صحة

مواجهة مخاطر الأمراض الجديدة تتطلب تضامناً عالمياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جنيف: حذرت منظمة الصحة العالمية الخميس من ان امراضا معدية قاتلة جديدة تشبه مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) ومرض الايبولا ستظهر في القرن الحادي والعشرين، وحثت على مزيد من التضامن العالمي لمعالجة مجموعة التهديدات الصحية المتزايدة.وقال تقرير المنظمة انه "من السذاجة التامة الافتراض انه لن يظهر مرض مثل الايدز والايبولا والسارس عاجلا ام اجلا".

وذكرت المنظمة في تقريرها حول امن الصحة في القرن الحادي والعشرين، انه منذ سبعينات القرن الماضي ظهرت امراض جديدة بوتيرة "غير مسبوقة" حيث كان يظهر مرض او اثنان في العالم.وقالت المنظمة ان امراضا اخرى عمرها مئات السنين مثل الانفلونزا والملاريا والسل اخذت تنتشر بسبب التحولات البيولوجية وارتفاع المقاومة للمضادات الحيوية وضعف الانظمة الصحية.وقال مايك ريان مدير دائرة الانذار بالاوبئة في المنظمة "لقد مررنا بتغيرات هائلة، فقد تغيرت علاقتنا بمملكة الحيوانات، وغيرت انماط سفرنا، وسلوكنا الاجتماعي والجنسي طبيعة علاقتنا بعالم الميكروبات".
واضاف في حديث للصحافيين ان النتيجة هي "ظهور مسببات جديدة للامراض وانتشار انواع جديدة من مسببات الامراض في العالم" رغم زيادة القدرة على تحديدها.واكد التقرير على ان المخاطر الصحية الجديدة لم تعد محدودة بسهولة ضمن نطاق دولة معينة، ويمكن ان تنتشر في العالم بسرعة وذلك يعود في جزء منه الى زيادة السفر الجوي خلال نصف القرن الماضي وكذلك نتيجة التجارة.كما اكد التقرير على مخاطر الامراض التي تنقلها الاغذية ومخاطر الحوادث الكيميائية والبيولوجية او النووية والتلوث الصناعي.واضاف التقرير ان التغيير المناخي "يمكن ان يعرض الملايين الى الخطر في العديد من الدول" ما يجعل ذلك مسالة صحية.

واشارت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان الى تاثير النمو السكاني وزيادة السكن في المدن والممارسات الزراعية الجائرة، والتدهور البيئي واساءة استخدام المضادات الحيوية، وقالت ان كل هذه العوامل تساعد عالم البكتيريا على النمو والتطور.

وقالت تشان للصحافيين ان "الابعاد الدولية للامراض الناشئة والتي تحمل امكانية التحول الى وباء تشمل الجميع".واضافت "نظرا الى امكانية الانتشار العالمي لهذه المخاطر، فان الحماية منها بشكل افضل يتطلب تضامنا عالميا وعملا مشتركا لمواجهة اي تهديد".الا ان التقرير اكد على وجود "ثغرات خطيرة خاصة في الخدمات الصحية في العديد من الدول" بسبب الفقر او قلة الاستثمارات مما يضعف شبكة الامان العالمية بشكل كبير.

واكد التقرير على ان الرعاية الصحية والطبية مهمة ليس فقط في معالجة الامراض والوقاية منها، ولكن كذلك في رصد التهديدات الجديدة مثل انتشار الامراض والهجمات بالاسلحة البيولوجية والمشاكل الصحية البيئية، كما انها مهمة في تقليل المخاطر التي تمثلها هذه الامراض والمشاكل.

وشدد التقرير على ان تبادل المعرفة الطبية وتبادل التكنولوجيا والامدادات بين الدول الغنية والفقيرة يعتبر امرا مهما و"واحدا من اهم الطرق واكثر عملية نحو الامن الصحي العالمي".واشار التقرير الى ان الانجازات التاريخية الثلاث التي ساعدت الانسان على التغلب على امراض مثل الطاعون والكوليرا والحصبة، وهي الحجر الصحي وتحسين النظافة والتطعيم، لم تثبت نجاحها الا بعد ان تم تطبيقها عالميا.

ووضعت منظمة الصحة العالمية قوانين دولية صحية جديدة هذا العام لزيادة قدرات الدول الاعضاء فيها وعددها 193 دولة على مواجهة التهديدات الصحية الخطيرة داخل وخارج حدودها.كما تسعى المنظمة الى التوصل لحل لشكوى اندونيسيا حول توفر الادوية المطورة حديثا في البلدان الفقيرة.وقالت المنظمة ان تبادل عينات الاغشية من الضحايا البشرية لمرض انفلونزا الطيور المتسبب عن فيروس "اتش 5 ان1" ضرورية لرصد اي تحول محتمل لهذا الفيروس، وهو ما يعتبر احد اكبر المخاطر التي واجهت البشر مع مطلع القرن الحالي والذي يمكن ان يتسبب في تحول انفلونزا الطيور الى وباء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف