استراتيجيات متعددة لمكافحة آفة الايدز

تورونتو (كندا): يدعو الخبراء الى اعتماد استراتيجيات متعددة لمكافحة آفة الايدز التي تتخذ اشكالا متنوعة جدا اذ تنتشر كثيرا في صفوف مدمني الهيرويين في اوروبا الشرقية وممتهني الدعارة في اسيا الجنوبية او بسبب عدم المساواة بين الجنسين في جنوب القارة الافريقية.وقال الاختصاصي الاميركي في علم الاوبئة كريس بيرر من معهد "جونز هوبكينز بلومبرغ" للصحة العامة في بالتيمور ان افة الايدز تتخذ "اشكالا متنوعة" بحسب المناطق الجغرافية وطرق انتقالها.

واكد على ضرورة التخلي عن كل استراتيجية فريدة واعتماد استراتيجيات متعددة للجم تفشي افة الايدز، ملخصا بذلك اراء الخبراء الذين يشاركون هذا الاسبوع في المؤتمر الدولي حول الايدز المنعقد في تورونتو (كندا).

من ناحيتها، قالت الكسندرا كالمي الباحثة في مستشفى ساينت فنسنت في سيدني مستشارة منظمة "اطباء بلا حدود" غير الحكومية "علينا ان نكيف كل اداة مع حاجات كل بلد وهذا صحيح بالنسبة الى الابحاث وتطوير ادوية جديدة كما في مجال الوقاية".

واليوم تسجل نسبة تفشي الامراض بوتيرة مرتفعة في اوروبا الشرقية واسيا الوسطى نتيجة "الادمان المتزايد على الهيرويين" في دول الاتحاد السوفياتي السابق بحسب ما قال بيرر.وهذا في رأيه ناجم عن "الزيادة الكبيرة في انتاج" المخدرات في افغانستان.

ففي اوكرانيا، فان 68% من الاشخاص الذين يحملون فيروس "اتش آي في" من مدمني الهيرويين الذين يستخدمون الحقن نفسها. وتقدر هذه النسبة في روسيا ب20%.

وقال مدير دائرة مكافحة الايدز في منظمة الصحة العالمية كيفن دو كوك لوكالة فرانس برس الاثنين ان افة الايدز ما تزال تتفشى في هذه الدول "لعدم توفر ارادة سياسية حقيقية".

وفي المقابل، ما زال مرض الايدز يتفشى في صفوف مثليي وثنائيي الجنس "في الدول الغنية خصوصا في الولايات المتحدة وينتشر في الدول النامية" نتيجة الصمت المطبق الذي تلجأ اليه السلطات في هذا الخصوص.

وتجتمع في جنوب القارة الافريقية جميع الشروط المساهمة في تفشي الايدز وهي الفقر وهجرة العمال وعدم المساواة بين الجنسين وحتى "كون المراة في مرتبة ادنى من الرجل" كما قال الموفد الخاص للامم المتحدة في افريقيا ستيفن لويس.

وبحسب وكالة الامم المتحدة لمكافحة الايدز، فان 40% من المصابين بمرض الايدز في العالم ويقدر عددهم ب6،38 مليونا، هم في جنوب القارة الافريقية. في حين سجلت 37% من الاصابات بالايدز في 2005 في جنوب القارة الافريقية. الا ان وتيرة تفشي افة الايدز سجلت تباطؤا في مناطق اخرى من القارة الافريقية نتيجة السياسات الطوعية للوقاية من الايدز وتامين العلاج.

وفي جنوب اسيا دعا البنك الدولي الاثنين الى تخصيص جهود للمجموعة الاكثر عرضة للاصابة بالايدز تفاديا لانتشار هذه الافة. ومن العوامل التي تساهم في تفشي الايدز النزاعات المسلحة وزيادة عدد مدمني الهيرويين والفقر في المناطق الريفية والاتجار بالبشر.

كما ان اي تحرك يجب ان يأخذ تنوع الثقافات في الاعتبار. وقال ستيفن لويس انه "لا يحق لاي حكومة غربية ان تملي على الحكومات الافريقية السياسة الواجب انتهاجها لاحتواء مرض الايدز".

وكان الموفد الخاص للامم المتحدة يشير الى السياسة التي دعت ادارة بوش الى اعتمادها وتركز برامجها اساسا على الوفاء والعفة.