الخيانة الزوجية قد تعزز الحياة الجنسية !

الخيانة الزوجية قد تعزز الحياة الجنسية !
الشريك الجنسي السابق: شبح الحياة الزوجية الجديدة

ترجمة محمد حامد - إيلاف: إن الحقيقة التي لا مفر منها هي أننا عندما نقع في الحب من جديد، فإننا نستحضر كل تجاربنا العاطفية والجنسية السابقة ولا نستطيع الوقوف في وجه الغزو الذي تشنه العلاقة القديمة على علاقتنا الجديدة. ومع ذلك فإننا نحاول أن نبدو وكأننا نبدأ من جديد، ولكن من الصعب أن نتخلص من الماضي. ورغم ذلك هناك أشخاص يمثل لهم الماضي اتجاها ايجابيا، وبخاصة إذا كان الشريك السابق قد ساعدهم على الشعور بالأمن والأمان، ولكن إذا كان هذا الشريك غيورا أو مؤذيا، فإن الماضي من الممكن أن يلقي بظلاله على العلاقات التالية له. ومن المدهش أن أشباح علاقات الماضي هي مشكلة يفترض أن تكون بسيطة بالنسبة إلى أي علاقة جديدة، ومع ذلك فهي تربك العديد من الأزواج.

راشيل ومايك زوجان في الثلاثينات من عمرهما، بحثا عن المساعدة لأن حياتهما الجنسية لم تعد مصدرا للمتعة الكبيرة كما ينبغي. حيث قالت راشيل: كانت حياتنا الجنسية عاطفية في الأشهر الستة الأولى، ولكن بعد ذلك بدأ الجنس في التضاؤل، وأصبح يتم فقط إذا طلبت أنا ، ثم أصبح بعد ذلك يحدث على فترات وليس دائما."
إذن كيف تتغير الامور هكذا سريعا؟ فعندما نمارس الجنس نكون واعين لما حدث في الماضي مع أحبائنا القدامى، وكيف أننا استمتعنا. ولأن الجماع الجنسي يعد تملكا وخضوع، فإن ذكريات حبيب الماضي تعد جزءا من الإثارة والدافعية والعاطفة. حيث انه بمجرد ظهور الرغبة والبدء في ممارسة علاقة جنسية جديدة فإن أشباح الماضي تبدأ في الزحف والظهور مرة أخرى معنا في غرفة النوم.

وهذه هي الحالة التي حدثت مع راشيل ومايك. فقد كان مايك يقفز من السرير سريعا مبكرا في أيام العطلات الأسبوعية ولا يستمر في أداء واجباته الجنسية إلا حينما يشعر أنه مضطر لأداء ذلك. حيث إنه سقط أسير أسطورة عن الجنسية الذكورية والتي تقول: يتوقع الرجل دائما أن يكون محط الإهتمام. وكانت محور الاسطورة رفيقته السابقة.
حيث قال: إذا لم أكن مهتما بممارسة الجنس، كانت شريكتي تقول انه يوجد شيء خطأ فيها هي، حيث يجب عليها أن تزيد وزنها بعض الشيء أو أنني لم أعد أحبها. ولم تكن تقبل أنني ربما أكون متعبا أو لدي كثير من العمل، الأمر الذي يتسبب في فشل العلاقة الجنسية في بعض الأحيان.

لماذا الأداء مع الشريك السابق يلقي بظلاله على الحاضر؟
أثناء مرتين من مرات ممارسة الجنس في العلاقة السابقة لمايك مع شريكته فشل في المحافظة على انتصابه مع رفيقته الماضية ما جعل رفيقته تشعر بالاحباط والضيق. ولهذا فإنه الآن إذا لم يكن متأكدا مئة بالمئة من قدرته على الأداء الجنسي الفعال، فإنه يجلس على حافة السرير. وبمجرد أن فهمت راشيل هذا الأثر الناتج من خبرات الماضي مع رفيقته السابقة، أصبحت قادرة على فهم سلوكه جيدا. كما أشار مايك إلى أنه إذا رأى راشيل تتحرك على السرير من أجل أن تحتضنه فقط، فإنه يفسر ذلك على أنها تطلب ممارسة الجنس. ومن خلال هذا الفهم لما يدور في ذهن مايك وما فهمته راشيل أصبحا قادرين على ترك خبرات الماضي وراءهما وأصبحت ممارسة الجنس ممتعة مرة ثانية.

