صحة

الوضع النفسي سبب مشاكل البول عند الأطفال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


الحل بتقوية الثقة لديهم وإبعاد شبح الخوف
الوضع النفسي سبب مشاكل البول عند الأطفال


د. مزاحم مبارك مال الله:من المفيد أن نعرف إن الكثير من الأفعال اللاإرادية لدى الإنسان تتحول بمرور الوقت(بتقدم العمر) الى أفعال إرادية مثال ذلك التبول، التبرز، والسبب في هذا التحول هو تطور المراكز العليا في الدماغ التي تنظم عمل هذه الأفعال إضافة الى نضج أنسجة الأجهزة المسؤولة عن هذه الأفعال وكذلك الى نمو العضلات القابضة والباسطة لفتحاتها، وبالتالي نرى إن الطفل منذ الولادة وحتى عمر ثلاث أو أربع سنوات مثلاً لايسيطر على تفريغ المثانة ولكن وبالتعويد إضافة الى التحول الذي أشرنا إليه سيبدأ يتحكم الى حدٍ ما بعملية إفراغ المثانة،وهذا ما ينطبق على الإخراج أيضاً.إن الجهاز البولي يتكون من الكليتين،الحالبين والمثانة.الكليتان واجبهما تنقية الدم من السوائل الزائدة ومن الكثير من المواد الناتجة عرضياً عن عمليات التمثيل الغذائي ومن التفاعلات الكيمياوية والبايوكيمياوية العديدة في الجسم وبالتالي تساهمان و تحافظان على التوازن المائي والكيمياوي فيه،أما الحالبان فهما الممران الرئيسان لما تنتجة الكليتين ولغرض لفض هذه المواد خارج الجسم فكل منهما يتصل بكلية من الأعلى ومن الأسفل بحاوية الإدرار أو مخزن الإدرار ألاّ وهي المثانة،والمثانة كيس له القابلية على التوسع والتمدد ولكن الى حدود،وتنفتح المثانة الى الخارج عن طريق الأحليل وفتحة الأحليل هي الصنبور الذي يتحكم بالتفريغ،هذا الصنبور هو الذي فيما لو لا يعمل بشكل صحيح أو يفلت عن سيطرة الإرادة سيؤدي الى ما نسميه بالسلس البولي لذلك فإن سلس البول يعني التبول اللاإرادي.إن عملية التبول تتحول من حالة لاإرادية الى إرادية(أي السيطرة والتحكم)في عمر ثلاث ـ أربع سنوات،ولكن بعد هذا العمر يمكن أن ينتاب بعض الأطفال حالة السلس البولي،وهي حقيقةً حالة مزعجة لهؤلاء الأطفال ولأهلهم بل ومحرجة أيضاً،ولكون الحالة غالباً ماتحدث ليلاً لذلك تسمى بسلس البول الليلي.

الإنسان في حالة اليقظة يستطيع ان يحس بالكثير من الفعاليات الجسمانية،مثال ذلك يشعر ويحس بحاجة المثانة الى التفريغ،إن هذا الشعور أو الأحساس جاء نتيجة الأيعازات الصادرة عن الدماغ بعد أن تم إشعاره بأنها أصبحت مملؤة،لذلك فيتحول هذا الإشعار وهذا الأيعاز الى الفعل لأجراء عملية التفريغ.أما في الليل فالأنسان يكون في حالة إسترخاء إثناء النوم بل يفقد الشعور أو السيطرة على الإحساس ببعض الأفعال ومع ذلك فمن النادر أن يكون سبب هذه الحالة(التبول) مَرضي، أي بمعنى إنه من النادر وجود سبب عضوي لحصول هذا السلس ومثال على الأمراض أو الأصابات العضوية لسببها هو شلل الأعصاب التي تسيطر على فتحة الأحليل (ولأي سبب كان) أو الإختلال الهورموني في بعض الحالات الأخرى . ولكن وبالملاحظات العديدة التي سُجلت بعد فحص هؤلاء الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة وجد على الأغلب إنها لاتتعدى الوضع النفسي إضافة الى عدم التعويد على التبول ليلاً في التواليت والى حين بلوغ السيطرة التامة على إفراغ المثانة .
ولأجل مساعدة هؤلاء الأطفال المساكين ، علينا إتباع مايلي :ـ

أولاًـ إعادة وتقوية الثقة بنفس الطفل وإبعاد شبح الخوف عنه من خلال :ـ
آـ منع رؤية الأفلام والصور المرعبة والإبتعاد كلياً عن الأسلوب القسري بالتعامل معه.
ب ـ عدم اللجوء الى إرعاب الطفل بالضرب أو التهديد بأشياء لايراها ولايحسها أو حتى عدم إسماعه كلمات مرعبة .
ج ـ التقرب الى نفسية الطفل التي تتفاعل بسهولة مع محيطها وإضفاء طابع الحنّية والمحبة وإشعاره بالأمان والأطمأنان .
د ـ قراءة القصص أو قص القصص ذات المعاني الإنسانية الجميلة ليغفو الطفل على صورة جميلة عن الحياة ولينام مطمأناً .
ه ـ الطفل يخاف الظلام فلا بأس من ترك الإنارة في غرفته ، وأحياناً فإن إستعمال الموسيقى الهادئة المتفائلة تساعد الطفل على نوم هادئ وغير قلق وتمنع تفكيره من أن يسرح بأفكار وصور مخيفة .

ثانياً ـ منع الطفل من تناول السوائل ساعتين على الأقل قبل النوم ، وهناك بعض الأطعمة تحتوي على سوائل كثيرة مثل الخيار والرقي والرمان فيحبذ تحاشيها مساءً.

ثالثاً ـ تعويد الطفل على أن ينهض من فراشه أو(على الأقل يقول إنه يريد الذهاب الى التواليت)، وذلك بإيقاضه في منتصف الليل لقضاء الحاجة ، لعدة أيام فقط ، وبعدها سيعتاد ذلك تلقائياً .

رابعاً ـ وجدنا إن أحد أسباب سلس البول الليلي هو الإصابة بالديدان المعوية التي تخّرش بطانة الشرج حيث تضع أنثى تلك الديدان بيوضها ليلاً بين طيات الشرج ، وهذا التخّرش يسبب إنعكاس الحافز الى الدماغ الذي يعمل على إرجاع إيعاز بتراخي عضلة فتحة الإحليل مما يسمح بمرور البول لاإرادياً ، وعليه فقد تأكّد لدينا إن معالجة الديدان والحكّة الشرجية هو أسلوب موثوق بمنع سلس البول الليلي .
خامساً ـ هناك بعض الحالات الموضعية الخاصة بفتحة الإحليل الخارجية التي يمكن معالجتها مثل الفطريات أو ما شابه .
إن تطبيق هذه الإرشادات سيساعد بشكل كبير جداً ويعطي نتائج رائعة في التخلص من هذه الحالة المزعجة للطفل وأهله .
وقد أشيع مؤخراً إستعمال بخاخ عن طريق الأنف لمعالجة هذه الحالة التي لا نميل إليها لكونها تتعامل هورمونياً في جسم الطفل ومن الممكن أن تعطي نتائج عكسية ، ويمكن إستعمال مثل تلك العلاجات في حالة الإختلال الهورموني الذي أشرنا إليه سابقاً .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف