري مع العالم.
القهوة التركية، برائحتها الآسرة التي تملأ المنازل والمكاتب والمقاهي والشوارع، تشكل جزءًا لا يتجزأ من التقاليد التركية، وهي تمثل واحدة من أكثر التجارب الممتعة والراقية التي يمكنك أن تخوضها أثناء زيارتك إلى تركيا، أو حتى خارجها في كثير من دول العالم التي اخذت ثقافة "القهوة التركية".
فرصة مثالية للتواصل بين البشر
في الثقافة التركية، تُعَد القهوة بمثابة طقس اجتماعي يوحد الناس، وتوفر فرصة مثالية للتواصل. وتكتسب القهوة أهميتها لدرجة أن العديد من التجمعات والمحادثات بعد الوجبات تبدأ بالسؤال المألوف "كيف تحب قهوتك؟".
وإدراكًا لطعمها الفريد وأهميتها الثقافية، أضيفت القهوة التركية إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2013.
ويتم الاحتفال بالقهوة التركية عالميًا، فاليوم العالمي لها، هو الخامس من كانون الأول (ديسبمر)، تحت مسمى"يوم القهوة التركية العالمي".
إرث يمتد لقرون
منذ أن تم تحضير القهوة التركية لأول مرة في القرن السادس عشر، كانت تشكل حجر الزاوية في الحياة الاجتماعية. ومع انتشارها في مختلف أنحاء الإمبراطورية العثمانية الشاسعة، تجاوزت عاداتها وطقوسها وأهميتها الحدود.
تتمتع وجبة الإفطار التركية التقليدية، المعروفة باسم "قهفالتي"، والتي تعني "قبل القهوة"، بأهمية كبيرة في الثقافة التركية. كلما زرت أصدقاء أو عائلة في تركيا، سيتم تقديم القهوة التركية لك دائمًا كبادرة ترحيب. تعد القهوة التركية جزءًا حيويًا من حفلات الزفاف والاحتفالات والخطوبة والولادات وكل المناسبات المهمة تقريبًا.
تحضير القهوة التركية.. فن لا نقاش فيه
الميزة الأكثر وضوحاً للقهوة التركية أنها يتم تحضيرها بنفس الطريقة منذ قرون. تُغلى حبوب البن المطحونة جيدًا في وعاء خاص يسمى "الركوة"، مما ينتج عنه رغوة سميكة مخملية تملأ الأكواب الصغيرة.
وعلى عكس أنواع القهوة الأخرى، يتم تقديم القهوة التركية مع بقاياها في الكوب. وعادة ما يتم تقديمها مع كوب من الماء وحلوى مثل الحلوى التركية.
في مختلف أنحاء تركيا، تختلف طريقة تحضير القهوة التركية ونكهاتها وفقًا للمكونات والتقاليد الإقليمية. ففي منطقة بحر إيجة، حيث تكثر أشجار المصطكي، يتم تحضير القهوة التركية باستخدام المصطكي، مما يمنحها نكهة مميزة.
قهوة تركية بالفستق في غازي عنتاب
في غازي عنتاب، موطن الفستق، يتم صنع نوع محلي من القهوة التركية باستخدام الفستق البري المجفف تحت أشعة الشمس. وهناك نوع فريد آخر هو "قهوة الديبك"، المطحونة في هاون حجري، مما يوفر مذاقًا أخف يتناسب بشكل رائع مع الحليب.
قهوة شديدة المرارة "ميرا"
وفي جنوب شرق الأناضول، وخاصة في شانلي أورفا وماردين، يتم استهلاك "ميرا"، وهي نسخة مريرة من القهوة، على نطاق واسع.
وخلال الاحتفال بيوم القهوة التركية، يتم تحضير القهوة التركية وتقديمها، إلى جانب حلوى الراحة التركية وحلوى القطن. وقد سلط هذا الحدث الضوء على الاعتراف بالقهوة التركية كجزء من التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.
وفي مدينة أربيل بالعراق، نظمت القنصلية التركية احتفالية خاصة بمناسبة يوم القهوة التركية العالمي في أحد المقاهي المحلية.
وحضر الحفل شخصيات بارزة مثل أنيل بورا إينان السفير التركي في بغداد، وإيرمان توبجو القنصل العام التركي في أربيل، وعدد من المسؤولين الإقليميين من حكومة إقليم كردستان.
أصبح يوم القهوة التركية العالمي احتفالاً عالميًا يعترف بالإرث الثقافي الغني والتقاليد الخالدة للقهوة التركية مع الاستمرار في توحيد الناس في جميع أنحاء تركيا وخارجها.