داء السكري : إفهمه لتتعايش معه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقسم الى نوعين أولي وثانوي
داء السكري : إفهمه لتتعايش معه
إن هورمون الأنسولين تفرزه خلايا بيتا الموجودة في موضع في البنكرياس يسمّى جُزر لانكرهان .
وقبل الولوج بدراسة هذا المرض علينا أن نعرف أن نسبة السكر في الدم إذا ما تجاوزت عن 180ملغم /100 سي سي فسوف يظهر بالبول ، أي بمعنى أن المريض الذي يكون عنده نسبة السكر على سبيل المثال (160 ملغم /100 سي سي)، فهو من ناحية مصاب بداء السكري ولكن لايظهر بالإدرار ، ولذلك نعتمد على تحليل الدم أكثر مما نعتمد على تحليل الإدرار .
إن نقص هورمون الأنسولين في الجسم يؤثر في التمثيل الغذائي للكاربوهيدرات والبروتينات والدهون، وهذا التأثير يغيّر عمل خلايا الجسم بشكل مستديم، هذه التغيرات تسمى بـالمضاعفات التي غالباً ما تظهر في العين، الكلية و في الجهاز العصبي.
إن داء السكري يعتبر الأهم والأوسع إنتشاراً من بين أمراض الغدد الصُم .
مرض السكّر نوعان، الأولي والثانوي، إن الغالبية من المرضى هم من نوع الأولي، وهذا النوع على فئتين، فئة تعتمد على الأنسولين في علاجها، ويصيب الفئات العمرية 40عاماً فأقل ويحتاج الى العلاج بالهورمون وعلى وجه السرعة، والفئة الثانية لاتعتمد على الأنسولين في علاجها، وهو يصيب الفئات العمرية 45 عاماً فأكثر حيث يلعب العامل الوراثي دورًا كبيرًا للإصابة بهذا النوع.
أما النوع الثانوي، فهو قليل الحدوث قياساً الى النوع الأولي، إن النوع الثانوي أسبابه عديدة ومنها :
1.أمراض البنكرياس ، 2. رفع البنكرياس ، 3. أدوية الستيرويد ، 4. تشمّع الكبد ، 5. مضادات الأنسولين في الجسم مثل : أ ) فرط إفراز هورمون النمو ، ب ) فرط إفراز هورمون الستيرويد ، ج ) فرط إفراز الأدرينالين ، د ) الغدة الدرقية السامة ، هـ ) هورمونات تفرز أثناء الحمل والنساء اللواتي لهن القابلية الوراثية على الأصابة بالسكّري .
قلنا إن الخلل في إفراز الأنسولين يؤدي الى خلل في التمثيل الغذائي لبعض المواد ومنها الدهون .
بالأحوال الإعتيادية فالعمليات الكيماوية معقدة ، وعليه تنتج عن تمثيل الدهون مواد تسمى الـ ( كيتونات ) وهي موجودة بكميات قليلة جداً في البلازما ، ووجودها ضروري كوقود للتمثيل الغذائي أيضاً ولكن بسبب الخلل الآنف الذكر فسوف يزداد وجود هذه الكيتونات ، إن الزيادة هذه تؤدي الى خروج الماء من الخلايا محرراً آيون الهيدروجين الذي يحوّل الدم الى وسط حامضي خافضاً البيكاربونات و مسبباً حالة كيماوية خطرة تسمى ( الكيتونات الحامضية ) والذي يؤدي الى خلل كبير بعمل الرئتين ، هذا الخلل يظهر على شكل صعوبة بالتنفس ومن ثم الإختناق .
لقد وجد في نوع داء السكري المعتمد على الأنسولين تلف في نسيج البنكرياس ، وبذلك فإن إنتاج الأنسولين من داخل الجسم يكون قليلا جداً وعليه نعتمد على الأنسولين الخارجي ( أي زرق الأنسولين للمريض ) .
إما في نوع داء السكري غير المعتمد على الأنسولين فيمكن ملاحظة عدم إستجابة خلايا (بيتا) للحافز ( الحافز هنا هو إرتفاع نسبة الكلوكوز في الدم ) ، أو بسبب قلة إنتاج الهورمون من الخلايا ، وبذلك لابد من تحفيز إفراز الأنسولين .
خصائص المرض
إن النوع المعتمد على الأنسولين يظهر بالمرضى الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاماً وهم عموماً يمتازون بوزن جسم طبيعي ، إن المرض يبدو دراماتيكياً بظهوره خلال أسابيع أو أشهر وفيما إذا لم تتم معالجتهم بسرعة بالأنسولين فسيعانون إرتفاع نسبة الكيتونات الحامضية القاتلة .
