ايطاليا تختبر حبوبًا تمنع الشعور بالجوع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
التجارب الأخرى كانت دائمًا تترك آثارًا جانبية
ايطاليا تختبر حبوبًا تمنع الشعور بالجوع
وداخل بانوراما الصراع مع البدانة، يعتلي أدراج البحث العلمي منتجاً إيطالياً يتميز بقدرته على محاربة الشعور بالجوع دون أن يتداخل مع وظائف الجسم الأخرى. والمنتج عبارة عن حبة تسمح بخسارة الوزن دون أن تتداخل مع وظائف الدماغ الطبيعية، لشلها أو لإتلافها. هكذا، لا توقف الحبة "الشهية" بصورة كيميائية إنما تتفاعل "ميكانيكياً" في المعدة كي تملأ جزءا منها. لذا، ينجح هذا التفاعل الميكانيكي في الحصول على مفعول مزدوج مفيد. من جهة، يولد شعوراً بالشبع مما يسبب خسارة تدريجية للوزن. من جهة أخرى، لا تدخل الحبة "في صراع" مع النظام العصبي مما يجنب المريض إمكان المرور بعوارض الإجهاد. إذن، تتيح هذه الحبة(التي لم تتم تسميتها بعد) خسارة الوزن بسهولة، بشكل طبيعي ودون أي مفعول جانبي.
وتعكس الأبحاث على هذه الحبة آفاقا جديدة في دراسة زيادة الوزن والبدانة وكيف يمكن خسارة الوزن "صحياً". فخسارة الوزن باتت ظاهرة "طبية استهلاكية" تستقطب ملايين المستعملين(زائدي الوزن والبدينين) حول العالم، إما للمحافظة على المظهر الخارجي أو لمسائل متعلقة بالصحة الجسدية والنفسية. فهناك مخاطر جدية متعلقة بتطوير السكري وضغط الدم العالي والسكتة القلبية أو الدماغية والالتهابات المفصلية العظمية وبعض أنواع السرطان.
في سياق متصل، نجح الباحثون في معهد (Imcb-Cnr) بالتعاون مع كلية الهندسة في جامعة "ليتشي" جنوب ايطاليا وجامعة "نابولي" في ابتكار مادة ماصة قادرة على الامتصاص لغاية لتر واحد من السوائل أي ألف مرة ثقلها الأولي. وسيتم إنتاج هذه المادة عبر حبوب تحوي هيدروجل(بوليمر يمتص الماء) مكون من خليط يحوي بدوره أنواعاً عدة من السلولوز. وينبغي تناول هذه الحبوب قبل كل وجبة طعام سوية مع كوبين من الماء وذلك لتوليد الشعور بالشبع.
لتوضيح البحوث الجارية حول هذه الحبوب، أجرت "ايلاف" اتصالاً هاتفياً بالباحث الإيطالي "لويجي أمبروزيو"، أحد المشتركين الأساسيين في هذه الأبحاث. ويفيد الباحث أن الهدف الأولي للأبحاث، قبل عشر سنوات، تمحور حول دراسة خواص الهيدروجل لصناعة حفاضات أطفال أكثر امتصاصاً للبلل. بعد مرور أربع سنوات على بدء الدراسة، قرر فريقه تطبيق خواص الهيدروجل وإمكاناته في القطاع البيولوجي الطبي ابتغاء التحقق من درجة التوافق البيولوجية بين الهيدروجل والجسم البشري. في بادئ الأمر، استعمل الهيدروجل لامتصاص السوائل من الأمعاء ولإزالة بعض المواد التي تفرزها عملية غسل الكلى لدى بعض المرضى. وكانت النتائج واعدة مما دفع الباحثون الى المرور الى مرحلة اختبار ثانية تمحورت حول تطبيق الهيدروجل في عملية السيطرة على زيادة الوزن. إن هذه العملية حساسة كونها تضع عاملين اثنين في صراع دائم، هما التوازن الأيضي والتوازن النفسي.
على عكس المنتجات الأخرى المستعملة في برامج الحمية، يذكر الباحث "أمبروزيو" أن الهيدروجل الذي ابتكره فريقه لا يتداخل مع الوظائف الطبيعية للنظام العصبي في الجسم أي أنه لا يشل الشعور بالشهية أو الجوع أو الرغبة الجنسية بصورة كيماوية. هكذا لا يتعرض المريض لمخاطر الإجهاد. ويحوي الهيدروجل عدة أنواع من السلولوز، المعدلة كيماوياً والموصولة في ما بينها على نحو متقاطع. وتكون الحبة على شكل غبار يابس، وزنها بين 600 و800 غرام، يجري تناولها مع كوبين من الماء. وتولد الحبة شعوراً بالشبع في المعدة عن طريق ملء جزء منها، دون أن يمتص الجسم الحبة. ثم يتبع الهيدروجل المسار الغذائي الطبيعي الى أن يقذفه الجسم الى الخارج بشكل طبيعي. عند وصولها الى المعدة، تذوب الحبة لتحرر الهيدروجل الموجود داخلها. بالطبع، يزداد حجم الهيدروجل بفضل كوبي الماء. هكذا يحتل الهيدروجل "المضخم" جزءا من المعدة بفضل تركيبته المعتمدة على أجسام كروية ميكروسكوبية تنتفخ حالما تمتص الماء مما يسبب الشعور بالشبع.
وتتفاعل شبكة السلولوز في المعدة كما شبكة الصيادين. فخيوط هذه الشبكة تمنع جزيئيات الماء من التشتت. ويسترسل الباحث "أمبروزيو" أن فريقه انتقل، منذ سنة ونصف السنة، من مرحلة الاختبار الى تجارب حية على بعض المتطوعين بهدف تحسين تركيبة الحبوب والهيدروجل معاً. لدى بعض المرضى الذين يعانون زيادة في الوزن، نجح الهيدروجل في توليد شعور بالشبع دام ست الى سبع ساعات. علاوة على ذلك، لم يسجل لديهم أي شعور بالحموضة، الناجمة في أغلب الأحيان من الإفراز المفرط للصفراء(مادة يفرزها الكبد وتُختزن في المرارة). والكثير من ملحقات الحمية يسبب هذه الحموضة.
الآن، ينفذ الباحثون في جامعة "جيميللي" في روما، منذ أربعة أسابيع تقريباً، تجارب على 90 متطوعا يتم تمويلها من (Miur) و(Quantica) الإيطالية و(State Street) الأميركية. وستتوسع هذه التجارب قريباً لأجل الحصول على الشهادات الضرورية، من أوروبا وأميركا(هيئة الأغذية والأدوية الأميركية)، لتسويق الدواء(الذي يحوي بالطبع هذه الحبوب) حول العالم.