العلماء في معركة عسيرة لمحاربة انفلونزا الطيور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انتشار الوباء في تركيا لم يكن مفاجأة
العلماء في معركة عسيرة لمحاربة انفلونزا الطيور
هونغ كونغ-واشنطن-انقرة : قال علماء ان محاربة فيروس انفلونزا الطيور من سلالة اتش.5.ان.1 المميتة تزداد صعوبة حيث ان الخبراء لازالوا يعملون على التعرف على افضل طريقة لاستخدام عقار تاميفلو الذي يعتقد انه أحد افضل الدفاعات القليلة في مواجهة المرض.وعقار تاميفلو tamiflu الذي تنتجه شركة روش والذي يعرف بدون علامته التجارية باسم اوسلتاميفير هو عقار مضاد للفيروسات ويعالج في الاصل الانفلونزا البشرية. واشارت الاختبارات الى انه يمكن ان يكون فعالا في تقليل حدة سلالة اتش.5.ان.1 من الفيروس ومضاعفاته اذا تم تناوله بجرعات اكبر.وبدأ العلماء في تجربة افضل استخدام للعقار من اجل محاربة فيروس اتش.5.ان.1 والذي يخشى خبراء الصحة من تحوره على نحو يسهل انتقاله بين البشر متسببا في تفشي وباء يودي بحياة الملايين.
وقال خبير الفيروسات روبرت ويبستر من مستشفى سانت جود للاطفال في ممفيس بولاية تنيسي الامريكية "حقيقة المسألة اننا لا نعرف الجرعة الصحيحة او عدد الايام اللازمة لتلقي العلاج بالتاميفلو والجرعة المطلوبة."وأضاف "لاتزال هناك حاجة لاجراء الابحاث.. بشأن عدد ايام تلقي العلاج وحجم الجرعة المستخدمة. الاقراص العادية قد لا تحتوي على الكمية الكافية من المادة الفعالة للعقار. قد يتطلب العلاج قدرا اكبر حيث ان تلك الكميات تم تحديدها لعلاج الانفلونزا البشرية العادية."
وتوفي في تركيا الاسبوع الماضي ثلاثة اطفال من نفس العائلة تأثرا بالاصابة بانفلونزا الطيور وهو ما يعد اول خسارة بشرية خارج الصين وشرق اسيا منذ 1997 عندما ظهرت اصابات بشرية بسلالة اتش.5.ان.1 في هونج كونج.وقد عاود المرض الظهور في الصين وجنوب شرق اسيا منذ عام 2003 مما تسبب في وفاة 74 شخصا. وعلى غرار الضحايا في شرق اسيا كان الاطفال الاتراك ضحايا الفيروس يعيشون في منطقة ريفية على مقربة من دواجن.واوردت مقالة حديثة في دورية نيوانجلند الطبية ان اربعة من ثمانية مرضى في فيتنام توفوا رغم تعاطيهم عقار تاميفلو. واثار الامر قلقا حيث اشارت المقالة الى احتمال ان سلالات معينة من اتش.5.ان.1 ربما اصبحت مقاومة للعقار. كما اظهرت ان الخبراء لازالوا يعملون على تبين افضل طريقة لاستخدام العقار في العلاج.
وفي حالة احد المرضى استخدم عقار تاميفلو مبكرا وفق ما ينصح به الخبراء وصانعو العقار ولكن ويبستر قال في هونج كونج ان هذه الارشادات الغرض منها محاربة فيروسات الانفلونزا البشرية العادية وليس فيروسات انفلونزا الطيور.وأوضح ويبستر الذي يسعى للتوصل الى افضل طريقة لمحاربة فيروس اتش.5.ان.1 من خلال استخدام مزيج من العقاقير من بينها تاميفلو "من المؤكد ان المرضى في فيتنام اخذوا الجرعة التي ينصح بها والمدونة على علبة الدواء لكن تلك الدراسات اجريت على الفيروسات العادية للانفلونزا البشرية من سلالتي اتش.3.ان.2 واتش.1ان.1."واضاف "لازلنا ندرس افضل طريقة لاستخدام العقار. الدراسات من فيتنام تخبرنا انه يتعين علينا التفكير في علاج مبكر. مع العلاج الاخير ستكون لدينا مشكلة في المقاومة."