أما النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين فغالباً ما يظهر بعد سن الأربعين من العمر وبالمرضى ذوي الأجسام الميّالة للسمنة ، ويمكن معالجة المرض بالحمية الغذائية وبالأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم . إن مرضى هذا النوع معرضون بنسبة أقل للإصابة بزيادة الكيتونات الحامضية . إن هؤلاء المرضى يعانون لفترات طويلة من أعراض داء السكري قبل أن يتم تشخيصهم بشكل نهائي .
صورة المرض
يظهر المرض بأحد الأوجه التالية :
1)يكتشف بالصدفة أثناء فحص الإدرار روتينياً في المختبرات .
2)بعض المرضى يعانون من جزء أو كل أعراض المرض وهي : الشعور بالعطش ، كثرة تناول الماء ، كثرة التبول والتبول الليلي ، الشعور بالتعب ، فقدان الوزن ، حكة بالمنطقة التناسلية وبطيات الجسم المختلفة ، الشعور بالضعف الجنسي ، عدم وضوح بالنظر ، خدر وألم بالمفاصل .
3)معاناة المريض من أعراض الكيتونات الحامضية حيث يشكو المريض من ألم في منطقة المرئ (وسط الصدر) مع تقيؤ .
4)ومن الممكن أن يظهر المرض بأحد مضاعفاته .
تشخيص المرض
يتم تشخيص المرض من خلال :
1)الأعراض والتحاليل المختبرية وتشمل :
أ ـ الإدرار
ب ـ فحص السكر بالدم ، وهو نوعين :
الأول ـ قبل الفطور / صباحاً ، وعندها تكون نسبة السكر أكثر من 100ملغم/سي سي ، أو ما يعادل 1،6 ملي مول / لتر .
الثاني ـ العشوائي / في أي وقت ، وعندها تكون نسبة السكر أكثر من 200ملغم / سي سي ، أو ما يعادل 14 ملي مول / لتر .
ج ـ إختبار الكلوكوز الإحتمالي الفموي : وهو إختبار خاص غالباً ما يستخدم في تشخيص النوع الثاني .
التعامل مع المرض
إن الهدف هو السماح للمريض أن يعيش حياة طبيعية وذلك بالحد من إرتفاع السكر ، والحصول على صحة جيدة ومنع حدوث المضاعفات . وبتقدم العلم والتكنولوجيا الطبية أصبح من النادر أن يموت مريض السكر نتيجة إرتفاع نسبة الكيتونات الحامضية ، ولكن ما يعاني منه العلماء هو تأثيرات السكر على الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة .
إن تنظيم نسبة السكر يساعد كثيراً على تحصين المريض ضد المضاعفات الخطرة التي غالباً ما تصيب العين والأعصاب المحيطية . إن العمل على توازن نسبة السكر في جسم المريض من شأنها أن تمنع حدوث غيبوبة هبوط السكر أو غيبوبة إرتفاع حامضية الدم .
العـلاج
أولاً ـ الحمية الغذائية .
ثانياً ـ أدوية تخفيض نسبة السكر عن طريق الفم + الحمية الغذائية
ثالثاً ـ زرق هورمون الأنسولين .
ويمكن ملاحظة مسألة مهمة جداً وهي أن زيادة إستهلاك الأنسولين سواء الموجود في جسم الإنسان أو من خارجه يتناسب طردياً مع زيادة السعرات الحرارية ، أي بمعنى زيادة الطاقة الناتجة من تمثيل كمية الغذاء الذي يتناوله المريض ، لذا ننصحه بالحمية الغذائية مع تنظيم وجبات الطعام بالوقت والنوع والكمية .
نصائح لمرضى السكري
1 ـ راجع طبيب العيون .
2ـ راجع طبيب المجاري البولية .
3 ـ راجع طبيب الأسنان .
4 ـ راقب نسبة السكر عندك .
5ـ توقى جروح الأرجل .
6 ـ يتوجب الإكثار من الخضار بالطعام .
7ـ الأهتمام اليومي بالنظافة الشخصية .
8 ـ إذا كنت ممن يأخذون إبر الأنسولين فعليك أن تعرف طريقة حفظ قناني الأنسولين وطريقة الزرق ، حيث :ـ
أzwnj;)يتوجب حفظ ونقل قناني الأنسولين بدرجة حرارة 2 ـ 8 درجة مئوي .
بzwnj;)زرق الأبر في أماكن مختلفة بحيث يوم يختلف عن اليوم السابق ،
تzwnj;)لاتتاخر بتناول طعامك بعد زرق الأبرة .
ثzwnj;)رج قنينة الأنسولين الخابط قبل أن تسحب منها .
خلاصة القول إن داء السكري ، مرض سهل جداً، ويتوجب عليك فهمه لأجل أن تتعايش معه بشكل طبيعي جداً .