الكريات البيضاء عدوة القلب

طلال سلامة من روما: يبرز على السطح اليوم ناقوس خطر متعلق بالسكتة القلبية لم يأخذه أحداً بالاعتبار كونه كان مجهولاً. ويتعلق هذا الخطر بكثافة الكريات البيضاء، في الدم. هذا ما ذكره فريق من الباحثين الإيطاليين الذين راقبوا 1600 مريض مصابين باحميرار الدم (Polycythemia) أي الازدياد غير السوي في عدد الكريات الحمر بسبب خلل أصاب خلايا المنشأ في النخاع الشوكي مما يحثها على إنتاج كمية من خلايا الدم أعلى من المطلوب. هكذا يصبح الدم لزجاً ما يرفع خطر التعرض للخثر(تكوٌن الجلطة) الذي يسد الأوعية الدموية. ما يسبب بدوره الاسكيمية(فقر دم موضعي ناشئ عن عقبات تعترض تدفق الدم في الشرايين) والذبحات القلبية.

وأجرى فريق الباحثين في جامعة روما دراسة لتقويم ناقوس الخطر هذا، الذي يتجاهله الجميع في معظم الأحيان. عادة، يتم تقويم خطر التعرض للجلطة مع الأخذ في الحسبان العمر والحوادث السابقة التي تمثل عوامل طبيعية هامة. بيد أن الفريق الإيطالي راقب دور الكريات البيض اعتماداً على عدد ضخم من المعطيات الموجودة في أرشيف "ايكلاب" (European Collaboration on Low-dose Aspirin in Polycythemia Vera). وتمكنوا من تحديد صلة وصل بين تعداد الكريات البيض الأعلى من 15 ألف في الميكرو لتر الواحد وخطر إصابة بالذبحة القلبية أعلى بكثير من المعدل العادي.

وقد تفتح الدراسة الأبواب أمام وسيلة وقائية جديدة لاستباق خطر الذبحة القلبية، هي خفض عدد الكريات البيض عبر تعاطي دواء (Oncocarbide) بجرع أعلى.