مصر تحاول ضبط التدخين في الأماكن العامة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: في بلد، يعد فيه تدخين الأرجيلة أو الشيشة، أو التدخين مع شرب الشاي، من أكثر أنواع تمضية الوقت شعبية، فإن وضع قوانين جديدة تهدف إلى ضبط التدخين يُلاقي ردود فعل متشككة، وخاصة أن المصريين يدخنون مليارات السجائر سنوياً. ليس هذا فحسب فالشعب المصري، البالغ عددهم 76 مليون نسمة، يحتلون مركزاً عالياً بين شعوب الشرق الأوسط من حيث نسب التدخين.
المكاتب المليئة بالدخان هي الأمر السائد في البلاد، بالإضافة إلى سائقي الأجرة الذين يشعلون السيجارة تلو الأخرى بينما هم عالقون في زحمة القاهرة الغادرة. المناطق الخالية من التدخين، لم يُسمع بها، والمقاهي المليئة بالأراجيل عادةً ما تغرق الأرصفة، تاركة الرائحة الجميلة للتبغ المنكّه بالفاكهة عالقة في الشوارع.
غير أن بعض الأطباء وصانعي القرار المصريين يريدون تغيير ثقافة التدخين في مصر، إذ قام البرلمان مؤخراً بالمصادقة على قرارات تحظر الترويج للتبغ والتدخين في بعض الأماكن العامة التي تشمل المباني الحكومية والمدارس والمستشفيات.
ويطالب القانون أيضاً بوضع تحذيرات صحية على علب السجائر، كما يسمح للحكومة بزيادة أسعار التبغ (تباع سجائر كليوباترا، الصنف المحلي للدخان في مصر، بخمسين سنتا للعلبة) تبعاً لعضو البرلمان، هاني السيد، الذي اقترح هذه القوانين الجديدة.
وقال السيد، الذي يرأس أيضاً نقابة الأطباء المصريين، إن غرامة من يخرق القانون من الأفراد قد تصل إلى 17 دولاراً أمريكياً، وقد تجبر المؤسسات على دفع حوالي 3500 دولار إن لم تتبع القانون.
وقال السيد أنه رغم أن القوانين المصرية متواضعة، إلا أنها تشكل خطوة البداية، وتحديدا في بلد يُدخن فيه 80 مليار سيجارة سنوياً، مضيفا أن "جزءاً من الهدف هو إبعاد الأطفال والشباب الصغار من أن يتحولوا إلى مدمنين على التدخين."
ولكن في بلد تُبقي فيه بيروقراطية الحكومة الهائلة الإصلاح يسير بسرعة الحلزون، وحيث رشوة المسؤولين أصبحت أمراً دارجاً، ثمة كثير من الشكوك حول وضع القوانين قيد التنفيذ، وفقاً للأسوشيتد برس.
قال السيد إن مصر تحاول مواجهة عدم التطبيق بالمطالبة بإنشاء وكالة للسيطرة على التبغ، وإعطاء وكالة الصحة سلطة قضائية، لكنه يأمل بأن يتم تنفيذ القرارات بحلول نهاية الصيف الحالي.
شريف عمر، عضو برلمان والأستاذ في معهد السرطان القومي التابع لجامعة القاهرة، لديه شكوك أيضاً حول القوانين الجديدة. يقول عمر إن التعليم هو الطريقة الوحيدة لحث الشباب على التخلي عن الأرجيلة والتدخين، ولكن التعليم المضاد للتدخين ليس جزء من المناهج التعليمية في مصر.