انفلونزا الطيور في تركيا
قال خبراء في الامراض التي تنتقل عن طريق العدوى إن أحدث حالات الاصابة بانفلونزا الطيور بين البشر في تركيا لم تكن مفاجئة في ضوء الاتصال الوثيق بين الضحايا والطيور المصابة هناك.وقال الطبيب توني فوسي مدير المعهد القومي الاميركي للحساسية والامراض المعدية "اعتقد انه نفس الشيء الحاصل في جنوب شرق اسيا."وقال مايك ليفيت وزير الصحة والخدمات الانسانية الاميركي في بيان نشر الاسبوع الماضي "منذ الظهور الاول لانفلونزا اتش5ان1 في الطيور المهاجرة في اسيا ونحن ندرك ونعطي اهتماما بشأن امكانية ان ينتقل الفيروس الى قارات اخرى."
واضاف قائلا "في حين شعرنا بالقلق من التقرير الخاص بحالات الاصابة بانفلونزا اتش5ان1 بين البشر في شرق تركيا فانه ليس هناك ما يدل على انتقال مستمر بين البشر والذي سيكون بمثابة علامة على وباء محتمل."وقال مسؤولون اتراك ان العائلة التي مات ثلاثة من افرادها كان اطفالها يلهون برؤوس دجاج ذبح بعد مرضه.وقال مدير المعهد القومي للحساسية والامراض المعدية في مقابلة عبر الهاتف "من المحتوم انه عندما يكون لديك اطفال يلهون باجزاء من دجاج (مصاب بعدوى) ان يحدث انتقال (للعدوى)."
واضاف قائلا "فلنفترض ان الدجاج يخرج الغائط خارج المنزل وليس داخل المنزل... سيلعب الاطفال حوله (الغائط) ويلتصق باقدامهم وتحت اظافرهم ثم يجلبونه الى داخل المنزل ويعانقون والدتهم ووالدهم."وقال مدير المعهد انه حتى حدوث عدوى بين عائلات باكملها ليس مفاجئا. فالطيور قد تولد كميات كبيرة من الفيروس تصيب جميع افراد العائلة بشكل مباشر او غير مباشر.واضاف قائلا "اذا حدثت عدوى بين الطيور في بلد ما فانه ستكون هناك حالات اصابة بين الاشخاص ان اجلا ام عاجلا."ويكون الخطر الاكبر عندما يتطور الفيروس بشكل كاف لينتقل بسهولة من شخص الى اخر. وحينئذ سيكون الخطر الاكبر على الناس هو الناس وليس الطيور المصابة.وقال "ما ستشهده خلال انتقال الفيروس بين البشر ..حدوث اصابات عدوى بين اشخاص لم يتعرضوا لشيء معد مثل البراز."وربما تنتقل العدوى من اطفال الى اطفال اخرين في المدرسة او يصاب العاملون في المستشفيات بالعدوى.واضاف قائلا "ما لم نشهده هو اصابة الاشخاص الذين يقدمون الرعاية الصحية
وكانت أفادت انباء بأن ثلاثة أتراك أصيبوا بسلالة قاتلة من فيروس انفلونزا الطيور في العاصمة انقرة وهي مرحلة جديدة في زحف المرض باتجاه الغرب قادما من أصوله الاسيوية نحو المراكز الاقتصادية الرئيسية في تركيا واوروبا.وظهرت في شرق تركيا الاسبوع الماضي أول حالة انتقال للفيروس من الطيور للبشر خارج الصين وجنوب شرق اسيا حيث لقي ثلاثة أطفال من اسرة واحدة حتفهم بسبب اصابتهم بسلالة (اتش 5 ان 1) H5N1 من الفيروس.وفي الوقت الذي أكد فيه الاطباء ان طفلين ورجلا يبلغ من العمر 60 عاما يعالجون في انقرة من الفيروس اثارت روسيا مخاوف من تأثير المرض على الاقتصاد التركي بتحذيرها لمواطنيها من زيارة تركيا وهي مقصد ذو شعبية لقضاء الاجازات.
