هل يستطيع الجين E2F2 حل لغز سرطان البروستات المعقد؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إستعراض سريع لسرطان البروستات
لم يُحيِّر العلماءَ والأطباءَ والباحثين سرطانٌ مثل سرطان البروستات، فذهبوا مذاهبَ شتّى في كنهه، أسبابه، تشخيصه، تفاديه وعلاجه. فكان ثمة آراءُ ونظرياتٌ واجتهاداتٌ، وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى! ورغم هذا، فقد حدث تطور كبير في تشخيصه وعلاجه ولكنّ المصابَ به دفع ثمناً باهضاً له قد لا يكون مضطراً إليه، وبخاصة إستئصال البروستات كلياً وجوانبها السيئة، التي قد لا تكون ثمة حاجة لاستئصالها أو حتى علاجها، إذا كان سرطانها بطئ النموّ، فيما لو عُرف الجين المُـكتَـشَفُ في 14 حزيران 2004 ووضع موضع التنفيذ في اختباره.
وقبل أن أدخل في ماهية الجين وعمله، أود أن أستعرض غدة البروستات ومشاكلها بصورة عامة سريعة ليكون القارئ الكريم مُلمّـاً بما يجري في هذه الغدة التي قد تودي بحياته إذا أهمل أمرها.
الجينE2F3
في الأبحاث التي أ ُجريتْ في معهد أبحاث السرطان ألذي يرأسه البروفيسور كولن كوبر في مدينة ليفربول البريطانية بالإشتراك مع البروفيسور كريس فوستر من جامعة ليفربول أ ُكتشِفَ هذا الجين في 14 حزيران سنة 2004، فوُجِدَ أنه يقع على الكروموسوم 6 . وينتج بروتيناً من عائلة E2F، هذه العائلة تلعب دوراً حاسماً في السيطرة على دورة الخلية وتؤثر على فعل البروتينات مُثبِّطات السرطان. وفي نشرة منظمة الجينوم البشري HOGO في 26 أكتوبر الماضي وُجِدَ أنَّ هذا الجين يتضاعف كثيراً ويُفصِح ( ينتج بروتيناً) في سرطان المثانة المتنامي وهذا ما يُعطي خلايا الورم تعزيزاً للتكاثر بتنشيطه تشعّـباً للأورام السرطانية.
ولما كان هذا الجين يلعب دوراً في تكاثر الخلية أيّاً كان نوعها، لذا فإنَّه يلعب دوراً في كل الخلايا البشرية. ولكنْ عند فحص البروتين الذي ينتجه هذا الجين وُجدت أنالبروستات الطبيعية خالية منه، مما يدل على أن هذا الجين غير فعال (خامل ) فيها، بينما وُجِدَ مستوى عالٍ من هذا البروتين في 98 شخصاً من أصل 147 شخصاً (67%) من المصابين بسرطان البروستات. وعلى هذا الأساس يدرس العلماء إمكانية تشخيص سرطان البروستات، فيما إذا كان نموّه سريعاً أو بطيئاً، بقياس البروتين الذي ينتجه هذا الجين. فبهذا يختزلون المتاعب والمشاكل الموجودة حالياً في تشخيص سرطان البروستات وعلاجه. وبمعرفة البطيء منه يوفرون للمصاب علاجاً لا حاجة له به وراحة نفسيّة. وكما يقول البروفيسور كوبر " التمييز بين الأورام العدوانية، النمور، وتلك التي لا تضر، القطط، هو الكأس المقدّسة."
والحقيقة أنَّ سرطان البروستات سرطان محتم على كل رجل. إذ أن الخلايا السرطانية موجودة في البروستات منذ أن يبلغ الرجل سنَّ الخمسين، ولكن الفرق بينهم هو البطيء أو السريع. فالنوع الأول يجعل الرجل يعيش حياة طبيعية دون أن يشعر بأي علامة أو أذى. على أنَّ هذا لا يعني أنَّ الرجل دون الخمسين عاماً لا يناله هذا المرض، فقد ينال منه ولكنْ نادراً. إن فحص البروتين PSA سنوياً هام جداً لمن تجاوز الأربعين عاماً، وتطور مستواه بسرعة يشير إلى اتخاذ الإجراء اللازم.