وهناك أشخاص آخرون، لا تمثل خبراتهم الماضية وسيلة تثبيط بل وسيلة استثارة. حيث إن آليس البالغة من العمر 48 عاما، أصبحت مشغولة لدرجة كبيرة بخبرتها الجنسية الأولى عندما كانت في سن المراهقة. حيث قالت: عندما أمارس الجنس فإنني أتخيل صديقي القديم، لقد بدأت في أحلام اليقظة التي ترى نفسها فيها تقتفي اثر حبيبها القديم وتقابله في بهو أحد الفنادق لتتناول معه القهوة. وترى نفسها عارية معه في سرير ذي أربع قوائم عالية . وقد جعلها هذا تتساءل عن حياتها الزوجية التي تعيشها الآن منذ ما يقرب من عشرين عاما، ودائما تتساءل هل من الممكن لحبها الاول أن يعود مرة ثانية ؟!
وقد اصبح واضحا أن خيال آليس الخاص بصديقها القديم والزوج الحالي الحقيقي كانا متشابكين. فقد اعترفت بأن زوجها لم يكن ذلك المحب الجيد حيث كان متسرعا وفظا بعض الشيء. و تبدو حياتها الآن بطيئة وكئيبة. وكانت أحلام اليقظة في حقيقة الأمر مظهرا لما هو مفقود في حياة آليس، ولكن في الجانب الهامشي من حياتها، و استمرت في زواجها رغم كل ذلك .

الخيانة الزوجية تعزز الحياة الجنسية
أما النوع الثالث من الأزواج الذين يتأثرون بخبراتهم الماضية مع رفقاء قدامى، فقد ذكر نصف من شملتهم دراسة مسحية عن البلوغ في بريطانيا، أنهم اظهروا تحسنا في حياتهم الجنسية في الاسابيع والأشهر الاولى بعد حدوث خيانة زوجية. حيث قالت سيدة في الثانية والأربعين من عمرها، والتي كان شريكها يمارس الجنس لمدة أسابيع قليلة مع إمرأة أخرى: ماذا يمكنني ان أقول لقد كان شيئا ممتعا. كما قالت سيدة أخرى تبلغ السابعة والأربعين من عمرها، بعد أن مارس زوجها الجنس مع أخرى لمدة ثمانية أشهر، بأنه حدث تحسن كبير في علاقتهما الجنسية ولم تعد حياتهما جامدة. "لقد استعدت عاطفتي ناحيته. لقد أصبحنا مرتبطين مرة أخرى."
ومع ذلك فمثلما يتقابل الزوجان معا لأول مرة بحرارة، فإن هذه العاطفة الاولى من الممكن ان تخبو سريعا. وعند ذلك، فإذا لم يستطيعا التحدث عن حبهما ومناقشة القضايا الكامنة وراءها، فإن الشريك السابق سوف يظل قائما بينهما. حيث قال مارتن البالغ من العمر التاسعة والثلاثين: لقد كنت أفكر بارتباك في ما كانت تفعله زوجتي والرجل الآخر. لقد كنت أريد معرفة كل شيء وفي الوقت نفسه لم أكن أريد أن أعرف شيئا .وأثناء الإستشارة، ركز على كيف أنه وزوجته كانا يمارسان الحب بشكل مختلف. وقال: إنني في حاجة إلى جعلها تشعر بأنها محبوبة. حيث يمكنني ان أقضي وقتا أكثر أغازلها وأسعدها." وقد كانت النتيجة أن زوجته كانت تبدو مستثارة وزادت ثقته في نفسه. وأصبحت ممارسة الجنس بينهما شيئا ممتعا وتلاشى تأثير الرفيق السابق عليهما.

ما هو السبيل إلى التخلص من الماضي والإستمتاع بحياة جنسية مشبعة؟
أولا، من المهم أن نفهم أن هناك طرفين للعملية الجنسية: حياتنا الجنسية الخاصة (ما يثيرنا، والأمور المفضلة لكل طرف، ووصول الجسم للنشوة الجنسية) والعلاقة الجنسية الأعم ( العطاء والأخذ بين شركاء العملية الجنسية المترابطة، وما يحدث في العلاقة الاوسع).
ثانيا، يجب أن نسلم بخبراتنا وخبرات شريكنا الماضية. حيث إن الخيالات وأشباح الماضي يمكن السيطرة عليها فقط عندما نتجاهلها. وأخيرا إذا كنت قادرا على التحدث بحرية مع شريكك، ومناقشة كل الامور بصراحة، فإنه يمكن الوصول إلى حياة جنسية سليمة.

المصدر: صحيفة التايمز البريطانية