وقال الاطباء ان الطفلين المصابين ويبلغ احدهما من العمر خمسة اعوام والاخر عامين من منطقة بيبازاري غربي انقرة وانهما اصيبا بالعدوى بعد اتصالهما بطيور برية نافقة. وأثبتت الفحوص عدم اصابة ابائهم بالفيروس. وتقع انقرة على بعد نحو 400 كيلومتر شرقي اسطنبول ذات الكثافة السكانية الشديدة والمركز التجاري والسياحي لتركيا.وقال مسؤولون ان اعدام الطيور بدا في مناطق بأنقرة ظهرت بها انفلونزا الطيور.كما أثبتت الفحوص اصابة اربعة اطفال بالسلالة (اتش.5.ان.1) في مدينة فان على بعد حوالي 800 كيلومتر شرقي انقرة مما يرفع العدد الاجمالي لحالات الاصابة المعروفة في تركيا الى سبع حالات.
وقالت وكالة أنباء الاناضول الرسمية ان صبيا عمره خمسة أعوام أدخل أيضا المستشفى للاشتباه في اصابته بالفيروس في قورم بوسط تركيا يوم الاحد.وقالت وزارة الزراعة انه تم اكتشاف انفلونزا الطيور بين الدواجن في 15 مكانا مختلفا بينها اسطنبول.ويقول مسؤولون انه من شبه المؤكد ان الاطفال الذين توفوا في اقليم فان في الاسبوع الماضي انتقل اليهم الفيروس من الدجاج مباشرة.لكن السلطات الصحية العالمية أبدت قلقها من احتمال ان تؤدي الاصابات البشرية الى تحور الفيروس بحيث يسهل انتقاله بين البشر ومن ثم ان تزيد احتمالات ظهور وباء عالمي.ووصل فريق من الاطباء من منظمة الصحة العالمية الى فان مساء يوم الاحد وقال ان الحكومة التركية تتصرف بأسلوب يتسم بالشفافية في محاربة المرض.وقال احد المسؤولين في منظمة الصحة العالمية في تصريحات تلفزيونية "وزارة الصحة لديها فهم جيد بشأن ان هذه مشكلة محلية وعالمية." ولم يذكر اسمه.وأفادت وكالة أنباء الاناضول بأن ايران المتاخمة لاسوأ المناطق التركية تضررا بتفشي الفيروس أغلقت أحد معابرها الحدودية مما أجبر كثيرا من الاتراك الذين سافروا الى هناك بمناسبة عطلة عيد الاضحى على العودة الى منازلهم.ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن كبير علماء الاوبئة في روسيا جينادي اونيشتشينكو قوله "انصح باخلاص المواطنين الروس بالامتناع عن السفر الى تركيا خصوصا الى اقليم اجري الشرقي ومدينة دوجوبايازيت حيث ان الموقف هناك مثير للانزعاج بشكل خاص."
ويتوافد الروس على تركيا كل عام بحثا عن الشمس والرمال. ويتوجهون بشكل رئيسي الى المنتجعات على البحر المتوسط وبحر ايجه التي تقع على بعد كثير من مئات الكيلومترات من دوجوبايازيت واجري.وناشد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الاتراك المساعدة في عمليات اعدام جماعية للطيور بهدف الحد من انتشار الفيروس ووعد بتقديم تعويضات مناسبة للمزارعين والعائلات الذين يعتمدون على تربية الدواجن كمصدر للدخل.لكن في منطقة دوجوبايازيت التي ظهر فيها الفيروس اتهم السكان السلطات بالتقاعس وقال والد الاطفال الثلاثة المتوفين في شرق تركيا زكي كوجيجيت لرويتزر انهم لم يكونوا على علم بأن مرض انفلونزا الطيور لا يزال يشكل خطرا بعد أن قالت السلطات انها أوقفت بنجاح تفشي المرض بين الدواجن في غرب البلاد.وأضاف "لم يحذرنا أحد...ظننا أن انفلونزا الطيور قد مرت" مشيرا الى أنه من تقاليد الريف التركي أن تذبح العائلات الطيور المريضة وتأكلها.وينتشر الفيروس بسرعة بين الدجاج ويتسبب في نفوقه خلال يوم وأفضل طريقة لاحتوائه هي ذبح جميع الطيور في المنطقة المنكوبة على الفور. لكن هذه العملية تواجه صعوبات في أماكن مثل شرق تركيا حيث يحتفظ الناس بأسراب صغيرة من الدواجن في الافنية الخلفية لديارهم.