عربي يجري اول عملية زراعة غضروف للرقبة في العالم

اعتدال سلامه من برلين: لأول مرة في العالم يزرع جراح غضروفا في رقبة مريض يعاني من الديسك في فقرات الرقبة، وهي أخطر منطقة لما يتواجد فيها من أعصاب وشرايين وأوردة دموية. ففي مستشفى الالام لمعالجة العامود الفقري ببرلين قام الجراح العربي منذر صبريني بزراعة غضروف لمريض عمره 45 سنة عانى كثيرا من آلام الرقبة بسبب الديسك المزمن وسبب له لسنوات طويلة آلاما في الراس والتنمل في اليدين وعدم ا لتركيز في بعض الاحيان.

وكما قال الدكتور صبريني في مقابلة مع إيلاف ان التغييرات التي ظهرت في الصورة الطبقية التي أجراها المريض دلت على وجود انزلاق كبير في احد فقرات الرقبة، وبالتالي كان الهدف معالجة الوضع ليس فقط ازالة اوجاع المريض بل وانقاذه من تدهور وضعه الصحي مع الوقت. وزراعة الغضروف من مادة تأخذ من المريض هي الاولى التي سجلت في العالم حتى الان، لكن عملية تكاثر الخلايا في اعضاء اخرى مثل الكبد او الجلد او غضروف الركبة معروفة منذ سنوات واظهرت نجاحا. وعن اول عملية زرع غضروف في العالم قال الجراح صبريني: اخذت من المريض كمية 200 ملليتر من الدم كي نستخلص سائلا بروتينيا منها وهي تساعد على تكاثر الخلايا، في نفس الوقت حصلت على جزء بسيط جدا لا يتعدى حجمه الملليتر المكعب الواحد أي بحجم حبة العدس من احد الفقرات لدى المريض سواء المصابة او السليمة بحيث لا تأثر على ثبات العامود الفقري لانها كمية ضئيلة. وفي هذه القطعة الصغيرة جدا بحثنا في مختبر خاص عن الخلايا السليمة وتم عزلها ووضعها في السائل البروتيني . وجرت كل هذه الأمور بالطبع تحت ظروف معقمة بشكل صارم مثلما يتم اثناء زراعة القلب او الكلى، ثم وضعنا السائل مع الخلايا في جهاز معين وضمن حرارة معينة ورطوبة معينة بحيث تبدأ الخلايا بالتقاسم والتكاثر.

وبعد فترة ستة الى ثمانية اسابيع حصلنا على الملايين من الخلايا وتكون عادة ما بين ال20 و25 مليون خلية سليمة أي ما يشكل سنتم مكعب واحد.
وفي يوم العملية التي اجريت في غرفة عمليات خاصة وتحت مراقبة الكمبيوتر والاشعة وتخطيطات عضلية وعصبية تم ادخال ابرة خاصة تحمل في رأسها أي جهاز حساس، بهدف قياس كمية الضغط او مدى الضغط في داخل الديسك كي لا تتعدى الضغط المطلوب، اذ يجب ان يكون للخلايا مكان او فراغ بسيط في داخل الديسك كي تدخل المواد الغذائية من الخارج اليها". وبالاستعانة بالمجهز الالكتروني والكمبيوتر أوصل الجراح راس الابرة الى الديسك المصاب وبدا بالحقن بالاعتماد على الجهاز الحساس فملأ المناطق الفارغة وحلت مكان الخلايا المريضة وبالتالي فالمسافة بين الفقرات اصبحت مليئة بخلايا غضروفية سليمة اعادت وظيفة الديسك القديمة .

وحسب قول الجراح صبريني ليست هناك حاجة لتنظيف المكان المصاب في الرقبة قبل العملية، فكما هي العادة يتبين في الصور أن قسما كبيرا من الفقرة المصابة فارغ أو بطبيعة الحال هش كما هشاشة العظام لأن الخلايا العظمية قليلة. ودامت علمية زرع الغضروف في الرقبة حوالي نصف ساعة لكن التحضير لها يأخذ عادة ما بين ال 6 الى 8 اسابيع وليس من الضروري بقاء المريض في المستشفى، فبعد خضوعه للفحوصات الطبية المطلوبة واخذ عينات من الدم وجزء من الديسك يمكنه العودة الى بيته. وبعد العملية يمكنه ممارسة حياته اليومية بعد اسبوع والعودة الى العمل بعد ثلاثة اسابيع.
والملفت للنظر أن المريض الذي اجريت له أول عملية زرع في الرقبة شرطي سوف يعود قريبا لممارسة عمله من جديد بشهادة طبيب قانوني في سلك الشرطة.