العلاج
الهرمون- يقلّص حجم الورم في 80% من الرجال، ولكن لا يقتل الخلايا السرطانية- غالباً يُستعمل قبل العلاج الإشعاعي لتقليص الورم. يعمل هذا العلاج على تقليل إنتاج التستوستيرون في الخُصى الذي يحفز نموَّ سرطان البروستات. عادة يُستعمل فينوسترايد ( بروسكار) لهذا الغرض ليحول دون تحوّل التستوستيرون إلى الشكل الفعال منه.
العلاج التصويري المتحرك Photodynamic Therapy - PDT: هذه تقنية حديدة ظهرت حديثاً استعملها تراختنبرغ Trachtenberg باستعمال عقار ينشطر بالضِّياء لتدمير أنسجة سرطان البروستات، بينا يترك الأنسجة السليمة المحيطة غير متأثرة.
ففي معهد وايزمان-إسرائيل يُستعمل عقار توكاد Tookad المستخرج من النبات، وهو غير ضارّ إلاّ إذا امتـزج مع أشعة ليزر التي تُوَجَّـه إلى البروستات بواسطة ألياف عينية Optical fibres . يُزرق التوكاد وريديّاً، يمتص الضِّياء، ويبدأ بتدمير خلايا السرطان فقط بقطعه إمداد (تجهيز) الدم عن الورم. إستعملت هذه العملية في مستشفى الأميرة مارغريت في تورونتو أول مرة عام 2002، ولا تُزال تُستعمل حتّى اليومَ.
تُستعمل هذه الطريقة في علاج الأشخاص الذين فشل الإشعاع لديهم في معالجة السرطان، ورجع مرة أخرى. هذا العقار الحسّاس للضوء يزول من الجسم خلال ساعتين، ولذا فهو سريع جداً ومأمون العواقب، كما يقول تراختـنبرغ.
أهميّة الغذاء في سرطان البروستات
أثبتت الأبحاث الأخيرة أن للغذاء أهمية كبيرة في نشوء أو علاج سرطان البروستات. فتجنّب الطعام المقليّ والشّحوم والمواد الدهنية، كالزبدة
والقشطة والزيوت يقلل من الإصابة. كما وإنَّ تناول الصويا وفيتامين E وسيلينيوم وكثير من الفواكه والخضروات والبقوليات والخبز الكامل بقشرته والطماطم التي تحتوي على المادة الحمراء مضادة التأكسد لايكوبين والرقي (البطيخ الأحمر)، هي في الواقع علاج، وبخاصة لايكوبين التي هي من مركبات أيزوفلافين القوية ضد التأكسد، للسرطان وبخاصة في أوائله.
وقد وُجِدَ من دراسة قامت بها Harvard School of Public Health على 47,365 شخصا ً أنَّ الذين تناولوا نصف قدح من صلصة الطماطم (125 مل) مرتين أسبوعياً 28% أقلّ ُ احتمالاً من الإصابة بسرطان البروستات من أولئك الذين تناولوا مرة أو أقلَّ من مرة من هذه الكمية في كل شهر. الخضروات التي تحتوي على مواد ملونة مثل البروكولي والقرنابيط واللهانة وغيرها لها فعالية كبيرة في هذا الشأن أيضاً، وكذلك عصير الرمان والشاي الأخضر والنبيذ الأحمر والسمك الدّهنيّ، كالسردين والهرينك والسّلمون ثلاث مرات أسبوعياً يقطع سرطان
البروستات إلى النصف (دراسة هارفارد) و 30% (دراسة سويدية على ستة آلاف شخص). الرياضة البدنية لعب دوراً كبيراً في التقليل منه.
علامات سرطان البروستات
- تبول متكرر عدة مرات ليلاً ونهاراً.
- عدم إمكانية تفريغ المثانة كليّاً.
- ضعف في تدفق البول.
- صعوبة إستمرار البول والتوقف.
- سلس البول.
- ألم أو بول دمويّ.