شباب فلسطين ينتهزون رمضان لترك التدخين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: يعد الشاب رأفت علي (23 عاما) الثواني بفارغ الصبر منتظراً قدوم موعد آذان المغرب ليشعل سيجارته بعد صيام يوم طويل، ويرى رأفت أن الإقلاع عن التدخين مسألة ليست سهلة كما يصورها البعض، ولكنه يعتقد أن امتناع الشخص عن هذه العادة لمدة 12 ساعة أثناء فترة الصيام دليلاً على قدرته التخلي عن التدخين للأبد.
وفي فلسطين ينتهز الكثير من الشباب الشهر المبارك ليمارسوا محاولتهم الإقلاع عن عادة التدخين، ويعتبر الفلسطينيون من الشعوب المستهلكة للتبغ بشكل كبير رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، وتوضح وزارة الصحة الفلسطينية أن حوالي 14.5% من الشباب الواقعة أعمارهم ما بين (10-24 عاما) يمارسون عادة التدخين، منهم 26.1% ذكور و2.3% إناث، وتشير الإحصائيات أن متوسط العمر للمدخنين لأول مرة ( 15عاما) مما يشكل تهديداً حقيقياً على سلامة وصحة الشباب المدخنين وغير المدخنين ممن يستنشقون الدخان،وذلك حسب (مسح الشباب2003).
ويعتبر الشاب علي إياد (23 عاما) أن رمضان فرصة سانحة لترك التدخين، موضحاً أن امتناعه عن هذه العادة طوال النهار يعد عاملاًَ محفزاً للاستغناء عنها على الدوام، ويقول: هذا العام قررت منذ بداية الشهر الفضيل أن اترك التدخين، وقد فعلت، ولكن ما حصل أنني استبدلت السجائر بالشيشة (الارجيله)، وهذا ما جعلني أتعرض للانتقادات من الأهل والأصدقاء الذين يؤكدون أن خطرها أكبر من السجائر.
مؤيد جابر ( 20عاماً) طالب جامعي يعتبر من أحد الشباب الذين جربوا الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان، ويقول جابر: أقلعت عن التدخين منذ بداية رمضان، ولكني لم أستطيع الاستمرار، ويضيف: كنت اشعر بالفرح كوني قد تخليت عن التدخين، ولكني في الوقت ذاته، أشعر أن شيئا ما ينقصني كلما جلست لأشرب فنجان قهوة، كما أن السهرات مع الأصدقاء لا تحلو بلا "سيجارة" تجعل الدماغ يصحى.
أما الشاب سمير القاضي (24 عاما) فهو من الشباب الذين يعترفون بأن التدخين مضر للصحة ويحاول الإقلاع عنه، ولكن القاضي يوضح في الوقت نفسه أن ذلك بالأمر الصعب، موضحاً أن الظروف التي يمر بها الشاب الفلسطيني تجعله يبحث عن أي شيء يريح أعصابه، والسيجارة مهمتها هذا الأمر.
ويؤكد القاضي أن والده قد نجح بالإقلاع عن التدخين في شهر رمضان العام الماضي، ويرى القاضي بأن قدوم شهر رمضان والصوم فرصة لا تعوض الترك التدخين، ولكنه يشدد أن ذلك يحتاج لعزيمة وإرادة قبل كل شيء.
ويوافقه صديقة محمد سعيد الذي يحاول الإقلاع عن التدخين منذ فترة، ويشرح سعيد أن محاولته قائمة على الإقلاع تدريجياً، ويقول: النية موجودة، والإرادة قوية، إلا أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة لا تعطينا فرصة لترك التدخين مرة واحدة.
وحسب سعيد الذي كان يداعب السيجارة بيده وهو يتحدث معنا فأن الحالة الاقتصادية والاجتماعية المريحة تشكل حافزاً للتخلي عن السجائر، ويقول: أقلعت عن التدخين سابقاً لمدة شهرين إلا أن حالة "حب" صعبة عشتها كانت قادرة على أن تعيديني للتدخين مجددا.
أما الدكتور بلال سلمان فيؤكد أن العديد من الأشخاص يمكنهم ترك التدخين خلال شهر رمضان، كون الفرصة مهيأة لذلك، فانقطاع الشخص عن التدخين لمدة 12 ساعة دليلاً على قدرته التخلي عن هذه العادة السيئة للأبد.ويؤكد الدكتور أن الإرادة واتخاذ القرار النهائي أهم أسباب نجاح الإقلاع عن التدخين، موضحاً: يمكننا القول أن معظم المدخنين يتلذذون بالسيجارة مع فنجان قهوة أو أي مشروب ساخن، وهذا ما يستطيعون تجاوزه اثناء فترة الصوم. ويقول: ترك التدخين قد يترك أثارا جانبية مثل الانفعال والعصبية، ولكن هذا يمكن تجاوزه مع الوقت، ويعدد الدكتور خطوات الإقلاع عن التدخين، بالأتي: الحصول على قدر كبير من الاسترخاء وبخاصة خلال الأيام الأولى من الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن المدخنين وأجواء التدخين، صرف النظر عن التفكر في العودة للتدخين وبخاصة عندما يشعر الشخص بالحنين إليه، بل بدلاً من ذلك تذك مضاره، تناول يوميا بعد الإفطار كأسا من الليمون لأنه يخفف من شدة الرغبة في التدخين.