صحة

وسائل منع الحمل والدول الفقيرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد الشرقاوي من القاهرة: حذر تقرير صدر عن البنك الدولي من أن البلدان الفقيرة والمانحين الأثرياء ووكالات المعونة لا تولي اهتماماً كافياً في الوقت الحالي لقيمة وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة وغير ذلك من برامج الصحة الإنجابية في مساعدة الجهود الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي، وتخفيض معدلات المواليد المرتفعة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفقر المتوطن، وضعف التعليم، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات والرضّع.

ووفقاً لهذا التقرير الجديد الصادر بعنوان ـ " قضايا السكان في القرن الحادي والعشرين: دور البنك الدولي " ـ فإن 35 بلداً، يقع معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء، تعاني ارتفاعاً في معدلات المواليد حيث تتجاوز خمسة أطفال لكل أم، وأن أكثر من 500 ألف امرأة من بين ما يُقدر بنحو 210 ملايين امرأة حامل تتعرض للموت أثناء الحمل أو الولادة كل عام على مستوى العالم، وأن 20 في المائة منهن يلجأن إلى الإجهاض بسبب ضعف قدرتهن في الحصول على وسائل منع الحمل. ويقول هذا التقرير إن هناك نحو 68 ألف امرأة تموت سنوياً نتيجة لعمليات الإجهاض غير المأمونة، وإن 5.3 مليون امرأة تعاني إعاقةً دائمةً أو مؤقتةً، وإن الكثيرات منهن ينتهي بهن المطاف إلى أن يُنبذن أو يُهجرن داخل مجتمعاتهن المحلية.

ويقول هذا التقرير أيضاً إنه بالنظر إلى انخفاض معدلات الخصوبة انخفاضاً ملحوظاً في معظم البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل الواقعة خارج أفريقيا، فإن أولويات البلدان المانحة ووكالات التنمية قد تحولت إلى قضايا أخرى، وأن الصناديق والمبادرات العالمية قد تجنبت ـ بشكل كبير ـ توفير التمويل اللازم لبرامج تنظيم الأسرة، مع اهتمامها المحدود للآثار الناتجة عن ارتفاع معدلات الخصوبة، حتى في تلك البلدان التي مازالت متأخرة على صعيد تحقيق نمو سكاني مستدام.

يقول التقرير الجديد إن العالم يقف حالياً في منتصف تغيّرات ديموغرافية رئيسية. فخلال العقود الأخيرة من السنين، انخفضت مستويات الخصوبة بمعدلات أكثر سرعة ـ حتى في بعض أشدّ بلدان العالم فقراً ـ عما توقعه معظم الخبراء الديموغرافيين.

وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، ازداد سكان العالم بأكثر من الضعف ليصل إلى ستة بلايين، وهي زيادة مذهلة تقدر بحوالي 3 بلايين نسمة خلال فترة لم تتعد 40 عاماً. وبالرغم من أن هذا المعدل قد تباطأ حالياً ليصل إلى 1.2 في المائة سنوياً، فإن العالم يشهد الآن زيادة سنوية بواقع 75 مليون نسمة خلال هذا العقد من السنين. ومن المتوقع أن يصل عدد السكان في العالم إلى 9.1 بليون نسمة بحلول عام 2050، وستكون معظم تلك الزيادة على الأرجح في أشدّ بلدان العالم فقراً.

يقول هذا التقرير إن أعلى معدلات المواليد في العالم توجد في أفريقيا جنوب الصحراء خاصة وان متوسط معدل الخصوبة أعلى من خمسة أطفال لكل امرأة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف