صحة

سرطان الثدي.. يصيب الرجال!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: يعتبر سرطان الثدي، وهو الورم الخبيث الذي يصيب غدة الثدي، مرضاً يصيب النساء ، في أغلب الحالات، لكنه لا يستثني، في حالات أخرى نادرة الحصول، الرجال أيضاً. لا بل أن عدد الرجال المصابين بسرطان الثدي تضاعف في السنوات الخمس الأخيرة. وللأسف، فإن الرجال غير مطلعين على المعلومات الأساسية المتعلقة بهذا المرض، والعديد منهم لا يلاقي جدوى في إخضاع غدة الثدي الى فحص دوري. فغدة الثدي موجودة لدى الرجال إنما أصغر حجماً من تلك الموجودة لدى النساء.

وبرغم ارتفاع عددها، تبقى إصابات سرطان الثدي "الرجالية" نادرة الحصول، بالأحرى، إذ إنها تشكل فقط واحداً في المئة من جميع حالات تشخيص سرطان الثدي الجديدة، بإيطاليا، أو حوالي 32 ألف حالة جديدة كل عام. كما أن سرطان الثدي لدى الرجال كثيراً ما يصيب، في الآونة الأخيرة، الرجال ما دون الخامسة والأربعين من العمر. فيما كان يصيب، في السنوات السابقة، هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و70 عام. ولم يُعرف بعد بوضوح ما هي الأسباب الواقفة وراء هذه التغيرات. فالخبراء يربطون إصابات الرجال الأقل عمراً بعوامل وراثية. علماً بأن التغيرات الحاصلة في الجين المسمى (BRCA2) ترتبط، لدى الرجل، بارتفاع الخطر الوراثي للإصابة بسرطان الثدي. لكننا نجد كذلك عوامل وراثية أخرى "متورطة" في تفاقم خطر الإصابة بهذا الورم الخبيث. وتشير أحدث الاستطلاعات في العلوم الوبائية الى أن بعض الأخطار لها صلة وصل بأنماط حياة "خاطئة"، كما الوزن الزائد في السن المبكر وقلة النشاط الجسدي ناهيك من مستويات مادة الاستروجين المنتشرة أكثر فأكثر في البيئة ومبيدات الحشرات والملحقات الغذائية التي تنتهي بشهية في المعدة.

الرجال يستخفون بخطر الإصابة بسرطان الثدي

يُجمع الباحثون من معهد الأورام الوطني، بمدينة "نابولي" جنوب غرب ايطاليا، وزملائهم في مركز ( Memorial Sloan Kettering Cancer Center ) بمدينة نيويورك بأن ثمة عاملاً مشجعاً. فأكثر من سبعين في المئة من مرضى سرطان الثدي، رجالاً ونساء، يتغلبون على مرضهم في النهاية ويتعافون منه. إن هذه النسبة المئوية يمكن أن تصبح أعلى إذا ما تمكن الرجال في الاستعلام أكثر حول سرطان الثدي والتعرٌف على بداية عوارضه. ويمثل الفحص الدوري السبيل الوحيد للوقاية من خطر الإصابة بسرطان الثدي. فعادة ما يتم تشخيص هذا المرض في مرحلة متقدمة من تطوره داخل الجسم. والى اليوم، يستخف الرجال بهذا النوع من السرطان. وحتى طبيب العائلة يبدي درجة ميول أعلى الى التعرف على الورم في حال كان المشتبه بإصابته به امرأة وليس رجلاً. لذا، ينبغي على الرجل دورياً أن يجس(يفحص باللمس) ثديه ويراجع الطبيب الاختصاصي، عندما يلاحظ تضخماً فيه(في الثدي)، لالتقط صورة للثدي بأشعة اكس.

تشخيص مبكر أكثر سهولة لدى الرجال

من الأسهل تشخيص بداية سرطان الثدي لدى الرجل، وفي الوقت المناسب، للتكهن بالاتجاه المحتمل أن يتخذه هذا الورم. فالأنسجة الغُدية لدى الرجل ليست كثيرة. ويمثل وجود نقاط تكلس صغيرة، في الثدي، ناقوس خطر. علاوة على ذلك، قد يرتبط تضخم الثدي لدى الرجال البالغين بأمراض معينة، كما سرطان الخصية والتهاب الكبد والخلل في وظيفة الغد الدرقية(غدة صمٌاء في العنق)، أو بتعاطيهم بعض أنواع الأدوية. وفي سن المراهقة، يعتبر تضخم الثدي أمراً طبيعياً لدى الشباب كون نمو غدة الثدي ظاهرة تقليدية تعكس التغيرات الهرمونية الحاصلة في جسم المراهقين التي تستمر شهوراً قليلة فقط.

العلاج

في حال شُخٌص الورم بصورة مبكرة عندئذ يجري استئصال ثدي الرجل بالكامل من طريق عملية جراحية. وإذا كان رد فعل الورم إيجابياً مع مُستقبلات الاستروجين وقتها يلجأ الأطباء الى العلاج الهرموني بواسطة الدواء (Tamoxifene) المضاد للاستروجينات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف