صحة

دواء جديد لشلٌ السكري منذ نشأته

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: انه لا يسبب زيادة في الوزن ويعيد سكر الدم (Glycaemia) الى مستواه الصحيح ويساعد في إعادة توليد خلايا البنكرياس. هذه النتائج عرضتها وزارة الصحة الأميركية وتتعلق ببعض الدراسات الحديثة والواعدة حول دواء لمعالجة السكري من النوع الثاني (2). والجزيئية (Molecule) التي يعتمد عليها الدواء هي جزء من فئة جديدة من الجزيئيات التي تشل نشاط الإنزيم المسمى (DPP-4) الذي يعطل بدوره بعض الهرمونات الهامة في تنظيم مستويات سكر الدم. وتعطينا هذه الهرمونات الشعور بالشبع، بعد الأكل، وتبرز أهميتها في إفراز الأنسولين. لكن الإنزيم (DPP-4) سرعان ما يعطل نشاطاتها. لذا، جرى تطوير جزيئيات جديدة، كما تلك المسماة (Sitaglipin)، القادرة على صد عمل هذا الإنزيم التخريبي عدا عن زيادة مستويات هذه الهرمونات المفيدة للجسم.

ويمكن تناول هذه الهرمونات الحميدة عن طريق الفم، في جرعة واحدة يومية. ويدعى الدواء الذي يحوي هذه الهرمونات "جانوفيا" (Januvia)، وتنتجه شركة "ميرك" (Merck) الصيدلانية الطليعية، وتم اختباره عبر ثلاث دراسات مختلفة اشترك في كل منها بين 600 و800 متطوع. واستندت الدراسة الأولى على دواء "جانوفيا" فقط. فيما دمجت الدراستين الأخريين هذا الدواء بأدوية متعددة مستخدمة في مكافحة تطور مرض السكري من النوع الثاني.

واشترك في الدراسة الأولى مرضى مصابين بالسكري لم يخضعوا من قبل لأي علاج. وعولج القسم الأول منهم بالجزيئية التي تشل نشاط الإنزيم (DPP-4). وأخضع القسم الآخر للعلاج المموه. وأثناء العلاج الذي تلقاه القسم الأول تراجع مستوى الهيموغلوبين الغليكوزي كما يحصل مع المريض بالضبط بعد تعاطيه الأدوية التقليدية. لكن العلاج الجديد لا تأثير له على الوزن(الذي لا يزيد)، ويتحمله المريض على نحو مقبول أكثر ويجلب معه مفعولاً إيجابياً الى وظائف الخلايا "بيتا"، الموجودة في البنكرياس، التي تفرز الأنسولين.

وسجلت الآثار العلاجية الإيجابية كذلك في الدراستين الأخريين، عندما استعمل الدواء "جانوفيا" سوية مع أدوية أخرى مستعملة منذ فترة طويلة، كما "ميتافورمين" (Metaformine). يذكر أن الأخير هو الدواء المفضل لبدء معالجة السكري من النوع الثاني. لكن، وفي أغلب الحالات، لا يكفي اللجوء الى دواء "ميتافورمين" لضمان السيطرة المثالية على مستويات سكر الدم. وفي حال تمكن الأطباء في معالجة مرضى السكري من النوع (2) بواسطة أدوية مكافحة نقص السكر (Hypoglycemia)، التي تؤخذ عن طريق الفم(تستطيع أغلبية المرضى الذين يعانون من نقص السكر بدء العلاج من دون الأنسولين ثم يستطيع أكثر من نصفهم متابعته عن طريق الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم)، عندئذ لا تتفاعل الجزئية الجديدة بصورة إيجابية على مستويات الغلوكوز في الجسم فحسب إنما تساعد في الاحتفاظ باحتياطي خلايا البنكرياس وإعادة توليدها ما يعتبر خطوة جوهرية لتفادي تطور مرض السكري من مرحلة السيئ الى الأسوأ.

ومن شأن الجزيئية الجديدة، أو (Sitaglipin)، الموجودة في الدواء "جانوفيا"، مساندة الأدوية التقليدية، في مرحلة العلاج، أو يمكن للأطباء حقنها وحدها إذا ما كان جسم المريض غير قادر على تحمل أو تقبُل الدواء "ميتافورمين". هذا ووافقت المكسيك على تسويق الدواء "جانوفيا" قبيل بضعة شهور، ومن المتوقع أن توافق وزارة الصحة الأميركية عليه حتى نهاية العام 2006. وقد تبدأ الأسواق الأوروبية بيعه اعتباراً من العام الجاري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف