الجنس بعد المعاش - الحلقة الثالثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عدوانية كبر السن
إلى المرعوبين من الرجال الذين لا يتوقعون كيف تصير حياتهم الجنسية بعد الستين، نقول: عندما تتوقع أن قدرتك على الجرى كيلومتراً واحداً ستقل عندما تصل إلى سن الستين ستستطيع توقع هذه التغيرات ببساطة والمصاحبة للإنتصاب ولن تنزعج إذا لم تجامع مرتين متكررتين فى ليلة واحدة، المهم أن تكون واعياً بهذه التغيرات، هنا لن تترجم أنت أو تترجم زوجتك هذه التغيرات بطريقة خاطئة وستظل واقعاً تحت تأثير قلق مراقبة نفسك حتى تحصل على شهادة أيزو الجنس!.
هذا كان عن الناحية البيولوجية، أما من ناحية الإعتبارات السيكلوجية فإن ثقافتنا التى نمت وزرعت فينا أن الجنس والرومانسية فى كفة وكبر السن فى كفة أخرى وهما مثل الماء والزيت لا يختلطان... يتجاوران نعم، ينظر العجوز بحسرة على الأيام الخوالى ويتذكر ويسرح بعيداً ويردد ليت الشباب يعود يوماً، نعم، أما أن يحاول أن يبحث عن سعادته فى العلاقة، وأن يحمى حبه من أن يشيب، ويصون مشاعره من أن تترهل، ويحفظ عواطفه من طلوع الكرش، كل هذا مرفوض، وكل هذا إنعكاس لما يسمونه فى الغرب AGEISM أى الموقف العدائى تجاه كبار السن والذى يماثل فى قوته العدائية العنف العنصرى.
يقول بتلر فى كتابه "الجنس بعد الستين" والى نشر 1976 "هذه العدوانية ترى كبار السن فى صورة متعددة الجوانب، كل واحد منهم متصلب الرأى، كئيب.. ممل.. ثرثار... دقة قديمة.. فاقد لأى مهارة.. عديم النفع.. عبء ثقيل على المجتمع".
هذه العدوانية ملخصها، طالما كبرت فى السن فإنك قد إنتهيت وبالطبع أبرز صور هذه النهاية هى النهاية الجنسية، وشعارها المفضل "يالله حسن الختام"، وقد أبرزت دراسة أجراها "زيسZEISS " 1982 تلك العدوانية المتفشية بين الشباب، فقد إختار الباحث عينة من شباب الجامعات وسألهم عن توقعاتهم بالنسبة للجنس بين زوجين تعديا سن الستين، فأجاب معظمهم بأنه لا يجب عليهما أن يمارسا الجنس مطلقاً.
بعيداً عن هذه العدوانية فقد تعاطف معهم العلماء إلى حد بعيد، وظلت الدراسات حول موضوع الجنس والشيخوخة تنمو وتتسع، أثبتت بعض هذه الدراسات التى أجراها نيومان 1960 ومارتين 1977 وغيرهما أن قلة النشاط الجنسى فى حالات كثيرة يرجع جزء منه لتدهور الحالة الصحية العامة وليس إلى التغيرات الفسيولوجية، ويرجع جزء آخر إلى الخلفية الثقافية والمواقف والتوجهات الإجتماعية.